مسؤول أمريكي سابق.. الدعم العسكري الذي قدمناه للإمارات والسعودية " مدمر "

مسؤول أمريكي سابق.. الدعم العسكري الذي قدمناه للإمارات والسعودية " مدمر "

كتب لورانس ويلكرسون، كبير الموظفين سابقاً لدى وزير الخارجية الأمريكي كولن باول في الفترة من 2002-2005، مقالة بموقع Lobelog ، هاجم فيها استمرار الدعم الأمريكي لكل من الإمارات والسعودية في سياساتهما الخارجية لا سيما ما يتعلق بحرب اليمن التي وصفها بالمدمرة، حيث اتهم ويلكرسون وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، واصفاً إياه بالكاذب، بعد تصريحات للأخير علّق فيها على أسباب الأزمة الإنسانية في اليمن، متهماً إيران وحدها بالتسبب في الأزمة الإنسانية الأفظع بالعالم.

 وقال ويلكرسون، وهو أكاديمي في السياسة العامة والحكومات، إن «بومبيو كاذب، وهو التهديد الحقيقي للأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية»، وأضاف: «أعرف شيئاً عن وزراء خارجية الولايات المتحدة الذين يكذبون على الشعب الأمريكي والمجتمع الدولي.

 لقد ساعدت أحدهم على القيام بذلك أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في 5 فبراير/شباط 2003».

ويضيف: «نعم، لقد كنتُ أنا وكولن باول نتلقى الأكاذيب من نائب رئيسٍ ميكافيليٍّ وقيادةٍ استخباراتية ممتثلة لرغبات الإدارة الأمريكية، لكنَّنا ألقينا ورددنا تلك الأكاذيب بقوة. لذلك، على الأقل أشعر بالخجل، وسأدع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، كولن باول، يتحدث عن نفسه، لكنَّ جرائمنا في هذا الصدد بسيطة مقارنةً بالأكاذيب الحالية لوزير الخارجية الحالي مايك بومبيو، لأنَّه، عكس كولن باول وأنا في ذلك الوقت، يعرف أنَّه يكذب".

 وأشار ويلكرسون إلى ما قاله بومبيو، في فندق شيراتون بوارسو، في 13 فبراير/شباط 2019، وهو يتحدث مع الإعلامية جودي وودروف من شبكة PBS التلفزيونية الأمريكية "إذا كنتِ تريدين معرفة من تسبب في الأزمة الإنسانية باليمن، فأنتِ لا تحتاجين سوى النظر إلى دور جمهورية إيران الإسلامية. جودي، على سبيل المثال، ما عدد الدولارات التي قدمتها إيران للمساعدات الإنسانية في اليمن؟ يمكنني إخبارك بالإجابة. فهل تعرفين أنتِ ذلك؟".

يتابع الكاتب: «إن أي شخص يتابع ولو بفضول، الحرب الوحشية في الشرق الأوسط يعرف دون أدنى شك، مَن الذي تسبب -وما زال يتسبب- في الغالبية العظمى من المعاناة والتجويع وانتشار الكوليرا والوحشية الشديدة بحرب اليمن. الدول التي بدأت وشنت هذه الحرب منذ عام 2015، بشكلٍ فظيع ووحشي، هي السعودية والإمارات العربية المتحدة".

واشار إلى أنه في العام الماضي (2018)، أنفقت الإمارات و السعودية مليارات الدولارات لتغيير هذا الواقع الصارخ، لكنَّهما فشلتا، مضيفا "فحتى أفضل شركات الدعاية الأمريكية التي تستأجرها السعودية لا يمكنها إخفاء الأطفال المصابين بالهزال، وعمليات استهداف المواد الغذائية ومصادر المياه الملوثة عن قصد، والأطفال الذين يموتون في استهداف الحافلات المدرسية، والمساعدات الغذائية التي يجري إيقافها عند خط البحر في حين يموت الناس جوعاً، الحقيقة ضخمة للغاية لدرجة أنَّ خبرات تلك الشركات، التي تتلقى المليارات من السعودية، لا يمكن أن تخفيها بالكامل». 

ويضيف ويلكرسون، الذي خدم 31 عاماً في الجيش الأمريكي: «من ناحية أخرى، استغلت إيران ببساطة، هذا المشهد، عندما بدأت الحرب التي قادتها السعودية، وجدت إيران فرصةً غير مكلفة نسبياً للانخراط بعمق أكبر في فشلٍ استراتيجي كارثي آخر لعدوها اللدود بالخليج العربي، المملكة العربية السعودية، وحاكمها الوحشي، محمد بن سلمان" بحسب الكاتب.

 واعتبر ويلكرسون، أنه وبدعم محدود ومنخفض التكلفة، بدأت إيران دعم مجموعة المتمردين الحوثيين الذين يحاربون السعودية والإمارات العربية المتحدة، وكبّدوهما بالفعل خسائر فادحة، وهي حقيقة واضحة يبدو أنَّ البنتاغون غافلٌ عنها تماماً.

يقول الكاتب إن الولايات المتحدة تدعم بشكلٍ «مخزٍ» التحالف السعودي-الإماراتي، وهو دعمٌ «مدمر»، لدرجةً أنَّ بعض التقارير عنه مؤخراً تضمنت صوراً لأسلحةٍ أمريكية الصنع زُّوِّدَ بها السعوديون، لكنَّها الآن في أيدي مقاتلي «القاعدة»!.

وقد أدلى بومبيو بهذه التعليقات، لتبرير دعم الولايات المتحدة تلك الحرب، وشأنها شأن «الأكاذيب» التي استُخدِمَت في 5 فبراير/شباط 2003 فيما يتعلق بالعراق، فإنَّها قد تمهد الطريق -وهذا هو الهدف منها- لحربٍ أخرى في تلك المنطقة، هذه المرة مع إيران، كما يقول.

 ويستدرك قائلاً: «لكنَّ هذا لم يكن نهاية هراء بومبيو الاستراتيجي، فهذا ما قاله لاحقاً عندما سألته الصحفية روكسانا صابيري بشبكة CBS News الإخبارية، في 14 فبراير/شباط 2019، عن سبب اختلاف نهج الولايات المتحدة تجاه كوريا الشمالية عن مقاربتها تجاه إيران: لقد أوضحنا تماماً أنَّهما وضعان مختلفان، ونحن نتعامل مع كل مسألة حسب وضعها، لدى كوريا الشمالية اليوم أسلحة، أسلحة نووية قادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بهذا أوضح بومبيو بشدة للمتشددين في طهران، أنَّهم بحاجة إلى الحصول على سلاحٍ نووي واحد أو اثنين قبل أن تعاملهم الولايات المتحدة ببعض (الإنصاف)، وكما ترغب أي دولة أخرى في أن تُعامَل، ببعض الاحترام".

 فخطة العمل الشاملة المشتركة، وهي الاتفاقية التي انتهكها ترامب وبومبيو، قيَّدت جهود إيران في تطوير مثل هذا السلاح النووي. والآن، يريد فريق ترامب وبومبيو وبولتون إجبار إيران على تطوير سلاحٍ نووي.

إلى ذلك، يرى المسؤول الأمريكي السابق أنه «من المؤكد أنَّ بومبيو رجلٌ يخضع لرغبات رئيسه بامتياز، ويجب إلقاء القدر الأكبر من اللوم على رئيسه، دونالد ترامب، لكنَّ عدم كفاءة بومبيو الدراماتيكية، باعتباره الدبلوماسي الأمريكي الأرفع، يتسبب في خراب هذا البلد بكل جلسةٍ يحضرها، وكل لحظة يقضيها في منصبه، وكل حماقة يتفوه بها".

 ويختتم بالقول: «وعدم الكفاءة المدقع هذا يدمر أيضاً التحالفات الأمريكية، ويُبعد أصدقاء الولايات المتحدة، ويقدم العون والراحة لفلاديمير بوتين وشي جين بينغ، لدرجة أنَّ بومبيو نفسه ربما يشكل أكبر تهديدٍ لأمن الولايات المتحدة».

الكاتب