في عهد عيال زايد: أصبحت الإمارات مأوى الفاسدين،، وملاذ الهاربين!!

في عهد عيال زايد: أصبحت الإمارات مأوى الفاسدين،، وملاذ الهاربين!!

عناوين كثيرة تتبادر إلى الذهن فور قراءة هذا العنوان الرئيسي، فبمجرد رؤية عبارة (الإمارات مأوى الفاسدين)، تقفز عبارات أخرى مثل:
*خبراء يؤكدون أن الإمارات تستخدم الفاسدين اللاجئين إليها كأدوات سياسية وأمنية.
*الإمارات تستضيف نجل الراحل "علي صالح" الذي كان يقاتل السعودية.
*أبو ظبي تحتضن شيطان المؤامرات "محمد دحلان" القيادي الفلسطيني الهارب، والمتهم الأول في اغتيال الرئيس عرفات بالسمّ.
*الشرطة الأوروبية تؤكد أنَّ الإمارات باتت مقصد المجرمين من أي مكان بالعالم.
*رموز نظام مبارك والفلول ينعمون بأموالهم بعد هروبهم إلى عيال زايد وآل سلول.
*أسرة الأسد والقذافي وجدوا ملاذاً آمناً في أبو ظبي.

فعلاً، فقد تحولت الإمارات في السنوات الماضية إلى مأوى للهاربين والمجرمين ورموز الثورات المضادة والفاسدين من كل مكان بالعالم، وكذلك المتآمرين على الوطن العربي وطموحات الشعوب في التخلص من الديكتاتورية وغياب الديمقراطية.

 ومن أبرز الهاربين في الإمارات "محمد دحلان" الملقب بـ"فيروس العرب"، الذي عاث فساداً في الأرض رفقة محمد بن زايد، وهناك أيضاً رئيس وزراء مصر الأسبق "أحمد شفيق"، رفقة بقية الوزراء الفاسدين في نظام مبارك المُسقط بإرادة الشعب.

كما احتضنت الإمارات أسرة "بشار الأسد"، المجرم القاتل لشعبه من أجل كرسي زائل، ولا ننسى نجل "علي عبد الله صالح" الرئيس اليمني الراحل، الذي كان يحارب المملكة العربية السعودية أكبر حلفاء الإمارات.

ثم نجد نجليْ زعيم ليبيا "معمر القذافي"، المشتهرين بالفساد والهاربين من البلاد، وينضم إلى جانب من سبقوا أيضاً العديد من الوزراء "باكستانيين وعراقيين" صدر بحقهم أحكام بتهم الفساد.

ورغم أنّ هذا الوضع كان مثار انتقادات دولية واضحة، إلا أنّ قيادة الإمارات لا تهتم لما يسيء إليها وشعبها أمام العالم الحرّ.
فقد عبر المجلس الأمني الأوروبي في تقرير له قبل عدة أشهر عن قلقه من استضافة الإمارات للهاربين والفاسدين والمجرمين، متهماً إياها بأنها أصبحت مركزاً متزايداً لارتكاب الجرائم الاقتصادية والمالية، وبؤرة فاسدة في المنطقة، حيث بيّنت الشرطة الأوروبية أنَّ الإمارات باتت مركزًا تتزايد فيه عمليات غسيل الأموال والاحتيال، ومقصداً للجوء كبار المجرمين إليها.

وحرصت الشرطة الأوروبية على إدراج البيانات الشخصية ضمن الاتفاق المعلن، خاصة أن الإمارات تواجه تهما متعددة بمسألة ملاحقة المعارضين المتواجدين خارج الدولة.

استخدام الهاربين والفاسدين

ويرى مراقبون أن الإمارات تستخدم هؤلاء الفاسدين والهاربين كأدوات سياسية وأمنية، حيث توظفهم من أجل تحقيق أغراضها الشيطانية في المنطقة، فعلى سبيل المثال نجد أنه في الوقت الذي تستضيف فيه أبو ظبي نجل "علي عبد الله صالح"، فإنَّ الموالين له يقاتلون القوات السعودية والإماراتية على الأرض اليمنية، وهو تناقض عجيب احتار أمامه المحللون والنقاد، ما دفع للتساؤل عن الدور المشبوه الذي تلعبه الإمارات في التحالف العربي باليمن.

وأكدت تقارير أنَّ "صالح" نفسه –قبل مقتله- أبلغ دولة الإمارات برغبته في الخروج من اليمن واشترط عليها تقديم ضمانات كافية له وتسهيلات تتعلق بالطريقة التي سيخرج بها، وتقديم ضمانات بسلامة جميع أملاكه وأمواله الموجودة في الإمارات، كما هرب اللواء "محمد ناصر أحمد" وزير الدفاع اليمني السابق، هو وعائلته إلى الإمارات بعد خروجه من الوزارة بسبب الاتهامات المالية الموجهة إليه.

أما "محمد دحلان"، فيُعتبر بؤرة الشر والتآمر على باقي البلدان العربية، وعراب الثورات المضادة للربيع العربي، بسبب قربه من حكام الإمارات، حيث يعمل مستشارا أمنيا لولي عهد إمارة أبو ظبي "محمد بن زايد" الملقب بشيطان العرب، ويُذكر أنه فرَّ هارباً من حكم بالسجن في مايو 2011م، بعد طرده من حركة فتح، كما أنه يسعى ليكون بديلا عن رئيس السلطة الفلسطينية الحالي "محمود عباس"، سواء بانقلاب أو تنازل من الأخير عن الحكم.

وتؤكد التقارير تورّط "دحلان" في اغتيال ياسر عرفات، كما أن له علاقة قوية مع وزير الدفاع الإسرائيلي "أفيغدور ليبرمان"، الذي يسعى إلى توفير وتهيئة الظروف المناسبة أمام عودته إلى قيادة السلطة الفلسطينية، وتغدق حكومة أبو ظبي على دحلان أموالًا طائلة من أجل تحقيق أغراضها الخبيثة في المنطقة، والذي بدوره ينقل هذه الأموال إلى أذرعه في الداخل والخارج الفلسطيني عبر شبكة من الشباب التابعين له، كل ذلك تحت إشراف ومباركة إسرائيلية إماراتية!.

رموز الأنظمة الساقطة
وكانت رموز نظام مبارك، حاضرة بقوة في صفوف الهاربين إلى الإمارات ومنهم رئيس الوزراء الأسبق "أحمد شفيق" فقد هرب من مصر في يونيو 2012م، بحجة التوجه لأداء العمرة، لكنه ذهب إلى الإمارات وأقام فيها بعد أن أصدرت النيابة العامة قراراً ببدء التحقيق معه في قضية إهدار المال العام، كما تبعه رئيس جهاز المخابرات "عمر سليمان"، وكثير من رموز مبارك منهم "أحمد الزند" وزير العدل السابق الذي أقيل بسبب تصريحاته المسيئة لشخص النبي -صلى الله عليه وسلم- فغادر إلى الإمارات هروباً من الملاحقة القضائية، خاصة عندما علم بقرب محاكمته في قضية استيلائه على أراضي الدولة، وقضية ميزانية نادي القضاة، كما هرب "حبيب العادلي" وزير داخلية مبارك الأشهر إلى دبي.

ولم يغبْ النظام السوري عن قائمة الهاربين إلى الإمارات، فهناك "بشرى" شقيقة الرئيس السوري "بشار الأسد" استقرت في الإمارات بعد شهريْن من مقتل زوجها "آصف شوكت" نائب وزير الدفاع السوري، علاوة على السماح لرموز النظام بممارسة الأنشطة التجارية الضخمة، والحرية المطلقة في تحويل الأموال لأي جهة تخرب الثورة السورية.

وتمثل الإمارات مكانًا آمنًا لتهريب أموال شخصيات النظام السوري، فبعد العقوبات التي فرضت على الشركات الروسية تم تهريب 22 مليار دولار من موسكو إلى "أبو ظبي" للإفلات من هذه العقوبات، كما تشير المصادر إلى أنَّ "رامي مخلوف" رجل الأعمال السوري وابن خالة "بشار الأسد" له حسابات بمئات ملايين الدولارات في مصارف الإمارات.

وبالانتقال إلى ليبيا، كشفت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية في أغسطس 2015م، عن هروب عدد كبير من رموز نظام القذافي إلى الأراضي الإماراتية، منها "محمود جبريل" وزير التخطيط، وأيضا "عبد المجيد مليقطة" أحد الرموز المهمة في تحالف القوى الوطنية الذي يتزعمه "جبريل"، وهو شقيق "عثمان مليقطة" قائد كتائب القعقاع، الميليشيا التابعة لقبائل الزنتان وقامت بدور بارز في إشعال الحرب في الدولة. وغيرهم الكثير من رموز نظام القذافي!.

رموز الفساد الدولي لجئوا للإمارات

ولم تكتفِ الإمارات باستضافة الفاسدين والمجرمين العرب، بل تستضيف أيضا عددا كبيرا من الفاسدين والسياسيين والديكتاتوريين من جميع أنحاء العالم، ففي دبي تقيم أسرة الديكتاتور التايلاندي "تاكسين شيناواترا"، هربوا جميعا إلى دبي تجنبا لأحكام بالسجن في تهم فساد وكان آخرهم أخت الديكتاتور.
أما رئيس الحكومة الباكستاني الأسبق "برويز مشرف" المتهم بعدة قضايا فساد فسارع بالهرب إلى دبي بحجة السفر لتلقي العلاج الطبي بعد أن أمرت المحكمة العليا في باكستان الحكومة برفع الحظر عن سفره، كما أنَّ الرئيس الباكستاني السابق "آصف علي زرداري"، هرب إلى الإمارات خشية القبض عليه بتهمة اختلاسات مالية تصل إلى مليارات الدولارات، بعد إلقاء القبض على أقرب معاونيه!.

وبهذا بات يعلم كل مجرم أو فاسد في بلاده، أنه مهما بلغت جرائمه وتجاوزاته، وسواءً سقط أو أُسقِط، فإنَّ الإمارات تلتقفه فاتحةً ذراعيْها له وأمثاله، تاركة شعبها يتألم بانتهاكات حقوق الإنسان التي يعاني منها معتقلو الرأي الأحرار.

الكاتب