كيف تجسست الإمارات على الناشط المعتقل أحمد منصور

كيف تجسست الإمارات على الناشط المعتقل أحمد منصور

المصدر _ ايماسك :

في التحقيق الذي نشرته وكالة رويترز للأنباء، فإن مشروع "رافين" أو وحدة التجسس الإماراتية التي طاردت الحقوقيين والمثقفين والمسؤولين الإماراتيين، تم الحديث عن كواليس مراقبة "أحمد منصور" الناشط الإماراتي البارز الذي تم تكليف مرتزقة أمريكيون لمراقبة هاتفه وحاسوبه الشخصي.

وحسب "المرتزقة الأمريكيين" الذين عملوا ضمن وحدة التجسس ثمَّ انشقوا لاحقاً بسبب الغموض حول الشخصيات التي تم استهدافها. فقد تم إطلاق اسم رمزي يدعى "إيغريت" على أحمد منصور من أجل التجسس على هاتفه وحاسوبه.

ولسنوات، انتقد منصور علانية حرب البلاد في اليمن، ومعاملة العمال المهاجرين واحتجاز المعارضين السياسيين.

 في حاسوب منصور

وفي سبتمبر/أيلول 2013، قدم عملاء سابقون في NESA وكالة الأمن القومي الأمريكية، وعملوا في "رافين" للمسؤولين الكبار مواد مأخوذة من حاسوب منصور، حيث يتباهى بجمع الأدلة ضده بنجاح. وقد احتوت على لقطات من رسائل البريد الإلكتروني ناقش فيها منصور مظاهرة قادمة أمام المحكمة الاتحادية العليا في الإمارات العربية المتحدة مع أفراد عائلات المعارضين السجناء.

وقال مشروع "رافين" لقوات الأمن الإماراتية إن منصور صور سجين زاره في السجن، وكان ذلك ضد سياسة السجن، "ثم حاول تدمير الأدلة على جهاز الكمبيوتر الخاص به"، وقال عرضت باور بوينت استعرضته رويترز.

نشرت شركة Citizen Lab أبحاثًا في عام 2016 تظهر أن منصور والكاتب البريطاني روري دوناجي كانا مستهدفين من قبل الهاكرز - حيث توقع الباحثون أن السلطات الإماراتية هي الجهة الأكثر احتمالًا. ونشرت أدلة مبدئية على من كان مسؤولاً، وتفاصيل عن استخدام عملاء أمريكيين، وحسابات مباشرة من فريق القرصنة لأول مرة.

وتم إدانة منصور في محاكمة سرية في عام 2018 بإلحاق الضرر بوحدة البلاد وحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات. وهو الآن محتجز في الحبس الانفرادي، وصحته تتراجع، كما قال شخص مطلع على المسألة.

 عزلة مفروضة بتهديد جهاز الأمن

 تقرير رويترز سلط الضوء وضع "زوجة أحمد منصور" نادية، التي تعيش عزلة اجتماعية في أبوظبي، حيث يتجنبها الجيران بسبب الخوف الذي بثه جهاز أمن الدولة والتخويف من المصير السيئ إذا ما حاول الجيران الحديث والتقرب منها وعائلاتها.

 وكانت معظم عائلات المعتقلين السياسيين في الإمارات قد تحدثت عن حملة من الترهيب والشائعات تقوم بها الأجهزة التابعة لجهاز الأمن لتخويف الجيران والأقارب من التعامل معهم ووضعهم في عزلة مجتمعية.

 

وكشفت الوكالة أن الجواسيس الأمريكيين الذين كانوا عملاء سابقين في وكالة الأمن القومي الأمريكي قاموا باختراق هاتف وحاسوب "نادية" في يونيو/حزيران 2017وعاطوها اسم " إيغريت الارجواني" والتي تأكدت "رويترز" من صحتها عبر برنامجها.

 وقال الجواسيس إنه ومن أجل القيام بهذه المهمة استخدم مشروع "رافين" أداة قرصنة قوية جداً تسمى "كارما" والتي سمحت للمخترقين والجواسيس باختراق أجهزة آيفون لجميع مستخدميه في جميع أنحاء العالم.

 وقال خمسة من موظفي المشروع السابقين إن كارما سمح لرافين بالحصول على رسائل البريد الإلكتروني والموقع والرسائل النصية والصور من هواتف iPhone ببساطة عن طريق تحميل قوائم الأرقام إلى نظام تم تهيئته مسبقا.

 ولم تتمكن رويترز من الوصول إلى "زوجة منصور" أو امتلكت اتصال معها.

 وفي عام 2016 فجر أحمد منصور مفاجأة كبيرة للغاية حين اكتشف ثغرات على هواتف "آيفون" والتي أعلنت الشركة لاحقاً إصلاحها. إذ تلقى منصور رسائل تحمل فيروسات خبيثة تقوم بتثبيت نفسها على جهاز آيفون، لكنه أرسل الرسالة إلى "سيتزن لاب" التي أكدت أنه برنامج تجسس أكثر تعقيداً.

 وكان بين أبرز ما تم الكشف عنه في الواقعة، أن الشركة مصنعة تقنية الاختراق والتجسس هي شركة إسرائيلية، حيث أشارت أصابع الاتهام إلى شركة NSO الإسرائيلية، ومركزها في مدينة هرتسليا، وهي شركة تعمل على تطوير برمجيات للحكومات تستهدف بشكل سري هواتف المستخدمين، بحسب تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

 

الكاتب