الشيخ "رقيط": خدم البلاد حتى قبل الاتحاد، ومع ذلك اعتقله الأوغاد !!

الشيخ "رقيط": خدم البلاد حتى قبل الاتحاد، ومع ذلك اعتقله الأوغاد !!

شيخ إماراتي وقور فاضل شديد الحلم والكرم، أديبٌ ومؤلف شغوفٌ بالكتابة، اسمه "حمد حسن علي رقيط"، اشتُهرَ باعتداله ووسطيته مع الدعوة بالحسنى والأسلوب الحسن، ضد الحماسة المندفعة غير المتزنة، كل من زاره رجع بهدية من إحدى مؤلفاته العديدة، علاقاته طيبة للغاية مع الدعاة من مختلف المناطق والبلدان.

مؤهلاته:
* ليسانس تاريخ كلية اللغة العربية من جامعة الأزهر سنة 1975 م.

الخبرات العملية والعلمية  والاجتماعية :

المشاركة في العمل الإداري والتخطيطي بقسم التخطيط بوزارة التربية والتعليم من سنة 1975 إلى 1981م.

المشاركة الفنية والإدارية لمشروع زايد لتحفيظ القرآن الكريم داخل الدولة.

شغل منصب مدير إدارة الوقف بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف من سنة 1981 إلى 2002م.

عضو مشارك في تأسيس جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي المشهرة بالدولة سنة 1972 م.

 

الكتب والمؤلفات العلمية:

*الحكمة في الدعوة.

*تجديد الإيمان.

*المسئولية الإدارية في الإسلام.

*كيف نربي أبنائنا تربية صالحة.

*مسئولية الدعوة إلي الله.

*الرعاية الصحية والرياضية في الإسلام.

*منطلقات الدعوة ووسائل نشرها.

*قضايا معاصرة في ميزان الإسلام.

*من فقه الصدقة.

*المختصر في آداب السفر.

*الطريق إلي السعادة.

قضيته:
جرى اعتقاله ورفاقه في الجمعية بسبب مشاركتهم في عريضة إصلاح، تطالب بإصلاحات سياسية سُميت بـ(عريضة 3 مارس) من العام 2011م، والتي تدعو إلى إعطاء المجلس الوطني (البرلمان) صلاحيات كاملة، وإعطاء مساحة أوسع للحريات في البلاد، وفيها مقترحات وتوصيات قدمتها نخبة من علماء وأكاديميين ومسئولين حكوميين ورموز الدولة.

وجاء اعتقاله من منزله في رمضان 24 يوليو 2012م، بدون مذكرة تفتيش قضائية، وتمّ إخفاءه عن الجميع (اختفاء قسري كالعادة) في سجن سري، وتكّشف فيما بعد أنه جرى تعذيبه لمدة طويلة قبل خروجه للمحكمة الاتحادية في أكبر فضيحة حقوقية بالإمارات، حيث تمّ الحكم على العشرات من الأبرياء والشرفاء بالسجن لمددٍ مختلفة تتراوح بين 3 سنوات وحتى 15 سنة، بحُكمٍ غير قابل للطعن أو الاستئناف، ضمن أشهر قضية في المنطقة عُرفتْ إعلامياً باسم قضية (الإمارات 94)، في تاريخ 2 يوليو 2014م، وكان نصيبه من الاعتقال الظالم أنْ حُكِمَ عليه بالسجن 10 سنوات مع 3 إضافية للمراقبة، ونُقلَ إلى أسوأ سجون البلاد والخليج، سجن الرزين الملقب "غوانتانامو الإمارات"، وهناك تعرّض وإخوانه إلى أبشع طرق الانتهاكات والإهانات الإنسانية من المرتزقة النيباليين الذين يديرهم محمد بن زايد ليبطشوا بصفوة أبناء الوطن، فكان "رقيط" ومن معه ضحيةً للاعتداء الجسدي والنفسي حتى بات يُعاني من صداع وعدم استقرار الضغط وطنين في الأذن وقلة النوم، وتقول زوجته أنه فقد الكثير من الوزن في زيارتها له قبل أن تُمنع من رؤيته.

ومازال "رقيط" يعاني الانتهاكات داخل الرزين وإلى جانبه الدكتور "محمد المنصوري" والدكتور "محمد الركن"، اثنان من أبرز المعتقلين السياسيين المعنيين بحقوق الإنسان وخبراء القانون الدستوري والدولي، ومعهم في السجن أيضاً الدكتور الشيخ "سلطان القاسمي" رئيس دعوة الإصلاح وأحد شيوخ الإمارات الذي رفض الخروج من السجن إلا مع دعاة الإصلاح، بالإضافة إلى العشرات من الناشطين السياسيين والحقوقيين والمثقفين والقيادات الطلابية والشبابية.

قالوا عنه:
*كتب الكويتي "محمد عبد الله المطر" عن الشيخ "رقيط" في 22 مارس 2013م:
(من يعرفه، لا يجد أنه يفرق بين كبير وصغير، من حيث التعامل والاحترام والتقدير، فكان يجلس معنا، يناقشنا، ويمزح معنا، ونحن في عمر أبنائه، أو أصغر، وحين كان ينصحنا، يتعامل معنا كصديق، وليس كشيخٍ أو داعية معروف، له منصب بالدولة!).
ويضيف "المطر" عن حب "رقيط" لوطنه بالقول: (مُحبٌّ لوطنه: فدائمًا يتكلم عن وطنه، ينشد الخير له، ويتحدث عن رموزه، ويثني عليهم).
وتشير آخر تغريدات الشيخ "رقيط" إلى ما ذهب إليه الكويتي "المطر"، فإحداها تقول: "لو يعلم الناس ما يحمله أبناء دعوة الإصلاح من الحب لوطنهم وشيوخهم لكافئوهم بأحسن الأوسمة".
ويعول على رئيس الدولة وحكام الإمارات في معاجلة الـلَّبْسِ الذي حدث عندما عاش "رقيط" أجواء الحملة التي كانت على شباب دعوة الإصلاح في بدايتها قبل أن يلحق بهم بالحديث في تغريده أخرى: "لازال الأملُ قائماً في تدخل رئيس الدولة وإخوانه الحكام -حفظهم الله- في معالجة الـلَّبْس في التعامل مع شباب الإصلاح".

* كما كتب (أحمد جعفر) الكاتب والصحفي المصري من قلب القاهرة:

(الشيخ والداعية "حمد رقيط" من خيرة من أنجبت أرحام أمهات الإمارات، وجهه يشع نوراً وطمأنينة وسكينة قل نظيرها في وجوه دعاة اليوم، لي موقفٌ معه دائماً ما يقفز لذاكرتي عند حلول ذكرى مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث أنه اعتاد أنْ يتلقّى مني اتصالاً هاتفياً بالتهنئة بهذه المناسبة، ,المرة الوحيدة التي نسيت فيها مهاتفته، أدركتها برسالة تهنئة قصيرة SMS للتعبير عن خجلي منه، لم يردّ الشيخ "حمد" برسالة بل بمكالمة هاتفية قائلًا: الأحباب والأصحاب تسعد القلوب بسماع أصواتهم والاطمئنان على أحوالهم، اعتدت منك اتصالًا هاتفيًا في كلّ مناسبة دينية ووطنية أستاذ أحمد، ولكونك اكتفيت برسالة هذه المرّة كان لزامًا عليَّ أردّ بعض أفضالك وكرم أخلاقك معي عن المرات السابقة !!
والله يا جماعة سال الدمع من عيني عندما سمعت كلماته الرقراقة، لم يعاتبني على تقصيري وهو محق إن فعل، ولم يتكبر عليَّ فأنا أصغُرُه بعشر سنوات تقريبا، إلا أن رسالته كداعية وإصلاحي جعلت منهجه نصب عينيه، فترجمه إلى سلوك يتحرك به على الأرض بين الصغير والكبير من أبناء عشرات الجنسيات المقيمة على أرض الإمارات).
حديثه عن دعوة الإصلاح
تمثل منهجه بالدعوة إلى الحوار السلمي لإيجاد الحلول الأخوية مشيراً بالقول: "في قضايا الفكر واختلاف النظرات.. الحل الأخوي والحواري خيرٌ بألف مرة من الحلول الأخرى".
وقبل اختطافه بساعاتٍ كتب تغريدة على وسم #وطنيون_خلف_القضبان: "المشاكل الفكرية عند خبراء التربية تعالج بالفكر والحوار وليس بالحل الأمني"، وأشار في أخلاقيات الحوار: "إذا حاورت شخصاً فتجنب السخرية وكل ما يشعر الطرف الآخر بالاحتقار"، وتقول تغريدة أخرى: "إذا خالفت غيرك فلا تتسرع في إصدار الأحكام عليه لأن ذلك يوقع في أخطاء جسيمة".
وفي يوليو 2012م ظهرت مبادرة وطنية لإنشاء مؤسسة للحوار الوطني قام بها مجموعة من المثقفين في الإمارات وهي التي لاقت ترحيباً واسعاً من الشيخ "رقيط" ويقول عنها: "دعم فكرة إنجاح مشروع مؤسسة الحوار الوطني والعمل على إقناع الجهات المختصة لترخيصه لمنافعه الكثيرة للوطن"، وقدم مقترحاً أيضاً: "اقتراح بإنشاء مركز دبي للحوار الوطني ليُسْهِمَ في توحيد الرؤى والأفكار بين كل مكونات المجتمع".
ودائماً ما سعى لخدمة المجتمع، مؤمناً أن هذا الطريق هو الصحيح لإيجاد مجتمع صحيح الوطنية، كما يقول من عرفه!

الكاتب