مصادر .. مصر لعبت دوراُ في اقناع الإمارات والسعودية في دعم البشير

مصادر .. مصر لعبت دوراُ في اقناع الإمارات والسعودية في دعم البشير

كشفت مصادر غربية وعربية في القاهرة، أن مصر أدت دوراً كبيراً لدى كل من السعودية والإمارات لتغيير قناعتهما بشأن الرئيس السوداني عمر البشير، ودعْمه في مواجهة الاحتجاجات المطالِبة برحيله من الحكم.

وقالت المصادر لصحيفة "العربي الجديد" اللندنية إن "مشاورات موسعة جرت أخيراً بشأن دعْم البشير في مواجهة الاحتجاجات من عدمه، بين التحالف المصري السعودي الإماراتي"، موضحة أن "السعودية كانت متمسكة بموقف سلبي من البشير أكثر ميلاً لعدم تقديم الدعم له، وترْكه يواجه مصيره، وفي حال نجاحه في العبور بأمان من تلك الاحتجاجات، وبات أكثر قوة، وقتها من الممكن تقديم بعض المعونات الاقتصادية التي تساعده، مع التفكير في إعداد بديل يكون جاهزاً في أي لحظة فارقة يسقط فيها البشير".

وأوضحت المصادر أن "موقف الإمارات كان متذبذباً وغير واضح، ففي الوقت الذي لا تفضّل فيه استمرار البشير في الحكم، وترى فيه عبئاً على التحالف الذي يخوض المعارك ضد الحوثيين في اليمن، وكذلك علاقاته مع كل من قطر وتركيا، إلا أنها لا تفضّل أن يرحل بثورة شعبية حقيقية ضده، حتى لا تعيد فتح ملف الثورات مجدداً ضد الأنظمة الحاكمة في المنطقة العربية".

وقال مصدر دبلوماسي مصري إن القاهرة أدت دوراً كبيراً في إقناع الحليفين (السعودية والإمارات) بضرورة الانتقال من خانة المشاهد للموقف في السودان إلى تقديم دعم حقيقي وجاد للبشير، شرط التزامه بمجموعة من التعهدات الإقليمية في مجملها.

وأشار المصدر إلى أن القاهرة أقنعت الطرفين السعودي والإماراتي بضرورة استغلال الفرصة السانحة في الوقت الراهن لانتزاع البشير من التحالف مع الدوحة وأنقرة، وجذْبه إلى التحالف مع المعسكر المقابل، وفقاً للشروط التي تحددها القاهرة وأبوظبي والرياض.

وبحسب المصدر، فإن القاهرة نقلت كميات من المساعدات الغذائية والأدوية إلى الخرطوم بطائرات عسكرية خلال الفترة الماضية، كنوع من أنواع دعم البشير، للتخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية، وندرة عدد من السلع، وفي مقدمتها الدقيق الخاص بالخبز. وأضاف أن القاهرة قامت أيضاً بنقل مساعدات بترولية، بتمويل إماراتي، إلى الخرطوم، مشيراً إلى أن هناك مفاوضات تتوسط فيها مصر لدى السعودية والإمارات لضخ ودائع دولارية لدى السودان، للتخفيف من حدّة أزمة النقد الأجنبي التي واجهتها الخرطوم وتؤدي إلى تأخير رواتب الموظفين.

ولفت المصدر إلى أن البشير لم يلقَ الدعم الاقتصادي الكافي من أطراف أخرى، مع بدء اشتعال التظاهرات في بلاده، وهو ما يجعل فرص قبوله بأي اشتراطات مرتبطة بمدّ يد العون له أكثر حظاً من أي وقتٍ مضى. وأشار المصدر إلى أن القاهرة طلبت من الحليفين السعودي والإماراتي المشاركة في توجُّه إعلامي داعم للبشير لمساعدته على تجاوز الأزمة، خصوصاً أن عواقب سقوط البشير حتى في ظل وجود بديل مُعدّ سلفاً ستكون غير مضمونة. وأضاف المصدر أن القاهرة ترى أن "البشير المنهك سياسياً والمحمّل بفواتير دعمه، سيكون أكثر فائدة من أي بديل آخر، مع عدم استبعاد فكرة الشروع في تجهيز ذلك البديل".

من جهتها، قالت مصادر دبلوماسية غربية في القاهرة، إن "هناك توافقاً سعودياً إماراتياً على شخص رئيس جهاز الأمن السوداني اللواء صلاح قوش، لتجهيزه لخلافة البشير في حال كانت هناك ضرورة ملحّة لذلك"، لافتة إلى أن هناك تاريخاً سابقاً للتعاون بين قوش والمسؤولين الأمنيين في السعودية بشأن ملفات العناصر المتطرفة.

وأعلن الرئيس السوداني عمر البشير، الذي يواجه أكبر احتجاجات شعبية منذ وصوله إلى السلطة قبل 30 عاما، حالة الطوارئ لمدة عام، الجمعة، ودعا البرلمان إلى تأجيل تعديلات دستورية كانت ستمكنه من السعي لفترة رئاسة جديدة في انتخابات الرئاسة عام 2020.

وأعلن البشير أيضا في كلمة تلفزيونية حل الحكومة المركزية وحكومات الولايات.

وقال البشير إنه يتعين على الحكومة الجديدة اتخاذ إجراءات اقتصادية حازمة مضيفا أنه سيوكل هذه المهمة لفريق مؤهل.

وشجع أيضا المعارضة على التحرك إلى الأمام والمشاركة في حوار داعيا” القوى المعارضة التي لاتزال خارج مسار الوفاق الوطني ووثيقته للتحرك للأمام والانخراط في التشاور حول قضايا الراهن والمستقبل عبر آلية حوار يتفق حولها”.

الكاتب