سكاي لاين .. الإمارات جنّدت خبراء أجانب وقراصنة للتجسس على مواطنيها

سكاي لاين .. الإمارات جنّدت خبراء أجانب وقراصنة للتجسس على مواطنيها

قالت مؤسسة "سكاي لاين" الدولية، الاثنين، إن الإمارات جندت مئات من الخبراء الأجانب وقراصنة إلكترونيين حول العالم، وأتت بهم إلى الدولة لممارسة عمليات تجسس شديدة التطور على مواطنيها، ومحاولة اختراق حسابات ناشطين معارضين في الخارج، علاوة على استهداف أهداف إقليمية أو دولية محددة، بغرض التجسس أيضا.

وأضافت المؤسسة، التي تتخذ من استوكهولم مقرا لها، في بيان، أن أبوظبي أعلنت عن عروض عمل من خلال شركة ممولة حكوميا تدعى DarkMatter، بهدف استقطاب أصحاب الخبرة في مجال القرصنة الإلكترونية، وذلك بحجة محاربة الهجمات الضارة.

والشركة التي يديرها الإماراتي "فيصل البناي"، استطاعت اجتذاب عدد كبير من مواهب الشركات العالمية؛ مثل "ماكافي" الشهيرة (أنظمة الحماية من الفيروسات)، والمصنع الكوري الجنوبي "سامسونغ"، ومحرك "جوجل".

ووفق معلومات "سكاي لاين"، فإن الشركة تجري عمليات زرع لبرمجيات خبيثة بدلاً من تعزيز الدفاعات ضد جميع أشكال الاختراق، وهو ما يسمح لها بالوصول إلى كاميرات المراقبة، وأجهزة الكمبيوتر، والاتصالات اللاسلكية.

وتعتقد المؤسسة أن العاملين في الشركة المذكورة غير مدركين تماماً لما يحصل، وأما المسؤولون فيها فهم متورّطون، لأنهم يجنّدون القراصنة حول العالم، ويجرون مقابلات شخصية معهم في مقرها بأبوظبي.

وأوضحت أن "مكتب الشركة يقع في مبنى يحتوي على مكتب الأمن الإلكتروني الوطني التابع للمخابرات الإماراتية، في الطابق الـ15، قرب دوار الدار".

وقالت إن "الرواتب الخيالية التي عُرضت على المخترقين والباحثين الأمنيين كانت كافية لإسالة اللعاب، حيث وصلت الرواتب إلى أكثر من نصف مليون دولار سنوياً، وكان الهدف الرئيسي تجنيد ما لا يقل عن 250 شخصاً من العباقرة المخترقين".

وأكّدت أن "عمليات التجنيد الواسعة التي قامت بها الإمارات لهؤلاء الخبراء، ومن ثم إحضارهم إلى دبي لإنشاء قواعد عملياتية للتجسس، حيث يتم اختراق تليفون أي شخص يتصل بهذه الشركة، ومن ثم تعقّبه وجمع البيانات عنه".

وحذرت "سكاي لاين" من التعاون بين واشنطن والشركة الإماراتية التي تُسهّل عملها، إضافة إلى حصول الشركة الإماراتية على أدوات أمريكية للاختراق، وهو ما كشفته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في وقت سابق.

وعبّرت المؤسسة عن قلقها من تطوّر عمليات الملاحقة والمراقبة الإلكترونية لدى الإمارات، بسبب سجلّها في مجال حقوق الإنسان، والذي تتجاهله الدول الغربية، خصوصاً الولايات المتحدة.

وطالبت بفتح تحقيق ضد الشركة الإماراتية، والكشف عن حجم المعلومات التي جُمعت بطريقة غير قانونية، ووقف استهداف المواطنين والصحفيين واختراق أجهزتهم وتتبّعهم.

والشهر الماضي كشفت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية عن شراء المملكة السعودية والإمارات  أجهزة تجسس ومراقبة إسرائيلية من أجل مطاردة مواطنيها المعارضين والمنشقين، وقد استخدمت السلطات السعودية برنامج التجسس الاسرائيلي هذا لتتبّع جمال خاشقجي.

«لوفيغارو» أوضحت أن هذا الفيروس (Pegasus) فعال بشكل كبير، ويمكنه فك شفرة أي هاتف جوال عبر التصيد، مشيرة إلى برنامج التجسس تقف وراءه مجموعة من الأعضاء السابقين في وحدة الاستخبارات الكهرومغناطيسية التابعة للجيش الإسرائيلي، واشترته لاحقا مجموعة NSO ومقرها إسرائيل، والتي تقول إن البرنامج يهدف فقط إلى مكافحة الجريمة والإرهاب.

الكاتب