لماذا غابت الإمارات ومصر عن البيان المشترك لإدانة التدخل الروسي في سوريا ؟

لماذا غابت الإمارات ومصر عن البيان المشترك لإدانة التدخل الروسي في سوريا ؟

أصدرت كل من فرنسا وألمانيا وقطر والسعودية وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية بياناً مشتركاً دعت فيه الى وقف الضربات الجوية الروسية في سوريا، وأعربت الدول عن قلقها من هجمات سلاح الجو الروسي في سوريا خاصة في منطقة حماة وحمص وإدلب والتي أصابت الكثير من الضحايا من المدنيين ولم تصب أهدافاً لتنظيم " داعش ".

في حين أن الإمارات ومصر غابتا عن البيان المشترك للدول ال 7، وهذا يوكد وقوف مصر والإمارات مع الجانب الروسي لدعم نظام بشار الأسد وضرب المعارضة الإسلامية، ويؤكد ذلك اتفاق موسكو السري الذي وافق عليه كل من : -النظام الإيراني على مخطط موسكو السري وشارك في وضع الخطط السياسية والعسكرية -الدول العربية الثلاث الإمارات والأردن ومصر والتي تخوض حربا ضد الأحزاب السياسية في الداخل والخارج ويتمثل ذلك في انفاق حكومة أبو ظبي مئات المليارات لمحاربة الجماعات الإسلامية سياسيا , كذلك النظام المصري وتمثل ذلك في الانقلاب الذي قام به عبد الرحمن السيسي على الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي والذي كان يقود التيار الإسلامي , وكذلك محاربة الملك الأردني لجماعة الإخوان المسلمين . - النظام السوري حيث زار علي مملوك رئيس مجلس الأمن القومي السوري مصر واجتمع بعبد الفتاح السيسي وأبدى موافقة النظام السوري على التدخل الروسي . - الدول الغربية وذلك بدعوى محاربة الإرهاب الإسلامي كما يطلقون عليه وقد تضمن الاتفاق بنود كثيرة لحل الأزمة السورية لكن وفقا للرؤية الروسية والأمريكية بتنسيق من قادة العرب والنظام الإيراني.

وتشجيعاً لاتفاق موسكو السري، قامت الإمارات بالموافقة على الاستثمار في روسيا ووافقت مصر على شراء الأسلحة الروسية ووقعت اتفاقيات توريد اسلحة بنحو 3.5 مليار دولار، ووافقت أيضاً على عقد لبناء محطة طاقة نووية في مصر، ويعد هذا أكبر عقد مدني بين مصر وروسيا منذ أيام السد العالي .

ويذكر أن اتفاق موسكو نجح إلى حد بعيد في إقناع السعودية وحلفائها بالحل السياسي لأزمة سوريا، ولم يقتصر اتفاق موسكو على الملف السوري فقط، إنما شمل الملف الليبي أيضا , كذلك كان الملف اليمني حاضرا من خلال استثمار علاقة روسيا بإيران الداعمة للحوثيين، وهذ يفسر التراجع الحوثي في اليمن وتراجع دعم طهران لجماعة الحوثي.

ومن نتائج اتفاق موسكو السري، حصول موسكو على صفقات عربية مليارية، فقد اتفق محمد بن زايد مع يوتين على التعاون الثنائي في مجال الطاقة , ويذكر وجود مشروعا كبيرا لشركتي " روس نفط " و" كريسنت بتروليوم " لتطوير حقل نفطي إمارة الشارقة، كما فازت موسكو بصفقة بناء أول محطة كهروذرية مع الأردن .

الكاتب