رسالة إلى السيد بان كي مون .. فهل يستجيب ؟

رسالة إلى السيد بان كي مون .. فهل يستجيب ؟

المحرر السياسي - إيماسك

يزور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، دولة الإمارات، خلال الأسبوع الحالي للمشاركة في فعالية إطلاق تقرير دولي حول تمويل الأعمال الإنسانية، وحضور قمة مستقبل الطاقة. وهي مناسبة فاعلة ليناقش "مون" أوضاع حقوق الإنسان المتردية في البلاد مع المسؤولين الإماراتيين.

كما أن الأمين العام مدعو لزيارة المعتقلين السياسيين في سجنيّ "الرزين" و "الوثبة" سيئي السمعة، والتأكيد على دعوات الأمم المتحدة التي أطلقت بين عامي 2014-2015م إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين في البلاد، وخصوصاً المعتقلين في القضية المعروفة دولياً "الإمارات 94".

فقد سجل مركز الإمارات للدراسات والإعلام (4426) انتهاكا لحقوق الإنسان داخل الدولة، خلال عام 2015م، بينها أكثر من (2800) حالة انتهاك شملت أكثر من (80 معتقلا) لقرابة (20 نوعا) من أنواع الانتهاكات، و أكثر من (600) انتهاك بحق أهالي المعتقلين السياسيين (تشمل 14 نوعا من الانتهاكات).

الأمين العام للأمم المتحدة مطالب بالضغط على جهاز أمن الدولة بالكشف عن مصير أبناء العبدولي الأربعة، بما فيهن الشقيقتين أمينة "33 عاماً" و موزة "18" عاماً، محمد العبدولي، المختطفتين منذ 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، والكشف عن مصير الأكاديمي الإماراتي البارز الدكتور ناصر بن غيث المختطف منذ 18أغسطس/آب، وضرورة الضغط على الجهاز بشأن مصير و وضع الناشط السياسي عبد الرحمن خليفة بن صبيح السويدي، الذي اختطف بعملية مخابراتية مشؤومة من اندونيسيا في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، والمتواجد في أبوظبي.

إن السيد بان كي مون يمثل أعلى هيئة دولية للدفاع عن الإنسان في العالم، ومطالبته تأتي في إطار مساعيه ومساعِ المنظمة لحصول الإنسان في العالم على حقوقه الأساسية، ومن هنا يأتي دوره في الضغط على أبوظبي من أجل إعطاء المواطن الإماراتي حقوقه الأساسية المكفولة في الشرائع السماوية والقوانين الإنسانية الدولية.

إن غالبية الإماراتيين يطالبون السيد بان كي مون بان يقوم بما يمليه عليه موقفه ومنصبه في حماية الإنسان، والتدخل العاجل من أجل وقف الاعتقالات التعسفية، والقوانين التي تجرم حرية الرأي والتعبير، فقبل أيام من وصوله جرى موافقة المجلس الوطني على تعديلات في  قانون "جرائم تقنية المعلومات" الذي حكم على العشرات من الناشطين والمدونين بأحكام ظالمة بالسجن بين ثلاثة وخمسة أعوام خلال العامين الماضيين بينهم المدون أسامة النجار الذي طالب بان كي مون العام الماضي بالإفراج الفوري عنه.

إن الأحكام الظالمة والسياسية، والتعذيب والتنكيل بحرية الرأي في الإمارات، تستدعي موقفاً حازماً من قبل الأمم المتحدة وأمينها العام، خلال هذه الزيارة، وعلى أقل تقدير زيارة المعتقلين السياسيين في السجنين سيئي السمعة، والكشف عن مصير المخفيين قسرياً بمن فيهم بنات العبدولي.

الكاتب