انعقاد الدورة الرابعة للجنة المشتركة ما بين الإمارات والجزائر

انعقاد الدورة الرابعة للجنة المشتركة ما بين الإمارات والجزائر

انعقدت أمس أعمال الاجتماع الوزاري للدورة الرابعة عشرة للجنة المشتركة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية، في العاصمة الجزائر.

وترأس الاجتماع من جانب الدولة وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان بن سعيد المنصوري، ومن الجانب الجزائري وزير الشؤون الخارجية في الجزائر عبد القادر المساهل، وضم وفد الدولة ممثلين عن مختلف الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية والشركات شبه الحكومية والخاصة في الإمارات.

وأكد المنصوري ضرورة بذل المزيد من الجهود المشتركة من القطاعين الحكومي والخاص في البلدين، للبناء على ما تم إنجازه خلال الأعوام الماضية وصولاً إلى تحقيق المستوى الأمثل من التبادلات التجارية والتدفقات الاستثمارية بين الجانبين، وبما يعود بالنفع المشترك على اقتصاد البلدين.

ودعا المصدرين والمستوردين الجزائريين لتعزيز الاستفادة من الموانئ والمرافق اللوجستية المتطورة في الإمارات كنقطة مثالية لانطلاق وتخزين ونقل البضائع بين الجزائر والأسواق الآسيوية، لافتاً إلى أن الإمارات تتبوأ المرتبة 11 من أصل 160 دولة في مؤشر الخدمات اللوجستية العالمي مما يؤشر على القيمة المضافة التي يمكن لسلاسل الواردات والصادرات الجزائرية تحقيقها من خلال الاستفادة من الموانئ الإماراتية والمناطق الحرة واللوجستية في تعزيز كفاءة النقل والتخزين، وتوسيع شبكة المصدرين والموردين المحتملين في كل بقاع العالم.

وعلى الصعيد الاستثماري، أشاد المنصوري بتجاوز قيمة الاستثمارات الإماراتية في الجزائر مستوى الـ 10 مليارات دولار في عدد متنوع من القطاعات الاقتصادية، منوهاً إلى وجود فرص لمزيد من الاستثمارات الإماراتية الطامحة للاستفادة من الحجم الكبير للسوق الجزائرية، والموقع الاستراتيجي للجزائر كبوابة للسوق الأوروبية والأفريقية، مؤكداً ضرورة العمل لاستكشاف المزيد من الفرص والشراكات الاستثمارية، إضافة إلى وضع الحلول العملية للتحديات التي تواجهها الاستثمارات القائمة.

ونوه الوزير سلطان المنصوري بالشراكة الاستثمارية الإماراتية الجزائرية في قطاع الحديد والفولاذ، والتي وصلت قيمتها إلى 1.5 مليار دولار وهو ما يتوقع أن يولد نحو 1600 وظيفة مباشرة وغيرها من الفرص غير المباشرة عبر مراحل الاستثمار والتشغيل المختلفة، مشيداً بالشراكة في قطاع الطاقة عبر شركة "سيبسا" المملوكة لشركتي مبادلة وسوناطراك الجزائرية بقيمة 1.2 مليار دولار إلى العام 2043، والتي تتضمن زيادة إنتاج البترول والغاز الجزائري خلال السنوات القادمة، حيث تشكل هذه الشراكات نموذجاً محفزاً للعمل المشترك بين قطاعي الأعمال في البلدين في مختلف القطاعات الاقتصادية المشتركة.

وحث المهندس سلطان المنصوري المستثمرين الجزائريين على تعزيز استثماراتهم في دولة الإمارات ومناطقها الحرة المختلفة، والتي تشكل نقطة مثالية للولوج إلى أسواق المنطقة التي تناهز قيمتها السنوية 7.6 تريليون دولار، ويتجاوز عدد سكانها الـ 2 مليار نسمة، حيث توفر الإمارات للمستثمرين بيئة استثمارية متطورة وبنية تحتية متقدمة مما يمكن أن يشكل حافزاً كبيراً للاستثمارات الجزائرية الهادفة إلى تحقيق التنوع الاقتصادي وتنويع الأسواق التصديرية المتاحة أمام منتجاتها باتجاه الأسواق الآسيوية.

ودعا جميع الأطراف المشاركة في اللجنة إلى بحث سبل تعزيز علاقات الطيران المدني بين الجانبين من خلال رفع وتيرة اللقاءات والمفاوضات الثنائية الهادفة إلى تبني سياسة الأجواء المفتوحة بين البلدين الشقيقين، إضافة إلى تسهيل متطلبات تأشيرات الدخول للجزائر والتي سيكون لها انعكاس مباشر على تدفق السياحة الإماراتية، ويتوقع أن يسهم جوهرياً في تحقيق خطة الحكومة الجزائرية الهادفة إلى مضاعفة عدد السياح المتدفقين للجزائر إلى 4.4 مليون سائح بحلول العام 2027.

كما دعا الجانب الجزائري لزيادة التنسيق المشترك ضمن المنظمات الدولية والمؤتمرات وغيرها من المحافل الدولية، معرباً عن شكره للجزائر على دعمها للإمارات في مختلف المنظمات والمحافل الدولية ومتعددة الأطراف.

ووقع سلطان بن سعيد المنصوري وعبد القادر مساهل محضر الدورة الرابعة عشر من اللجنة المشتركة بين دولة الإمارات الجزائر.

كما وقع الجانبان مذكرة تفاهم في شأن التعاون في مجال المنشآت القاعدية، ومشروع البرنامج التنفيذي لاتفاق التعاون في مجال الشؤون الدينية للإعلام 2019 - 2020، ومشروع البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي للإعلام 2018 -2020، ومذكرة تفاهم للتعاون الفني بين هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس والمعهد الجزائري للتقييس.

والأسبوع الماضي تلقت الإمارات اللوم بعد أن افتعل رجلها في ليبيا أزمة مع الجزائر، بعد تهديد "خليفة حفتر" بشن حرب على الجزائر بعد أن اتهمها بتوغل القوات إلى التراب الليبي.

وتبرأ وزير الخارجية الليبي محمد الطاهر سيالة، في الحكومة المعترف بها دولياً، من تصريحات حفتر خلال اتصال مع نظيره الجزائري عبد القادر مساهل، مؤكدا تمسك السلطات الليبية بمواصلة العمل على تقوية العلاقات التاريخية والقوية التي تجمع الشعبين الشقيقين- حسب ما نقل التلفزيون الحكومي الجزائري يوم الاثنين (10سبتمبر/أيلول)، فيما طمأن وزير الخارجية الجزائري نظيره الليبي بأن العلاقات بين البلدين لا يمكن أن تتأثر بمثل هذه التصريحات.

وتجنبت الجزائر الرد على حفتر رسمياً، لكن الصحافة والمحللين الجزائريين والليبيين هاجموا حفتر والإمارات معاً

الكاتب