ناشيونال إنترست: ما الذي تريد "إسرائيل" فعله مع الإمارات ؟!

ناشيونال إنترست: ما الذي تريد "إسرائيل" فعله مع الإمارات ؟!

 قالت مجلة " ناشيونال إنترست " الأمريكية إن الإمارات العربية المتحدة هي المحطة الأهم للكيان الإسرائيلي، لتطبيع العلاقات مع العرب.

 واعتبرت المجلة إن فتح بعثة غير تقليدية إلى حد ما في أبو ظبي، ترمز إلى التحول المستمر في المشهد السياسي في الشرق الأوسط. غصن الزيتون الممتد بين "إسرائيل" ودولة الإمارات العربية المتحدة يحدث في سياق جيوسياسي معقد، تعاني فيه التحالفات التقليدية العديد من التعقيدات، وتسعى العديد من الدول نحو استكشاف شراكات جديدة في حين ينقب مختلف الفاعلين حول الفرص المتولدة حديثا في المنطقة.

 وحسب المجلة: "لم يفاجئ مثل هذا التقرير المحللين الذين كانوا يرصدون مبادرات تل أبيب مؤخرا إلى مجلس التعاون الخليجي. في عام 2009 أيدت "إسرائيل" مساعي دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا). في عام 2014، أعلنت وزارة البنية التحتية الإسرائيلية أنها تهدف إلى إقامة بعثة إسرائيلية دائمة لـ(إيرينا). هذا يرجع إلى اهتمام تل أبيب بتأسيس موطئ قدم لدبلوماسيتها في دول مجلس التعاون الخليجي".

 

 مصالح "إسرائيلية" -إماراتية متشابهة

 وأشارت المجلة إلى أنه: "وعلى الرغم من دعم أبوظبي الرسمي للدولة الفلسطينية ورفضها الاعتراف بالدولة اليهودية، فإن الإمارات و"إسرائيل" في الأعوام الأخيرة قد وجدا نفسيهما يملكان انحيازات متشابهة حول عدد من القضايا الإقليمية. مخاوفهما المشتركة تنبع عادة من توسع النفوذ الإيراني في العالم العربي وصعود الجماعات الأصولية السنية في المنطقة، وكذلك طريقة التعامل مع قبل إدارة «أوباما» مع هذه التطورات. وفي هذا السياق، ترى "إسرائيل" أن لها مصلحة في الانفتاح الدبلوماسي على دولة الإمارات".

 وقال التقرير الذي كتبه "جورجيو كافيير و دانيال واجنر": بغض النظر عما سوف تؤدي إليه هذه المهمة الدبلوماسية على صعيد العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي و(إسرائيل)، فإن مجرد إنشائها يؤكد مدى التحول في المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط".

 في عام 2013 أعلن «بنيامين نتنياهو» أمام الأمم المتحدة أن «مخاطر امتلاك إيران أسلحة نووية، وظهور تهديدات أخرى في منطقتنا، قد دفعت العديد من جيراننا العرب إلى الاعتراف أخيرا أن "إسرائيل" ليست عدوا لهم. وهذا يتيح لنا فرصة للتغلب على العداوات التاريخية وبناء علاقات جديدة، وصداقات جديدة وآمال جديدة. "إسرائيل" ترحب التعاطي مع العالم العربي الأوسع. ونأمل أن مصالحنا المشتركة والتحديات المشتركة سوف تساعدنا على بناء مستقبل أكثر سلاما»".

 التقرير في المجلة الأمريكية يقول: "حافظت "إسرائيل" ودول الخليج العربي على العلاقات الاقتصادية كما تعاملوا سويا مع مبادرات دبلوماسية في الماضي. ويأتي افتتاح هذه المهمة في أبوظبي كخطوة هامة في تحسين العلاقات بين تل أبيب وأبو ظبي. وعلى الرغم من أن موقف دولة الإمارات العربية المتحدة غير المعترف بـ(إسرائيل)، والرأي العام في شبه الجزيرة العربية الذي لا يزال ثابتا على معاداته لها، يحجمان كثيرا من مدى قدرة دولة الإمارات على الانخراط مع الدبلوماسية الإسرائيلية قبل أن تحدث "إسرائيل" تغييرات جوهرية في سياستها الخارجية، فإن هناك على أرض الواقع من الأسباب المشتركة الكفيلة بالتوحيد ضمنيا بين "إسرائيل" ودول مجلس التعاون الخليجي".

 لم تؤثر عملية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في فندق البستان روتانا في دبي عام 2010م، في إنشاء علاقة مع "إسرائيل"، وهمشت "أبوظبي"، وتشير، المجلة الأمريكية إلى سبب آخر لتقارب "أبوظبي" مع "تل أبيب": وفي ضوء علاقات قطر المتنامية مع حماس (التي أغضبت المسؤولين الإسرائيليين) وتعميق الشراكة بين عمان وإيران، فقد اتضح أنه من بين جميع دول مجلس التعاون الخليجي، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة، تتوفر فيها الإمكانية الكبرى لـ"إسرائيل" من أجل استغلال هذه الأرضيات المشتركة".

 علاوة على ذلك، فإن الموقف المناهض للإسلاميين في الإمارات قد قاد الدولة الخليجية نحو التعامل مع كل من "إسرائيل" و"مصر" بهدف إضعاف "حركة حماس".

 و"وفقا للقناة الثانية الإسرائيلية، فإنه في عام 2014، التقى وزير الخارجية الإماراتي مع نظيره الإسرائيلي في فرنسا، وعرض تمويل الحرب التي شنتها "إسرائيل" على قطاع غزة. وقد نفى المسؤولون في دولة الإمارات العربية المتحدة وحركة حماس بإصرار دقة هذا التقرير".

 

 الرغبة الأمريكية

 "جورجيو كافيير و دانيال واجنر" أكدا أن المسؤولين الأمريكيين لم يخفوا لسنوات طويلة، رغبتهم في رؤية "إسرائيل" ودول مجلس التعاون الخليجي يعترفون ببعضهم البعض. وفي عام 2002 قدم ولي العهد السعودي آنذاك الأمير «عبد الله» المبادرة العربية للسلام. و"يهدف هذا المقترح إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967، في مقابل «علاقات دبلوماسية وتجارية طبيعية وضمانات أمنية» لـ"إسرائيل" مع سائر الدول الـ22 الأعضاء في الجامعة العربية".

 وتزعم "ناشيونال إنترست" أنه ومنذ وضع المغفور له الملك «عبد الله» إلى الأمام هذه المبادرة الشجاعة، فإن الإسرائيليين والفلسطينيين قد صاروا أبعد ما يكون عن الحل السلمي. وقد وصف كثير من المحللين حل الدولتين في هذه المرحلة بأنه غير واقعي. وعلى الرغم من أنه، وتحديدا تحت قيادة «نتنياهو»، فليس هناك من سبب لتصور أن "إسرائيل" سوف تنهي احتلالها الذي دام قرابة نصف قرن تقريبا للأراضي الفلسطينية، فإنه يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تسأل نفسها ما إذا كان الحفاظ على احتلالها لـ22 في المائة من الأراضي الفلسطينية التاريخية يفوق الفوائد المحتملة لتطبيع العلاقات مع سائر الدول العربية. هذه ليست مسألة جديدة، بالطبع، ولكن يبدو أن المخاطر سوف تكون أكبر بكثير من ذي قبل بسبب تكلفة الفرصة البديلة التي تنطوي على احتمال عدم التوصل إلى أية حلول في هذه المنطقة.

 وختمت المجلة بالقول: "صعود «الدولة الإسلامية»، وبعض الجماعات المتطرفة الأخرى، خلقت مجموعة كبيرة من المشاكل الخطيرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ولكنها خلقت فرصا أيضا، والتي من الواضح أن كل من "إسرائيل" ودول مجلس التعاون الخليجي قد صاروا يدركونها. ولذلك ينبغي على كل من "إسرائيل" ودول مجلس التعاون الخليجي الاستفادة من هذه الفرص من خلال انتهاج سياسات تتجاوز العداء التاريخي، وعبر خلق بيئة مواتية لتحقيق مصالح هذه الدول السبع على المدى الطويل. من الممكن أن افتتاح بعثة دبلوماسية لـ"إسرائيل" في أبو ظبي سوف يولد النظر بجدية في تطبيع العلاقات بين "إسرائيل" وجميع الدول الأعضاء في الجامعة العربية. دولة الإمارات العربية المتحدة هي خيار ممتاز لهذه البداية".

(ترجمة إيماسك)

الكاتب