سجين لبناني في الإمارات يتحدث عن تعذيبه في المعتقل

سجين لبناني في الإمارات يتحدث عن تعذيبه في المعتقل

نشرت الصحافة اللبنانية تقارير عن حصولها على تسجيلات صوتيه منسوبة لأحد السجناء اللبنانيين في الإمارات، يناشد فيه حكام الدولة التدخل وإنقاذه من "التعذيب الوحشي" الذي يتعرض له.

ونشرت صحيفة "الأخبار اللبنانية" التسجيل الصوتي المنسوب ل "أحمد مكاوي"، يدعو حكّام الإمارات التدخل لإنقاذه ومطالباً بالتحقيق في أقواله.

وتشبه اتهامات "مكاوي" اتهامات عديدة لمعتقلين إماراتيين وعرب تعرضوا للتعذيب في سجون جهاز أمن الدولة، وتتطابق الاتهامات في كثير منها.

وقال مكاوي في التسجيل: "لا أُريد أن يبكي أحدٌ علي. أريدهم أن يعرفوا أني مظلوم وأن يقفوا لرفع الظلم عني. لقد تم تعذيبي بصورة مرعبة تقشعرّ لها الأبدان. سلخوا فروة رأسي. وهتكوا عرضي عبر إدخال قطعة حديد في دُبري ما أدى إلى حصول تمزّق وأجريت لي عملية. خلعوا أظافر قدمي أثناء التعذيب وكسروا أربعة من أصابع يدي. تعرضت لكسر في الأنف ولضرب شديد في الرقبة أدى إلى بروز ورم جرى استئصاله بعملية جراحية في المستشفى".

وتابع: "حاولوا قطع شرايين في يدي اليُسرى. وأُصبت بانتفاخ في الوجه من شدة الضرب أدى إلى فقداني البصر بشكل كامل لمدة شهر. لقد منعوني من النوم لمدة أسبوعين ومنعوني من الاستحمام والنوم على الأرض لمدة شهرين ونصف شهر. والله على ما أقول شهيد".

طبيعة القضية

ومكاوي هو واحد من بين 16 شخص (إماراتيين وعراقيين ولبنانيين) جرى الحكم عليهم بالسجن بين 10 و15 عاماً بتهمة التجسس لصالح حزب الله في لبنان عام 2016.

وقالت الصحيفة إن مكاوي طلب من عائلته إثارة قضيته إعلامياً. وسمح له بالتواصل مع عائلته بعد الحكم عليه عقب مضي 13 شهراً في السجون السرية.

وانتقد مكاوي سفارة بلاده وقال: "السفارة اللبنانية في الإمارات لم تسأل عني يوماً".

وفي تسجيل أخر بثته الصحيفة اللبنانية، تبدو مرافعة "مكاوي" أمام القضاء الإماراتي أثناء المحاكمة "سيدي القاضي. قبل البدء بالمرافعة، وخلال فترة عيشي في دولة الإمارات، أُحبّ أن أؤكد أنّي أُكنُّ كل الحب والإخلاص لحكامها ولشعبها الكريم. وجميع من يسكن فيها وأنا أعيش على هذه الأرض منذ ثلاثين سنة، لم أعرف عنها إلا إحقاق العدل وإنصاف المظلوم. سيدي القاضي، لقد تم توقيفي وإيداعي في سجونٍ لا أدري أهي فوق الأرض أم في جوفها. وقد تعرضت لشتى أنواع التعذيب حتى كدت أفقد حياتي لولا لطف الله".

وقد تقدم الموقوف بطلب استرحام إلى المحكمة، راجياً إعفاءه من مدة محكوميته أو السماح له بإتمام باقي محكوميته في لبنان بالقرب من عائلته.

وساطة

 ونشرت الصحيفة تسجيل أخر لمكاوي يخبر شقيقته: "لماذا لا يجرؤ أحد على أن يقف أمام السفارة الإماراتية ليُطالب برفع المظلومية عني. أنا بريء ومظلوم. ضعيف ولست ابن رئيس أو وزير ليسأل عني أحد. أشبعوني وعوداً حتى أنّ أحدهم تحدث عن طلب وساطة من سمير جعجع لدى الإمارات. الحمد لله لقد أراحني الله من العذاب اليوم، لكن ما أطلبه اليوم من دولة الإمارات التي أحترم تشكيل لجنة تحقيق للتحقيق في أقوالي. أقوالي التي انتُزعت مني بالقوة. وإلى الآن لا تزال آثار التعذيب موجودة".

مكّاوي تحدث عن خضوعه لتحقيقين؛ الأول أجراه جهاز أمن الدولة، والثاني أجراه ضابط "سيّئ جداً أساء إلي. كان لديه شذوذ. أنا أثق بالتحقيق الأول لأنّه كان شفّافاً وعادلاً. لكني حُكمت بموجب أقوالي في التحقيق الثاني. لا أُريد التشهير بدولة الإمارات، لكني أطلب العدالة. أُحبك كثيراً".

ونقلت الصحيفة عن المحامي محمد صبلوح (محامي مكاوي) إن "الاتهامات التي سيقت لموكّلي مكّاوي غير صحيحة. أحمد لا يعرف الموقوفين الـ15 الذين قيل إنّهم يتبعون لحزب الله ولا علاقة له بهم".

شكوى في الأمم المتحدة

تحدث صبلوح عن اثنين من المتّهمين في القضية نفسها خرجا من السجن، هما محمد كعدي وحسن حمّاد. وذكر أنّه تقدّم بشكوى ضد الإمارات في الأمم المتحدة، متّهماً بانتزاع الاعترافات من موكله تحت التعذيب.

وكشف صبلوح عن صدور قرار لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الذي قضى بإلزام السلطات الإماراتية بالإفراج فوراً عن موكله بعد ثبوت واقعة التعذيب. غير أنّ القرار الصادر اعتُبر معنوياً، كاشفاً عن متابعة القرار في الأمم المتحدة لتحويله إلى قرار ملزم.

كذلك تحدث صبلوح عن "ضياع على المستوى الرسمي اللبناني"، مؤكداً أنّ السفارة في الإمارات لا تكترث لمصير مواطنيها.

وذكر أنّه راجع النيابة العامة التمييزية، طالباً إرسال مذكرة لاسترداد السجين اللبناني ليستكمل محكوميته في لبنان، بعد استناده إلى اتفاقية جامعة الدول العربية. غير أنّ النائب العام التمييزي رفض الطلب، بذريعة عدم وجود اتفاقية بين الإمارات ولبنان.

الكاتب