"محمد بن زايد" عراب "محمد بن سلمان" في الفساد.!!

"محمد بن زايد" عراب "محمد بن سلمان" في الفساد.!!

بعدما انتقلت السلطة في المملكة السعودية إلى يد ولي العهد "محمد بن سلمان"، زادت مشاكل وأزمات المملكة بشكل خاص والمنطقة الخليجية بشكل عام، من عمليات اعتقال تعسفية طالت كل النشطاء الحقوقيين، وأزمة حصار قطر ومقاطعتها، وحرب اليمن بعاصفة الحزم، ومشاكل دبلوماسية مع تونس والمغرب وسوريا وكندا وغيرها، ثم فضائح التطبيع مع اليهود، وما إلى ذلك من دوامات عصفت بالوطن العربي والخليجي.

وعلى نفس السياق، أكد الكاتب والمحلل السياسي السوري "بسام هاشم" أنه سوف يكتب المؤرخون ذات يوم أنَّ عملية الانتقال الراهنة للحكم في السعودية قد تكون الأبهظ كلفةً في التاريخ العالمي، رغم أن هذا الانتقال يجري بين جيلين ويفترض أن يكون مرنا وتلقائيا.

وأشار الكاتب في مقالته في صحيفة “البعث” السورية إلى أنَّ حجم التغيير لا يرقى إلى مستوى الثورة السياسية بل هو انقلاب داخلي محدود لواحد من فروع العائلة الحاكمة، على حد وصفه.

ولفت "هاشم" إلى أنه: (بعيداً عن مئات المليارات التي دُفِعت، والالتزامات والوعود المكتوبة وغير المكتوبة، التي تعهد بها الملك "سلمان" وابنه الأمير للرئيس الأمريكي "ترامب" وحاشيته، وبمعزل عن السابقة الفريدة في التاريخ السياسي والأيديولوجي للمملكة السعودية، التي جعلت من دولة الإمارات المتحدة وبالتحديد ولي العهد محمد بن زايد، "العرّاب" الفعلي لوصول بن سلمان إلى العرش، ولربما لعملية إنقاذ المملكة من جمودها وانتشالها من هيمنة مؤسستها الدينية، فإن إشكالية استراتيجية مخيفة محملة بأسوأ الاحتمالات والعواقب تطرح نفسها حين تجعل من دولة مجاورة أقل ثقلاً وأدنى مرتبة بالمعايير الجيواقتصادية والجيوسياسية، ولكنها صاعدة -هي الإمارات- وصيةً على تعافي عملاق جغرافي مترامي الأطراف ومتعدد التدخلات والتأثيرات، لكنه يتخبط في تناقضاته، وفي كبريائه الجريح -هو السعودية-).

وأضاف الكاتب السوري "هاشم" بنفس المقالة: (والحقيقة، فإنَّ مشهد الإصلاح السعودي قد يكون أقرب إلى نوع من تقاسم التركة، وهي تركة لا تشتمل وحسب على أرصدة وأصول مالية في الداخل والخارج، بل وتضمّ أيضاً مساحات شاسعة من النفوذ السعودي الذي تغذّى على "البترودولار" على امتداد القارات الخمس، وطوال العقود الأربعة الماضية، علاوة على عدة طوابير لا حصر لها من المعارضات المأجورة التي استخدمت منذ ثمانينيات القرن الماضي لتصفية حسابات الحكومة السعودية مع حكومات بلدانها الأصلية.

واعتبر المحلل السياسي السوري أنَّ: (رهط المعارضات السورية يشكل الأنموذج الأخير والأبشع ارتزاقا في هذه السلسلة، ولربما الأسوأ مصيرا، لأنها تتوج نهاية حقبة أولا، ولأن عليها بالتالي أن تدفع ضريبة مزدوجة: ضريبة الفشل السعودي العام على مستوى الاستراتيجيات العربية والإسلامية، وخاصة في سوريا، وضريبة الفشل السعودي على مستوى الاستراتيجيات الداخلية السياسية والاجتماعية والاقتصادية).

ويكمل: (إنَّ دعوة المعارضات السورية للبحث عن رؤية أخرى للحلّ لا تنطوي على مجرد إقرار نهائي بالفشل المــزمن الذي يلاحق السياسات السعودية تجاه سوريا في الميدان السوري، وعبر لبنان والعراق، وحتى عبر العواصم الأمريكية والأوروبية، وذلك منذ مقتل "الحريري" قبل أكثر من 12 عاماً، بل ومنذ أن طرحت الرياض مبادرتها للسلام في قمة بيروت العربية، هي دعوة تندرج قبل كلِّ شيء في سياق الاعتراف بالفشل الكامل للخيارات السعودية على مستوى الاستراتيجيات الشاملة).

وختم "هاشم" بالقول: (تحذير المعارضات السورية لن يكون هنا إلا خطوة أولية على طريق التخفيف من الحمولات الجانبية ومحاولة إنقاذ المركب الموشك على الغرق قبل التفرغ لملفات الانتقال الشائكة والمعقدة، والتي تحمل في تداعياتها احتمالات تحول السعودية إلى ملعب للمواجهات الداخلية والإقليمية والدولية).

وإذا كان أردوغان يفرز السوريين اليوم بين من هو مرشح للطرد ومن هو مستحق للجنسية التركية، فإن أيتام "آل سعود" بانتظار مصير واحد: التحوّل إلى قربان. -على حد وصف الكاتب السوري.

وتستمر السياسات السعودية بالانقياد غير المبرر للإمارات بقيادة محمد بن زايد، الذي جعل نفسه وصياً على بن سلمان، يوجهه بل ويتلاعب به أحياناً، ويستخدمه لتعزيز قوته دولياً، كما يكرّس "بن زايد" رجاله وأبرزهم "العتيبة" سفير الإمارات بواشنطن لتزكية وتدعيم "بن سلمان" أمام المجتمع الدولي، رغم أن الأخير أفسد على نفسه الكثير، وورَّط نفسه ودولته وكلَّ داعميه بعد عملية اغتيال الناشط السياسي والإعلامي السعودي "جمال خاشقجي" داخل القنصلية السعودية في تركيا، خلال عملية إرهابية دولية صنفها الجميع بأنها الأغبى بين كل عمليات الاغتيال في التاريخ، حيث فضحت كل المتورطين فيها، وكلفت خسارة لا يمكن نسيانها!.

كما تطاول "بن سلمان" في فساده المالي والأخلاقي –برعاية بن زايد- بعدما بطش برؤوس الأموال في المملكة، وقرر حلّ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإنشاء بدلاً منها هيئة الترفيه التي تجرّ قدم السعوديين إلى هاوية أخلاقية بانفتاح غير مقبول لشعب يعيش بحضن الكعبة المشرفة!!.

الكاتب