التايمز الربيطانية .. العلاقات الأمريكية الإماراتية متقدمة والتجسس طال أهدافاً أمريكية

التايمز الربيطانية .. العلاقات الأمريكية الإماراتية متقدمة والتجسس طال أهدافاً أمريكية

أثارت صحيفة "التايمز" البريطانية، التساؤلات حول العلاقات الأمريكية الإماراتية، بعد فضيحة التجسس التي نفذتها أبوظبي ضد سياسيين وحقوقيين وزعماء باستخدام رجال مخابرات أمريكيين سابقين، كاشفة أن عمليات التجسس طالت أهدافا أمريكية كذلك.

وقالت الصحيفة إن رئيس المخابرات البريطانية الخارجية "أم إي 6" السابق؛ "ويل تريكس"، والذي يعمل مستشارا لولي عهد الإمارات "محمد بن زايد"، ربما يكون أحد المتورطين في عملية القرصنة التي استهدفت التجسس على هواتف من تعتبرهم أبوظبي خصوما سياسيين، عبر تقنية متطورة تدعى "مشروع ريفين".

وكشفت الضابطة السابقة في "مشروع ريفين"، "لوري ستراود"، أن شركة أمريكية وظفتها كانت متعاقدة مع الإمارات اسمها "سايبر بوينت"، وعملت بجانب عدد من موظفي وكالة الأمن القومي الأمريكي السابقين في مكان بأبوظبي عُرف بـ"الفيلا" لمراقبة وتحديد أهداف للرصد.

ومن المعروف أن الإمارات كانت تعتمد على برنامج إسرائيلي اسمه "بيغاسوس" ويعتمد على قيام متلقي الرسالة بالنقر على الرابط الذي تحمله الرسالة كي يتحول الهاتف لجاسوس على صاحبه، لكن "مشروع ريفين" كما عرف في الفيلا اعتمد على برنامج اسمه "كرما"، ولا يعرف من أين اشترته أبوظبي، أو من طوّره، فهو لا يسمح بالتنصت فحسب بل وبتحميل مواد ورسائل من الهاتف المستهدف كذلك.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن "لوري" اكتشفت لاحقا أن أهداف البرنامج واسعة وتشمل التنصت على سياسيين أجانب ودبلوماسيين وتهديدات أمنية مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" وناشطين محليين ودوليين، ما جعلها تشعر بـ"الخديعة"، خاصة بعد أن علمت أن البرنامج استهدف مواطنين أمريكيين.

وقالت "لوري" إن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي) حقق معها لاحقا نظرا لاستهداف البرنامج لمواطنين أمريكيين، موضحة أن الشركة التي وظفتها لم تعد تعمل في الإمارات حاليا.

وفي الوقت الذي لا يوجد فيه قانون يحظر على عملاء "سي آي إيه" والمخابرات الأمريكية السابقين العمل مع دول أجنبية، إلا أنه يُحظر عليهم مراقبة مواطنين أمريكيين.

واكتشفت "لوري" أنها مخدوعة عندما رأت أسماء ثلاثة دبلوماسيين أمريكيين على القائمة مع أنها لا تتذكر أسماءهم، وفق تقرير "التايمز".

وروت "لوري" أنها بعد ذلك الموقف تم طردها من الفيلا، وسحب جواز سفرها لمدة شهرين قبل السماح لها بمغادرة الإمارات، حيث اتصلت بعد عودتها للولايات المتحدة مع "أف بي آي" الذي يقوم بالتحقيق في الأمر حاليا.

وكانت "رويترز" قد قالت إن عملية القرصنة الإماراتية استهدفت أمير قطر "تميم بن حمد آل ثاني"، والناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام "توكل كرمان"، وثلاثة صحفيين أمريكيين والناشط والصحفي البريطاني "روري دوناغي".

وقال تقرير "التايمز" إن الكشف عن العملية قد يؤدي إلى تحدٍ جديد للعلاقات الأمريكية الإماراتية التي توترت بعد اعتقال طالب الدراسات العليا "ستيفن هيجيز" العام الماضي واتهامه بالتجسس.

الكاتب