رسائل أهالي المعتقلين: تُبْكي الحجر،، ولم تحرك قلوب الظالمين!!

رسائل أهالي المعتقلين: تُبْكي الحجر،، ولم تحرك قلوب الظالمين!!

لعلّ معتقلي الرأي في الإمارات قضيتهم باتت أشهر قضايا المنطقة، حيث لمْ تزل المحاكمة الهزلية عالقةً في الأذهان إلى الآن، في ذلك اليوم المشئوم الذي حُكِم فيه جماعياً على نخبة من رموز الوطن وخيرة أبنائه وعلمائه وخبرائه، بالسجن لفترات بين 5 و15 عاماً، فيما عُرفَ بقضية "الإمارات 94".

الأسوأ من ذلك هي المعاملة التي وجدها أحرار الإمارات في الاعتقال، فلا حقوق ولا كرامة ولا حتى أدنى مستويات الإنسانية، وإنما سوء معاملة وإهانات مستمرة وتعذيب نفسي وبدني وتنكيل وابتزاز ومساومة وغيرها من الانتهاكات غير الآدمية اللامحدودة لحقوق البشر، سببها جريمتهم الكبرى التي اقترفوها حين طالبوا الدولة بالإصلاحات، وقدموا توصيات من عصارة خبراتهم تهدف إلى تحسين وإصلاح أمور البلاد في شتى المجالات!

ورغم ظهور حالات كثيرة كان من الممكن أن يتعامل معها السلطات الإماراتية بشيء يسير من الرحمة، إلا أنَّ البطشَ كان أسلوبهم الثابت، مثل منع الزيارات عن المعتقلين، وحرمانهم من المشاركة في جنازات ذويهم وتوديعهم.

ومن قلب السجون خرجت رسائل ووصايا عديدة إلى الأهل، كما أُرسِلت الرسائل الخاصة من أهالي المعتقلين إلى أحبائهم المظلومين داخل الزنازين، رسائل تهزّ الوجدان والقلوب، وهذه نموذج منها:

* نداء من أم عذبها غياب ابنها المعتقل:

تقول: أتمنى أن يصل ندائي هذا إلى مسامع ابني الغالي لرفع معنوياته وراء القضبان.
ابني العزيز.. أكتب هذه الرسالة وفي عيني ترقرق الدموع عازمة أن تنفجر، أنا بخير وأتمنى أن تكون أنت أيضا بخير وسلامة في عتمة السجن وظلامه.
مع مطلع كل يوم، يخيم الحزن أجواء بيتنا المنكوب كبقية بيوت إخوانك أبناء دعوة الإصلاح، من دونك نعيش بشعور ممزوج بالحزن والألم والقلق والترقب لما هو آت.
إن غيابك حاضر في كل زاوية وركن في البيت، وأنا ووالدك وإخوانك نحمل الأسى في الداخل والحزن يأبى الرحيل. إنني -بُنيَّ الغالي- أفتقدك كثيرًا، أفتقدك حين أطهو الطعام المفضل لديك، وحين نجلس إلى مائدة الغداء من دونك وحين أرى والدك وإخوانك يهمّون بالتوجه إلى المسجد للصلاة من غيرك!
أعرف أنك قدمت الواجب من أجل خدمة دينك ووطنك، وأنَّ النصر لا يأتي إلا بالثبات، والمعالي لا تُكسب إلا بالتضحيات، إلا أنه لا شيء يواسي قلب الأم المكلوم.

 

ابني الحبيب.. كم أشتاق إلى رؤيتك، وسماع صوتك، وكم أتمنى أن تكون بين ذراعيَّ!
إننا، أنا ووالدك وإخوانك نتضرع إلى الله أن يحميك، ويفرج عنك، وكافة المعتقلين الأحرار، ليعودَ النور إلى حياتنا، وحياة العديد من الأسر التي تفتقد أحبابها.
اعلم بنيَّ، إننا لا نألو أيَّ جهد من أجل تحريرك من القضبان، ونبذل كل ما في وسعنا، ومتاح أمامنا، وهو الدعاء لكم بالفرج القريب إن شاء الله، خاصة هذه الأيام التي يأمل كلُّ محبٍّ فيها لدولة الإمارات أنْ يُفرَج عنكم مع احتفال صاحب السمو الشيخ "خليفة بن زايد آل نهيان" رئيس الدولة، يحفظه الله وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى لحكام الإمارات، ومعهم أبناء الدولة كافة، في ذكرى اليوم الوطني لتأسيس دولة الاتحاد، فاصبرْ ولا تحزنْ فإنّ فرجَ الله قريب!

* رسالة من أبناء المعتقلين إلى رئيس الدولة:

((نحن الأطفال -أبناء المعتقلين- نناشد رئيس الدولة الشيخ "خليفة بن زايد آل نهيان" حفظه الله، نناشده بروابط الدم واللغة والدين بالنَّظرِ إلينا وتفهُّم معاناتنا وعذاباتنا طالما آباؤنا في السجون، نحن لا نتحدث عن معاناة واحدٍ أُخذَ فجرًا دون معرفة السبب، بل نتحدث باسم أطفال أربع وسبعين معتقلًا يمكثون في السجون بلا تهمة واضحة!.
نحن كأطفال نذرف الدمع ليلاً نهارًا على آبائنا المحرومين من عطفهم منذ اختطافهم قبل شهور من الحكم عليهم .
نحن نعاني على كل الأصعدة ونعيش كأيتام بوجود آبائنا، ودوماً نتساءَلُ متى سيتم الإفراج عن أهلنا؟! متى سنعانق آباءنا؟!
نحن يا صاحب السموّ، نتمنى أن يصحبنا آباؤنا للمدرسة كبقية الأطفال؟
نتمنى أن نصحوا في يوم على قبلةٍ منهم!
نتمنى لو مرضنا أن نشعر بحنان حضنهم بصحبة أمهاتنا الضعيفات دوماً بغيابهم!
فأنا وأقراني نبكي كلما شاهدنا أولياءَ زملائى فى المدرسة عند الاحتفالات في غياب والدينا .
وفى كل الليالي نحلم بهم مُحرَّرين من السجن يعانقونا ويقبلونا، ولكن حينما نصحوا لا نجدهم بيننا، فهذا يضايقنا ويؤلمنا بل ويمرضنا.
كل أطفال العالم يعيشون بحب مع والديهم إلا نحن، ونتساءل لماذا تُصادَر طفولتنا؟؟
إننا نناشدك يا صاحب السموّ رئيس الدولة "الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان"، أن تجمعنا وآباءنا بقرار منك بالعفو والتسامح، وأن تعمل على تحقيق حلمنا بتقبيلهم وعناقهم والعيش بصحبتهم،، فساعدونا!!)).

 

 

حتى الأجانب المقيمين بالإمارات لم يسلموا من بطش أجهزتها الأمنية !!

* مناشدة طفل أردني للإفراج عن والده الصحفي:

ناشد الطفل "عون النجار" نجل الصحفي الأردني "تيسير النجار" (44 عاماً) المعتقل بسبب منشور انتقد فيه دور الإمارات ومصر في العدوان على غزة 2014م، ناشد الرئيس الإماراتي سمو الشيخ "خليفة بن زايد" بكلماتٍ ترقرق الدمع في العيون، خطّها بقلمه على ورقة مدرسية، قال فيها:

((إلى الشيخ "خليفة بن زايد" الذي أحبه مثل حبي لملكنا عبد اللّه الثاني، أنا "عون تيسير سلمان النجار"، عمري 11 سنة بحب الإمارات مثل بلدي الأردن، بابا حكا لي بس يروح على الإمارات رح نعيش أحسن، لكني تفاجأت إني خسرت بابا في الإمارات، أنا لا أدري بابا مذنب أو غير مذنب، أنا طفل محتاج بابا محتاج أكون بحضنو، أنا كل يوم بحلم في بابا، مش عارف أدرس ومش عارف أركز أنا وإخواني "إبراهيم 10 سنوات" و"يوسف 5 سنوات"، كل يوم نبكي على بابا أرجوك أرجوك أرجوك إهديني بابا، بدّي بابا !!)).
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الأمريكية، طالبت السلطات الإماراتية بالكشف عن مكان احتجاز الصحافي الأردني، وحتى السلطات الأردنية تحركت من أجل القضية، ولكن لا حياة لمن تنادي!

* مناشدة طفل فلسطيني لإطلاق سراح والده:

رسالة الطفل "مصعب" نجل الفلسطيني "محمد عاشور" إلى محمد بن زايد، قال فيها:
((بدايةً
أوجه التحية لسمو الشيخ محمد بن زايد، واستحلفك بالله وبرحمة والدك العزيز على قلوبنا "كريم العرب" أن تفرج عن والدي الذي تمّ اعتقاله على أثر قضية كيدية، نحن أولادك يا سيادة سمو الشيخ، فلا تحرمنا من عناق وتقبيل والدنا واحتضانه في العيد فأنت والد الجميع وتحظى باحترام شعبنا لما تقدمه من دعم ومساعدة، لا تخيب دعاءنا ورجاءنا بأن تعطي تعليماتك للإفراج عن والدانا المعتقل لديكم، نحن نعيش كالأيتام لأن والدنا معتقل بالإمارات وأمنا مطلقة وجدنا وجدتنا توفاهم الله، ونعيش عند عمتنا في "غزة"، لهذا نحن بأمسّ الحاجة لعودة والدنا سالمًا لأنه المعيل الوحيد لنا وحتى يكمل مسيرة تربيتنا وتعليمنا وتلبية مصروفنا)).

الكاتب