الإمارات تعقد اتفاقيات مشاريع عملاقة مع كوريا الجنوبية

الإمارات تعقد اتفاقيات مشاريع عملاقة مع كوريا الجنوبية

عقدت الإمارات وكوريا الجنوبية، الأربعاء، مجموعة اتفاقات لمشاريع عملاقة، في زيارة يجريها ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد على رأس وفد حكومي إلى سيؤول.

وبحسب وكالة أنباء الإمارات، فإن الجانبين عقدا جلسة المحادثات الرسمية في المكتب الرئاسي "البيت الأزرق" في سيؤول بحضور وفدي البلدين.

واستعرضا خلال الجلسة مسارات وأوجه التعاون الاستثماري والاقتصادي والتجاري بين البلدين، إضافة إلى المجالات التعليمية والثقافية والتكنولوجيا والعلوم بجانب الطاقة المتجددة والبنية التحتية والفرص المستقبلية الواعدة لتطوير التعاون بما يحقق مصالح البلدين وشعبيهما الصديقين.

كما تناولت محادثات الجانبين تعاونهما المشترك في تنفيذ المشروع النووي السلمي الإماراتي لإنتاج الطاقة وضمان أمنها واستدامتها في المستقبل ودور الشركات الكورية في تنفيذ مثل هذه المشاريع التنموية الحيوية في الدولة التي تلبي متطلبات المرحلة الراهنة والمستقبلية.

وأثنى ولي عهد أبو ظبي على الدور الذي قامت، وتقوم به، الشركات الكورية العاملة بدولة الإمارات العربية المتحدة في مسيرة التنمية الوطنية، ورفد العلاقات الإماراتية - الكورية بالمزيد من أسباب التقدم والازدهار.

وقال محمد بن زايد إن "دولة الإمارات حريصة على تهيئة كل الظروف المشجِّعة والداعمة للاستثمارات الأجنبية فيها، وفي مقدمتها الاستثمارات الكورية التي شهدت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الماضية".

وأضاف أن الإمارات تعطي التكنولوجيا الحديثة والابتكار والتعليم أهمية خاصة في علاقاتها مع كوريا، وهناك تعاون بنَّاء بين البلدين في مجالات الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة والطاقة وغيرها.

وعبَّر عن ثقته بأن هذا التعاون سيعود بالخير على البلدين، وسيشهد مزيدا من التطور خلال الفترة المقبلة.

ونقلت الوكالة الإماراتية عن الرئيس الكوري، اهتمام بلاده بتوسيع وتنويع آفاق تعاونها مع دولة الإمارات في المجالات المختلفة خاصة التكنولوجيا والعلوم والتعليم والرعاية الصحية والزراعة والاستثمارات الاقتصادية وغيرها من الجوانب في ظل ما تشهده هذه العلاقات من تطور يؤسس إلى مزيد من التعاون في المستقبل.

وأعرب عن ثقته في أن علاقات التعاون والعمل المشترك بين البلدين ستواصل نموها وتقدمها بقوة خلال المرحلة المقبلة، مؤكدا أن زيارة ولي عهد أبو ظبي إلى كوريا تعطي دفعا قويا لهذه العلاقات على المستويات كافة.

وقال الرئيس الكوري إن "دولة الإمارات أكبر شريك لنا في منطقة الشرق الأوسط من ناحية التصدير والتبادل التجاري وهي الدولة الوحيدة التي نقيم معها علاقات إستراتيجية خاصة"، متمنيا "تعزيز التعاون بين البلدين في الصناعات المتقدمة والجيل الخامس والذكاء الاصطناعي".

من جهته، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش في تغريدة له إن "التعاون النووي الإماراتي الكوري والمتمثل في محطة براكة للطاقة النووية كان المنصة الإستراتيجية في تعميق علاقتنا مع كوريا، وزيارة الشيخ محمد بن زايد، اليوم، تسعى إلى رفدها علميا وتقنيا إلى آفاق أعلى".



وقالت وكالة أنباء الإمارات، إن محمد بن زايد والرئيس الكوري الجنوبي شهدا مراسم توقيع اتفاقية ترسية عقد تنفيذ الأعمال الهندسية والمشتريات والتشييد بين شركة بترول أبو ظبي الوطنية "أدنوك" وشركة "إس كي إنجنيرنغ آند كونستركشن" الكورية الجنوبية"، وذلك لبناء أكبر مشروع منفرد في العالم تتم ترسيته لتخزين النفط بسعة تبلغ 42 مليون برميل من النفط الخام في إمارة الفجيرة- على الساحل الشرقي للدولة- بقيمة 4.4 مليار درهم تقريبا (مليار و200 مليون دولار).

وذكرت أن شركة " إس كي إنجنيرنغ آند كونستركشن " الكورية الجنوبية، ستتولى تنفيذ الأعمال الهندسية والمشتريات والتشييد لبناء ثلاثة مستودعات تخزين تحت الأرض تبلغ السعة التخزينية لكل منها 14 مليون برميل، ويعد عقد الأعمال الهندسية والمشتريات والتشييد الأكبر قيمة على مستوى العالم لمشروع منفرد لتخزين النفط الخام تحت الأرض حيث تبلغ قيمته 4.4 مليار درهم ستصب نسبة تزيد على 50 بالمئة منها تقريبا في الاقتصاد المحلي من خلال برنامج أدنوك لتعزيز القيمة المحلية المضافة.

وأوضحت الوكالة أن "منشأة الفجيرة تعزز لتخزين النفط تحت الأرض مكانة دولة الإمارات موردا موثوقا للنفط الخام وستوفر لأدنوك مرونة أكثر تمكنها من إدارة وتحسين الجدول الزمني لتسليم الشحنات وتدعم حضورها ومساهمتها الفاعلة في مجال التجارة والتداول. كما أنها ترسخ دور أدنوك ضمن أهم الشركاء بمجال التجارة والتوريد المساهمين في جهود التنمية والتطوير الهادفة إلى تعزيز مكانة إمارة الفجيرة مركزا عالميا لتخزين وتجارة النفط ومنتجاته".

ونقلت "وام" عن وزير الدولة الإماراتي ورئيس شركة "أدنوك" سلطان بن أحمد الجابر، قوله: "يسرنا توقيع هذه الاتفاقية لبناء أكبر مشروع منفرد على مستوى العالم يتم ترسيته لتخزين النفط تحت الأرض في إمارة الفجيرة، ويتيح المشروع العملاق لأدنوك مواصلة تنفيذ التزاماتها تجاه عملائها، وترسيخ مكانتها مزودا موثوقا للنفط، كما أنه يدعم طموحاتنا التجارية من خلال تعزيز قدرتنا على الاستجابة بشكل فاعل وتنافسي لمختلف سيناريوهات أسوق الطاقة".

وبدأ العمل في منشأة الفجيرة لتخزين النفط تحت الأرض خلال عام 2018 وانتهى العمل من المرحلة الأولى من المشروع والتي شملت تشييد نفق دخول، وعند اكتمال المشروع خلال عام 2022 ستكون المنشأة واحدة من أكبر المنشآت من نوعها في العالم وقادرة على تخزين ثلاثة أنواع مختلفة من النفط الخام، بما يتيح لأدنوك مزيدا من المرونة لتصدير الخام عبر محطة نفط الفجيرة التي تتمتع بموقع استراتيجي على بحر العرب، وفقا للوكالة.

وخلال شهر مارس عام 2018، أرست "أدنوك" عقدين على شركة "سامسونج الهندسية المحدودة"، حيث يهدف العقد الأول إلى تطوير مرونة تكرير مختلف أنواع النفط الخام، فيما كان العقد الثاني بخصوص مشروع استرجاع الطاقة والمياه في مصفاة الرويس المملوكة لأدنوك.

الكاتب