انقلاب المملكة الناعم.. تدبير إماراتي وتنفيذ بن سلمان "شبيه عيال زايد"!

انقلاب المملكة الناعم.. تدبير إماراتي وتنفيذ بن سلمان "شبيه عيال زايد"!

يتذكر الجميع مشهد إزالة الأمير محمد بن نايف من الحكومة ليستلم محمد بن سلمان منصب ولاية العهد بكل برود وهدوء، ولكنه الهدوء الذي سبق العاصفة فعلاً، فقد عصفت الأزمات في المنطقة وتضاعفت الفتن والمشاحنات والمعارك منذ تولي ابن سلمان ولاية العهد، وكأنه ثور وحشي هاج في وجه دول المنطقة، دون حسيب أو رقيب!.

وقتها الباحث والكاتب الصحفي المغربي "رشيد أزروال" قد شنَّ هجوماً عنيفاً على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ناعتاً إياه بشبيه "عيال زايد"، ومُعرباً عن خشيته على السعودية تحت حكمه.

وقال حينها "أزروال" في تدوينات له عبر حسابه الشخصي الرسمي بموقع التدوين المصغر "تويتر": (إنَّ تعبير الأمير محمد بن نايف عن ارتياحه التام وهو يُسَلّم منصب ولاية العهد يشي بالكثير… أخشى على المملكة بصدق من شبيه عيال زايد).

كما أضاف في تغريدة أخرى: (انقلاب على ولاية العهد.. الفكرة إماراتية والتنفيذ محمد بن سلمان.. وسلمان يورث).

ورأى الكثير من المحللين أنَّ الانقلاب الناعم الذي تمَّ في المملكة العربية السعودية، تقف من خلفه الإمارات بصفتها الداعم الأكبر لمحمد بن سلمان بهدف الوصول للحكم، ويؤكد المحللون على أنَّ العقبة الوحيدة التي ما زالت تعترض تحقيق حلم "ابن سلمان" هو الأمير "متعب بن عبد الله" وزير الحرس الوطني، والأيام القادمة كفيلة بالكشف عما يخطط له ولي العهد الجديد من أجل إزاحته!.

وكأن مخاوف أزروال كانت نبوءة حقيقية للمصائب التي حدثت لاحقاً بسبب محمد بن سلمان، فمنذ توليه منصب ولي العهد، توالت الأزمات والقضايا الشائكة والحروب والانتهاكات، فمنها الأزمات الداخلية والتي تمثلت بالقمع الكامل للشعب السعودي وكل من ينطق بأي كلمة تنافي أو تعارض أو حتى لا تؤيد الملك وابنه، يكون مصيره الخطف والتعذيب والاعتقال دون أي ذنب ولا محاكمة عادلة، في أبشع انتهاك لحرية الرأي والتعبير تشهده المملكة والإمارات بشكل خاص، والمنطقة الخليجية والعربية بشكل عام.
وتزايدت اعتقالات الأمن السعودي كما فعل نظيره الإماراتي من قبل لقمع أحرار الإمارات، الذين وقّعوا على عريضة الإصلاح، وطالت الخبراء والأكاديميين وحتى المحامين والقضاة ورجال الدين.

إلى جانب الفضيحة المالية التي قام بها بن سلمان تحت مسمى "الملك يحارب الفساد"، حيث استطاع سحب أموال كبار الأمراء ورؤوس المال في المملكة وأبرزهم الوليد بن طلال، فيما بدا واضحاً أنه يسرق أموالهم بالعربدة الملكية وسلطته اللامحدودة في المملكة!.

ولم يكتف بمشاكل الداخل مع الشعب، بل امتد إلى المشاكل مع الجيران خاصة الأزمة مع قطر ومقاطعتها نهائيا من كل النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ضمن الحلف الثلاثي بين المملكة والإمارات والبحرين.

ولا يمكن تجاهل عاصفة الحزم التي تهاجم جماعة الحوثي في اليمن بكل ضراوة، ما تسبب في خسائر فادحة في البنية التحتية لليمن وحولته من "اليمن السعيد" إلى التعيس كل التعاسة، وهو يرى أبناءه يموتون بالقنابل والصواريخ، أو من الجوع ونقص الغذاء، أو بالأوبئة ونقص الدواء!.

كما أن بن سلمان وبإرادة محمد بن زايد ومحمد دحلان، غازل الغرب –علناً- برفع شعارات العلمانية في المملكة حيث راح يعتقل العلماء ونخبة الوطن الذين يوصفون بالاعتدال والعطاء في أنحاء المملكة وخارجها، فبات متهماً بالديكتاتورية والقمع السياسي.

كما حاول أن يخوض الحروب متقلداً وشاح وزير الدفاع عن بلاده فبات يوصف بأنه مجرم حرب وبات مطلوباً للعدالة الدولية كما نقل الحرب إلى عقر داره، حيث تمكن الحوثي من تهديد المملكة في أكثر من موقف آخرها إجبار الحكومة نقل القمة العربية من الرياض إلى الظهران!.

وفوق كل ذلك، فإن الفشل الاقتصادي حليف دائم لهذا الشاب المتهور، الذي سمح لمحمد بن زايد أن يتلاعب به كما الدمية، وأن يصدّره واجهة لكل المشاكل والمفاسد في المنطقة.

مجلة أويل برايس الأمريكية رصدت الفشل الاقتصادي جيدا لابن سلمان، ووصفت ذلك بالقول إن المملكة أصبحت وكأنها تقف على برميل من البارود يمكن أن ينفجر في أي لحظة، ولذلك فليس عجيباً موافقة مجلس الوزراء السعودي في فبراير 2018م على اعتماد "قانون الإفلاس"، وذلك وفق خبراء بسبب انخفاض عوائد النفط، والعجز الكبير في ميزانيتها، وتراجع الاحتياطات بسبب الهدر المالي الزائد عن المعقول، والتورط في حروب اليمن وسوريا والعراق.

حتى أنّ مركز بروكينجز الأمريكي، قال بدوره إن السعودية تمر بحالة أشبه بالنار تحت الرماد بسبب زيادة البؤس والاحتياج، كما أن هناك تفاوتاً كبيراً في الدخل بين السعوديين، فمنهم الأغنياء والأثرياء بدرجة كبيرة، في مقابل ذلك تزداد أعداد الفقراء بصورة أعمق!.

وما زال يحاول بن سلمان أن يطيح بكل من يواجه طمعه في السلطة بدءا من ابن عمه الأمير محمد بن نايف وصولا بالأمراء من رجال الأعمال، مع ظهور آراء كثيرة في الآونة الأخيرة بأن مسعاه سيخيب وسط بوادر اتفاق –غير معلن- في الأسرة المالكة على الإطاحة به.

ومازال الشاب المراهق من مواليد 1985م، سبباً مباشراً في تصدر المملكة قائمة الانتهاكات الحقوقية!

الكاتب