الإمارات وعبر أدواتها تعبث بأمن تعز وتتمرد على حكومة هادي

الإمارات وعبر أدواتها تعبث بأمن تعز وتتمرد على حكومة هادي

بدأت أدوات الإمارات اللعب بالمكشوف للعبث بأمن واستقرار مدينة تعز، والتمرد على سلطة الرئيس عبدربه منصور هادي فيها، بعد أن عاشت تعز جبهة موحدة ضد الميليشيا الانقلابية الحوثية، طوال الثلاث السنوات والنصف الماضية من الحرب اليمنية، وفشل العديد من المحاولات اليائسة لاستنساخ تجربة الإمارات التمردية بعدن في مدينة تعز.

وقال مصدر سياسي في تصريحات لصحيفة " القدس العربي" اللندنية «للأسف الأخوة الإماراتيون يظنون أن اليمنيين أغبياء لدرجة أن أبوظبي تحاول وتطمح الى تكرار مؤامراتها على الجنوب في محافظة تعز، ولكن هذه الطموحات لن تمر بسهولة طالما وهناك عقول واعية، تستوعب حجم المؤامرات التي تحيكها القوات الإماراتية وأدواتها في تعز».

وأوضح «يكفي عبثا أن أبوظبي لعبت دورا كبيرا في عرقلة استكمال تحرير مدينة تعز من محاصرة الحوثيين لها، منذ أكثر من ثلاث سنوات، وتأتي اليوم لتستكمل المؤامرة عليها بخلق حالة من الفلتان الأمني وعدم الاستقرار والدفع بها الى أتون مشاكل جانبية لا تخدم الا الطرف الانقلابي الحوثي».

وكانت أدوات الإمارات التي تحتل مواقع رسمية عالية بالسلطة المحلية في محافظة تعز، بدأت مؤخرا الدفع بالوضع في تعز الى حالة من التصادم والتضاد بين القوى الفاعلة التي تدافع عن المدينة من الاجتياح الحوثي لها، وافتعال مشاكل لإضعاف جبهتها الداخلية، ومحاولة تقوية الأطراف المحسوبة على الإمارات والدفع بها نحو الواجهة لتسلم زمام الأمور في المستقبل، كما فعلت في محافظة عدن والمحافظات الجنوبية التي تعد اسميا تحت سلطة الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، بينما تقع تحت النفوذ الاماراتي بالكامل

وافتعل محافظ تعز أمين أحمد محمود، المحسوب على أبوظبي والمدعوم بقوة منها، العديد من المشاكل منذ تسلمه زمام السلطة المحلية فيها، والذي يحاول تدريجيا وتحت نار هادئة اللعب بالنار في مواجهة وتغييب كل التيارات غير المرغوب بها إماراتيا وإعلان الحرب عليها صراحة بشتى الوسائل، بالإضافة الى محاولة تمرده عن سلطات الرئيس هادي كما تمردت عليه القوات المحلية التابعة للإمارات في محافظة عدن وبقية المحافظات الجنوبية.

وفي أول تجربة عملية لتمرده على قرارات الرئيس هادي، أصدر محافظ تعز قرارا بعزل اللجنة الرئاسية لاحتواء الأزمة الأمنية في مدينة تعز، وإعفاءها من مهامها بدون حق دستوري، لأن إعفاء هذه اللجنة من مهام رئيس الجمهورية الذي وجه بتشكيلها.

واستغل محافظ تعز غياب الرئيس هادي عن المشهد السياسي في الوقت الراهن إثر سفره لإجراء الفحوصات الطبية في الولايات المتحدة، وافتعال هذه الحركة للبدء في تنفيذ مشروع الإمارات التخريبي في تعز، وهي التي أجبرت الرئيس هادي على تعيينه في قيادة السلطة المحلية بتعز، مقابل وعود باستكمال تحرير محافظة تعز من ميليشيا الانقلابيين الحوثيين

وفي رد حاسم على تمرد محافظ تعز على توجيهات الرئيس هادي، أعلن رئيس اللجنة الرئاسية بتعز العميد عبده فرحان المخلافي رفضه لقرار محافظ تعز بإعفاء هذه اللجنة العسكرية الرئاسية من من مهامها، وأكد على استمرار عمل اللجنة في أداء مهامها المنوطة بها.

وقال المخلافي في مؤتمر صحافي عقده بتعز أمس ان «اللجنة الرئاسية تم تكليفها من قبل رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولن تتوقف إلا بقرار من رئيس الجمهورية». مؤكدا «أن اللجنة أنجزت الكثير من المهام المنوطة بها، وأنها لا زالت تقوم بأدوار كبيرة، وأنها ستستمر في حل القضايا الأمنية العالقة في مدينة تعز».

وذكر أن اللجنة اللجنة العسكرية الرئاسية قامت بإنجازات هامة ولا زالت تقوم بمهام كثيرة، وأنها «تقوم حاليا بالإعداد لخطة شاملة لتحرير محافظة تعز بشكل كامل من الميليشيا الحوثية». 

وكان الرئيس هادي وجه في 11 آب (أغسطس) الماضي، بتشكيل لجنة عسكرية رئاسية لاحتواء الفلتان الأمني في مدينة تعز وتعزيز أمنها واستقرارها، وتقديم الموجهات الأساسية والملحة للدفع بعملية استكمال تحريرها من الانقلابيين الحوثيين، والحد من توسع دائرة الفلتان الأمني الذي افتعلته حينذاك ميليشيا محلية تابعة لأبوظبي بقيادة الشيخ السلفي عادل عبده فارع، قائد (كتائب أبو العباس)، المدعومة والمسلّحة من دولة الإمارات مباشرة.

وكانت اللجنة العسكرية الرئاسية أجبرت ميليشيا (كتائب أبو العباس) على تسليم العديد من المؤسسات الحكومية والمواقع العسكرية في مدينة تعز للجهات الحكومية المعنية وإزالة الحواجز والمتارس الترابية وفتح الشوارع الفرعية، وإخلاء المباني التي كانت تتمركز فيها ميليشيا أبو العباس وإعادتها الى أصحابها ضمن مهام اللجنة في تفعيل حضور الدولة بمدينة تعز.

واعتبر محافظ تعز تحركات اللجنة الرئاسية متعارضة مع مهامه المبطّنة لخدمة التوجه الاماراتي في تعز، فسارع الى محاولة إعفاء اللجنة الرئاسية من المهام المنوطة بها، للحيلولة دون استمرارها في تنفيذ التوجهات الرئاسية لبسط نفوذ الدولة في مدينة تعز، غير أن قراره قوبل بالرفض من قبل اللجنة الرئاسية والذي قد يفتح باب التكهنات على مصراعيه أمام المستقبل المجهول لمدينة تعز في ظل توجهات العبث الإماراتي بأمنها واستقرارها.

الكاتب