الأمين العام لحزب تونس يعلن استقالته من منصبة من قلب الإمارات
أعلن سليم الرياحي، الأمين العام لحزب نداء تونس المتواجد في الإمارات حاليا استقالته من منصبه على رأس الحزب، دون ذكر الأسباب التي دعته لاتخاذ هذا القرار المفاجئ.
ودوّن الرياحي، الموجود حاليا في الإمارات، على حسابه في موقع فيسبوك “إنني، سليم الرياحي، الأمين العام لحركة نداء تونس، ومن منطلق نكران الذات وحس وطني بالغ وايمان كبير بضرورة أن تكون لتونس كل فرص النجاح في تجربتها الديمقراطية الفتية، ومشهد سياسي مشرف يعمل على المصلحة العليا للوطن ولا يساهم في تعميق حالة اليأس والشك لدى المواطن التونسي وتكريس عدم الاستقرار الذي القى بضلاله على كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية. أؤمن أن تونس تستحق مسارا سياسيا وزخما ثقافيا واقتصاديا وأخلاقيا وحضاريا أنقى وأرقى مما تعيشه اليوم وهذا لن يتحقق الا بتقديم الوطنيين والكفاءات نظيفة اليد”.
وأضاف “إنني وبعد تفكير عميق، لا أرى مجالا لتقديم الإضافة اليوم داخل نداء تونس، وأعلن بعد مراجعات وتقييم، ولأسباب ألتزم بشرحها خلال مؤتمر صحافي قريب، على استقالتي من الأمانة العامة للحزب وكل هياكله، ملتزما بخدمة تونس ورعاية مصالحها من أي موقع كنت ومقسما على عدم خيانتها تحت أي ظرف من الظروف”.
وتلاحق الرياحي، الذي غادر تونس منذ أشهر، قضايا عدة تتعلق بالفساد وتبييض الأموال. وقبل أيام، أصدرت محكمة تونسية قرارا يقضي بسجن الرياحي لمدة خمس سنوات، بتهمة إصدار شيك من دون رصيد.
ويعيش نداء تونس أزمة سياسية خانقة على إثر تعثر المشاورات المتعلقة بالتحضير لأول مؤتمر انتخابي يعقده الحزب منذ تأسيسه، وسط اتهامات تلاحق نجل السبسي والمقربين منه بالاستفراد بالقرار داخل الحزب.
وترى قيادات من مؤسسي الحزب الذين غادروه منذ سنوات، أن دخول شخصيات أمثال سليم الرياحي وغيره أثرت سلبا على سمعة الحزب، وأفقدته ثقة أنصاره وعمقت الانشقاقات داخله.
وفي هذا الإطار أعلنت مجموعة من القيادات المؤسسة لنداء تونس عن مبادرة إصلاحية لتعديل مسار الحزب وتشكيل قيادة جديدة تعد للمؤتمر الانتخابي متهمين القيادات الحالية بعدم الحياد.
ونهاية الشهر الماضي نشر موقع "موند أفريك" الفرنسي تقريرا سلط من خلاله الضوء على ما سماها "المشاكل التي تواجه المسار الديمقراطي في تونس"، مشيرا إلى أن خصوم حركة النهضة تواصلوا مع السعودية والإمارات لدعمهم، في مواجهة حركة النهضة التي تنتمي لتيار الإسلام السياسي.