الإمارات تعتقل مؤذن ايغوري مسلم وتخوف من تسليمه الى الصين

الإمارات تعتقل مؤذن ايغوري مسلم وتخوف من تسليمه الى الصين

أعربت عائلة أحد أعضاء أقلية الإيغور المسلمين، مقيم بدبي واعتقلته السلطات الإماراتية مؤخرا، عن مخاوفها من أن السطات توشك على ترحيله إلى الصين، حيث يمكن أن يتعرض للسجن والتعذيب هناك داخل أحد معسكرات "إعادة التأهيل".

وكان "عبدالجليل سوبي" قد قدم من إقليم شينغيانغ بالصين، حيث يتعرض عشرات الآلاف من الإيغوريين للقمع المتزايد على يد السلطات، ليلتحق بجامعة الأزهر في القاهرة كطالب بكلية الدراسات الإسلامية عام 2012، قبل أن ينتقل إلى الإمارات عام 2017 لتعلم اللغة الإنجليزية.

وبعد الانتهاء من دورة اللغة الإنجليزية، شجع صوت "سوبي" المؤثر السلطات الدينية في الإمارات، في مارس، على تعيينه مؤذناً، ومنحه تصريح إقامة سارياً حتى عام 2021، حسب موقع Middle East Eye البريطاني الذي تناول قصته.

وقد عمل "سوبي" خلال الشهور الأخيرة في العديد من المساجد بأنحاء دبي، ولم يواجه أي مشكلات مع السلطات المحلية، وفقاً لما ذكره أفراد عائلته.

لكن من وصفتهم بـ"رجال شرطة إماراتيين" اعتقلوا "سوبي" بشكل مفاجئ دون سابق إنذار بالرغم من أوراقه الرسمية وتصريح إقامته.

ونقل موقع Middle East Eye عن زوجته الإيغورية "شمس الدين" قولها: قام 4 رجال إماراتيين باصطحاب "عبدالجليل"، عقب انتهائه من أداء صلاة المغرب بمسجد "عبدالله بن رواحة"، ووضعوه بسيارة دون طرح أي أسئلة.

وقالت الزوجة التي انتقلت إلى تركيا، بعد أن فرت إلى هناك خشية أن تتعرض للاعتقال والترحيل: "حينما تساءلت عما يحدث، أخبرني أحد الرجال الذين أخذوا زوجي، أنه ليس هناك أي مشكلة، ومع ذلك، أحاول منذ ذلك الحين الاتصال بزوجي، ولكني أجد هاتفه مغلقاً في كل مرة".

ومنذ اعتقاله، اتصل بـ"شمس الدين" مرة واحدة فقط، وأخبرها أنه في موقع لا يمكن الكشف عنه، وأنه يخشى على حياته، طالبا منها أن تتوجه إلى تركيا إذا ما اعتزمت السلطات الإماراتية ترحيلها إلى الصين، ومنذ ذلك الحين، لم تتمكن زوجته من الاتصال به.

وأعرب شقيق "سوبي"، الذي طلب عدم ذكر اسمه، عن مخاوفه وخشيته على حياة شقيقه، مشددا على أنه إذا ما قامت السلطات الإماراتية بترحيل شقيقه إلى الصين، فإنهم يرسلونه كي يلقى حتفه.

وتابع: يعيش أكثر من 3 ملايين شخص حالياً في معسكرات داخل الصين. ولا نعلم ما إذا كان أصدقاؤنا أحياء أم أمواتا، ونشعر بالقلق على سلامتنا رغم وجودنا خارج الوطن.

وأضاف: "سوف تسجنه السلطات الصينية وتجبره على الانضمام لمعسكر التأهيل، ليس هذا أسلوباً للعيش، نحتاج إلى أن تعلو أصواتنا، وأن نطالب بعدم ترحيله".

ولا يزال مقر احتجاز "سوبي" غير معلوم، ومع ذلك تشك أسرته في أن السلطات الإماراتية تستعد لترحيله إلى الصين.

وسبق أن أشار ناشطون من أقلية الإيغور في تركيا وألمانيا والسويد إلى إنه تم ترحيل 17 شخصاً من جاليتهم من الإمارات إلى الصين.

وفي السنوات الأخيرة، رحلت العديد من البلدان، ومن بينها كمبوديا ونيبال وماليزيا وتايلاند مسلمي الإيغور، بناءً على طلب بكين. وفي 2017 اعتقلت قوات الأمن المصرية عشرات من الطلاب الإيغوريين ورحلتهم إلى الصين.

ونقل الموقع الإلكتروني لـ"هيومن رايتس ووتش" عن المديرة الإقليمية للمنظمة بالصين، "صوفي ريتشاردسون"، قولها إنه يتعين على الإمارات أن تعيد النظر في ترحيل أي مسلم إيغوري إلى الصين.

وتذكر منظمة هيومن رايتس ووتش، أن الصين تحتجز أكثر من مليون إيغوري في معسكرات "إعادة التأهيل"، مع تزايد الحملات القمعية ضد الأقليات المسلمة منذ عام 2016، بينما تشير تقديرات أخرى إلى أن أعداد الإيغوريين المعتقلين بتلك المعسكرات أكبر من ذلك.

الكاتب