إنتليجنس أونلاين .. توتر في العلاقات ما بين أبوظبي ودبي بسبب الموانئ

إنتليجنس أونلاين .. توتر في العلاقات ما بين أبوظبي ودبي بسبب الموانئ

زعمت دورية "إنتليجنس أونلاين" الاستخباراتية الفرنسية توتر العلاقات بين إمارتي أبوظبي ودبي ا، مع نمو طموح أبوظبي لتصبح لاعبا بارزا في سوق الامتيازات الدولية للموانئ الاستراتيجية التي هيمنت عليها دبي حتى الآن.

ووفقا للتقرير فإن ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد آل نهيان" يضع كل نفوذه لمساعدة شركة "موانئ أبوظبي" من أجل الحصول على امتيازات جديدة.

وتدير الشركة بالفعل العديد من الامتيازات في المنطقة، والكثير من الموانئ المستقبلية الضخمة التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" في المملكة العربية السعودية كجزء من رؤية 2030.

ويرأس مجلس إدارة الشركة "سلطان بن أحمد سلطان الجابر"، ويشغل "ذياب بن محمد بن زايد" نجل ولي عهد أبوظبي عضوية مجلس إدارتها، وهو أيضا رئيس قطاع النقل في أبوظبي.

وتخوض "موانئ أبوظبي" معركة شرسة للتفوق على "موانئ دبي العالمية" التي كانت حتى الآن رأس الحربة الإماراتي في هذا القطاع، وهي المالك الأكبر للامتيازات في أفريقيا وآسيا.

ويعني هذا الصراع، وفقا لـ"إنتليجنس"، أن "موانئ دبي العالمية" لن تكون قادرة بعد الآن على الاعتماد على دعم أبوظبي الدبلوماسي والمالي للفوز بامتيازات جديدة حول العالم.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي دخلت "موانئ أبوظبي" في شراكة مع شركة "كوسكو" للشحن الصينية، وهي أكبر العاملين في القطاع لتشغيل ميناء خليفة في أبوظبي، وتخطط الشركتان لتوسيع شراكتهما إلى النطاق الدولي.

ووفقا للدورية الفرنسية، فإن هذا الخلاف يأتي متزامنا مع "تشكيك" أمير دبي "محمد بن راشد آل مكتوم" بشكل متزايد في تحركات "محمد بن زايد" الجيوسياسية.

وينبع مصدر القلق الأكبر لدى محمد بن راشد من العمليات العسكرية الخارجية التي يديرها "بن زايد" في ليبيا واليمن، إضافة إلى سياساته المتشددة تجاه قطر وإيران.

وبالنسبة لـ"محمد بن راشد" فإن هذه التحركات العسكرية تأتي متزامنة مع إشارات اقتصادية خطيرة في الوقت الذي أصبحت فيه بنوك دبي أكثر عرضة للتوترات السياسية الإقليمية.

وتسببت العقوبات الأمريكية على إيران في خسائر كبيرة للشركات في دبي، وزادت الحملة المزعومة لمكافحة الفساد في السعودية من شدة الأزمة، حيث كان العديد من الأثرياء السعوديين يحتفظون بجزء كبير من ثرواتهم في بنوك دبي ومؤسساتها المصرفية.

ووفقاً لـ"إنتليجنس" فإن السعودية ضغطت على السلطات الاتحادية لدولة الإمارات العربية المتحدة، الخاضعة لسيطرة أبوظبي، لتجميد عدد من الحسابات والأصول التي يحتفظ بها المواطنون السعوديون في دبي، ما زاد من تعقيد الملعب السياسي الداخلي للإمارات.

 

وفي أغسطس/آب الماضي، أثار "محمد بن راشد" جدلا بثلاثة تغريدات حول السياسة في العالم العربي وتأثيرها على التقدم والتنمية، حيث أشرت تلك التغريدات على ضيقه من تأثر دبي واقتصادها سلبا، نتيجة قرارات الإمارات السياسية، خاصة في الشأن الخارجي، المهيمن عليها إمارة أبوظبي.

ويصر " محمد بن راشد" على تجنيب دبي، التي يعتبرها أبرز قصص نجاحه، عواصف أبوظبي السياسية، بعد أن تسبب ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" في قرارات ضد مصلحتها الاقتصادية، مثل قرار مقاطعة قطر، والتدخل السياسي الفج في شؤون عدد من الدول العربية، وغيرها من السياسات.

كان الشيخ محمد بن راشد قد أشار إلى ذلك الشهر الماضي، بقوله على (تويتر): "إن الخوض الكثير في السياسة في عالمنا العربي مضيعة للوقت، ومَفسدة للأخلاق، ومَهلكة للموارد، في عالمنا العربي، السياسي هو من يدير الاقتصاد، ويدير التعليم، ويدير الإعلام، ويدير حتى الرياضة، إن وظيفة السياسي الحقيقية هي تسهيل حياة الاقتصادي والأكاديمي ورجل الأعمال والإعلامي، وتسهيل حياة الشعوب، وحل الأزمات بدل افتعالها، وبناء المنجزات بدل هدمها".

الكاتب