دق ناقوس الخطر على نشطاء الخليج،، مقتل خاشقجي بداية أم نهاية؟!

دق ناقوس الخطر على نشطاء الخليج،، مقتل خاشقجي بداية أم نهاية؟!

في تقرير ثلاثي نشرته صحيفة "فاينانشل تايمز"، أعدَّه ثلاثة أساتذة وهم "هبة صالح" من القاهرة، "سايمون كير" من دبي، "آندرو إنجلاند" من لندن، بعنوان (أنظمة الشرق الأوسط الاستبدادية: مقتل خاشقجي رسالة مرعبة للمعارضين)، حاولوا إيصال حقيقة مرعبة للنشطاء في المنطقة الخليجية والعربية بشكلٍ عام، أنَّ استشهاد الإعلامي السعودي والناشط الحقوقي المعروف "جمال خاشقجي" ليس إلا رسالة مخيفة من أنظمة الاستبداد لإسكات الألسنة المعارضة لها.

وتقول الصحيفة إنَّ عملية قتل خاشقجي في مقر القنصلية السعودية بالعاصمة التركية إسطنبول، كانت بمثابة رسالة مرعبة وجهتها الأنظمة القمعية العربية لمعارضيها في الخارج، والذين ظنوا أنهم في مأمن من بطش الأجهزة الأمنية، ومفادُ الرسالة أنَّ هذه الأنظمة الظالمة مستعدةٌ للقيام بأي شيء في سبيل قطع الطريق أمام أي محاولات لانتفاضة جديدة على غرار الربيع العربي الذي اندلع عام 2011م.

وتضيف الصحيفة أنَّ الحكام العرب بدءًا من الإمارات والبحرين والسعودية وحتى مصر، استهدفوا المعارضين بحزمة من الإجراءات القمعية بعد مرور سبع سنوات على الانتفاضة التي شكلت تحديًا شعبيًّا واسعًا لسلطات حكام هذه البلاد.

وتنقل الجريدة عن "خالد البلوشي" الصحفي المسئول عن أحد المواقع التي منعتها السلطات المصرية ضمن مئات المواقع والمدونات على شبكة الإنترنت قوله إنَّ (مقتل خاشقجي بهذه الطريقة يعتبر رسالة مرعبة لأنه يوضح إلى أي مدى يمكن لهذه الأنظمة أن تذهب بينما كان الناس في الماضي يتخيلون أن هناك حدودا للقمع).

وتشير الجريدة إلى أن حلفاء السعودية في العالم العربي والذين يعوّلون على دعمها المالي مثل مصر والأردن سارعوا للاحتفاء بتشكيل لجنة تحقيق تركية سعودية للتحقيق في مقتل خاشقجي على اعتبار أنها مثال للشفافية بينما قوبلَ هذا القرار في العالم الغربي بالتشكك في الرواية الهشة التي ساقتها الرياض لتبرير الجريمة وقالت فيها إنه قُتِل أثناء عراكٍ داخل مقر القنصلية.

وتضيف الجريدة أنَّ الأسرة المالكة السنيَّة في البحرين والتي تحكم أغلبية شيعية تعتقل في سجونها الآن نحو 3 آلاف معارض وناشط منذ اندلاع الاحتجاجات عام 2011.

وتعرج الجريدة على الإمارات حيث شنَّت الحكومة الإماراتية حملة من الإجراءات القمعية بحقّ الناشطين الذين طالبوا بإصلاحات ديموقراطية وأطلقت أكبر هجمة أمنية شرسة لقمع النشطاء من كل الجنسيات ومختلف الوظائف والمناصب، سواء كانوا إسلاميين أو حقوقيين، وصحبَ ذلك حزمة من القوانين الجديدة التي عدّلها الحاكم على الدستور الإماراتي، تجرِّم انتقاد النظام حتى على منصات التواصل الاجتماعي.

في حين ختمت الجريدة تقريرها، بأنَّ البعض –رغم قلتهم- يرَوْنَ في اغتيال خاشقجي تمهيدًا لإصلاحات قادمة على المنطقة ومنهم سعد الفقيه الناشط السعودي المقيم في لندن منذ عام 1994 والذي أعرب عن اعتقاده بأن ما حدث يمكنه أن يفتح الباب أمام تغيير كبير في البلاد، بحيث يصبح أمام النشطاء هامش أكبر من الحرية.
فهل استشهاد خاشقجي بداية لبوابة الحريات، أم نهاية لأصوات الناشطين؟؟.

 

الكاتب