كيف أصبحت الإمارات محورًا للشرّ في مختلف دُول المنطقة؟!

كيف أصبحت الإمارات محورًا للشرّ في مختلف دُول المنطقة؟!

ازداد الدور الإماراتي في المنطقة انكشافاً وتزايدت قذارته، الأمر الذي يضع الكثير من التساؤلات حول دورها في سيول الدماء التي سُفكت في مختلف الدول العربية التي شهدت اضطرابات منذ ما بعد الربيع العربي، وحتى اليوم.
فالإمارات، تلك الدولة التي تحولت بأفعال حكامها إلى ملتقى الهاربين والفاسدين والمجرمين بالعالم، وقِبْلةً لأجهزة استخبارات عالمية، أصبحت والِغةً -بشكل غير مسبوق- في سفك دماء اليمنيين، والسوريين، والليبيين، وكذا الشعب المصري، والفلسطيني، ولا يُستبعَد أيضا، وجود أصابع لها، فيما يحدث للمسلمين في العراق من جرائم، كما ثبت تورطها في قضايا الفساد بماليزيا، وغيرها من البلدان والأقاليم التي تعاني من لعنة الإمارات!.
اليمن
بدأ المشروع الإيراني في اليمن، منذ ما قبل الربيع العربي، وتحديدا منذ توقيع اتفاقية ميناء عدن، التي بموجبها باع علي عبد الله صالح، الميناء الذي كان يعتبر ثاني أهم موانئ العالم، لشركة موانئ دبي، وهي الاتفاقية التي كانت أول خطوة في مشروع الإمارات القذر للسيطرة على المنافذ البحرية الهامة في سياق سعيها لتحقيق نفوذ اقتصادي من خلال السيطرة على المنافذ البحرية في المنطقة (رغم أن هذا الحلم هو حلمٌ صهيوني بالأساس!).
تطور موقفها من خلال دعم نظام الرئيس السابق، حتى بعد توقيع اتفاقية المبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية، وهاهي اليوم، تسعى لإعادة إنتاجه بصيغة أخرى.
ثم لم تتوقف عند هذا الحد، بل بدأت باستهداف اليمنيين، تحت مظلة محاربة الإرهاب، بالرغم من استعانتها بعدد كبير من المتطرفين الذين دعمتهم وزودتهم بأحدث الأسلحة، وتولت تدريبهم ضمن ما يسمى بـ"الحزام الأمني"،
وهؤلاء، أصبحوا يسيطرون على أجزاء واسعة من المحافظات التي تشرف الإمارات على الأوضاع فيها، وخصوصا عدن، حضرموت، لحج وأبين، وأجزاء من تعز، ضمن ما يسمى بـ"كتائب أبي العباس".
كما تشرف الإمارات، على سجون تشبه السجون التي عرفت في زمن "محاكم التفتيش"، حيث قامت فيها بتصفية عشرات الأبرياء، بتهم واهية وكيدية.
ويضاف إلى ما سبق، فالإمارات، أصبحت داعما رئيسيا لمشروع الانفصال الذي حتما سيصب في صالح المشروع الإيراني، كون التيار الذي تدعمه أبو ظبي، يلقى دعما وقبولا في طهران، وهو الأمر الذي يهدد بنسف وحدة اليمن، وكذا إنجازات عاصفة الحزم وإعادة الأمل.
كما تقوم الإمارات ممثلة بوزير خارجيتها الشيعي إيراني الأصل "أنور قرقاش" بحملة خارجية في دول الغرب خصوصا الولايات المتحدة، نجحت خلالها في تضليل صنّاع القرار، وخلق صورة مغلوطة عن الوضع باليمن والمنطقة، ورمي تهمة الإرهاب، على أطراف عرفت بالوسطية، حتى تجاوز هذا الأمر التدخل ليصبح احتلالًا فعليًّا.

ليبيا
وفي ليبيا، وبعد أن تنفس الشعب الليبي الصُعداء، بعد إسقاط الطاغية معمر القذافي، وما تلا هذا من إجراءات في سبيل بناء الدولة، بالتوافق بين الليبيين، أتى تدخل أبو ظبي، لينسفَ كل تلك الجهود نسفًا.
وشرعت الإمارات في دعم أحد مرتكبي جرائم الحرب الدوليين، وهو الجنرال "خليفة حفتر"، بطل حرب تشاد العبثيّة (1978 إلى 1987م)، وهي الحرب التي قادها حفتر تسع سنوات مليئة بالجرائم والدماء، سقط خلالها عشرات الآلاف من شباب ليبيا الذين فقدوا في الصحراء، دون أي سبب منطقي.
وها هو "حفتر"، أصبح رجُلَ الإمارات وبطلها في سيناريو الجرائم بحق الشعب الليبي، يواصل بطشه على مرأى ومسمع من العالم، الذي يستخدم "محمد بن زايد" كقفاز لتنفيذ مخططاته لتخريب أحلام الشعوب في المنطقة.

سوريا
بالرغم من مزاعم الإعلام الإماراتي بمساندته للشعب السوري، إلا أنَّ بصماتِ نظام الحكم الإماراتي، واضحة في معاناة السوريين، ففي الوقت الذي يزعمون فيه على الصعيد الرسمي بالوقوف مع الشعب السوري، تجد حكام الإمارات يدعمون نظام السيسي، الذي يدعم بشكلٍ مباشرٍ "بشار الأسد" الطاغية وقاتل شعبه السوري، كما أن هناك مؤشرات عديدة، تثبت أنّ الإمارات، تحتفظ بعلاقات مباشرة، مع بشار الأسد، بل وتدعمه بشكل مباشر، ويكفي أنّ أمن الإمارات اعتقلَ بنات الشهيد اللواء ركن "محمد العبدولي" الذي قضى على أرض سوريا مع إخوانه المجاهدين، فأظهره الإعلام الإماراتي المأجور خائناً للوطن بدلاً من تكريمه لبطولته وتضحيته، حتى هبّت بناته للدفاع عنه في تغريداتهنَّ، ليكون القرار الأمني باعتقالهنّ وتعذيبهنّ لأنهنّ دافعن عن أبيهنّ الشهيد!.

فلسطين
يكفي ذكر اسم الهارب الفاسد "محمد دحلان"، الذي أصبحت حِجارة فلسطين تلعنه أيضا، ليثبتَ أنّ دور الإمارات ازداد قذارةً بعد تعيين هذا الفيروس مستشاراً خاصًّا لمحمد بن زايد، حيث لم يجدْ أحدًا يؤويه كما الإمارات وشيوخها، ولم يجد من ينفذ مخططاته أفضل منهم، ولا من يغدق عليه الأموال لينشر فساده أكثر منهم، حيث أصبحت الإمارات قاعدةً رسميةً لانطلاق المؤامرات التي يُحيكُها هذا الرجل القذر "دحلان" الذي تآمر على القضية الفلسطينية وعلى شعبها الفلسطيني الصامد، بشكل لم يسبق له مثيل، حتى أنّه تورّطَ في استشهاد رمز نضالهم ورئيسهم الأول "ياسر عرفات" بالسمّ الزعاف.
ويبقى السؤال، هل سيقف أحدٌ لإنهاء قذارة محمد بن زايد، وحليفه محمد بن سلمان؟ أم أنَّ الجميع سيغفو حتى اكتمال الهلال الشيعي، والقضاء على أي حامل للمشروع السني بين جميع المسلمين.

الكاتب