منظمة بريطانية تعرب عن قلقها ازاء اتفاقية وقعتها أبوظبي مع لندن لتبييض صورتها حقوقياً

منظمة بريطانية تعرب عن قلقها ازاء اتفاقية وقعتها أبوظبي مع لندن لتبييض صورتها حقوقياً

أعربت رادا ستيرلينغ مديرة المنظمة البريطانية "معتقلون في الإمارات" الحقوقية عن قلقها من التداعيات السلبية لمذكرة التفاهم التي وقعتها لندن مع أبو ظبي، للمساعدة في تحسين صورة الإمارات ببريطانيا

وقالت ستيرلينغ إن ذلك جاء في وقت كان فيه الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجز معتقلا في أحد السجون الإماراتية

وحثت ستيرلينغ الحكومة البريطانية على منع إساءة معاملة مواطنيها المعتقلين بالخطأ في السجون الإماراتية، بدل مساعدة الإمارات في تحسين صورتها

وأضافت أن عددا من المواطنين البريطانيين سافروا إلى الإمارات، وهم على قناعة بأنها وجهة آمنة، فانتهى بهم المطاف في السجون الإماراتية، حيث يواجهون التحرش والتعذيب والإجبار على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها

وطالبت الحكومة البريطانية بتحذير مواطنيها وإخبارهم بالمخاطر العالية للسفر إلى الإمارات أو عبرها

يشار إلى أن السلطات الإماراتية ألقت القبض على هيدجز في الخامس من مايو/أيار الماضي في مطار دبي الدولي، بعد زيارة بحثية استغرقت أسبوعين، وأصدرت عفوا عن هيدجز بعدما حكمت -في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي- بسجنه مدى الحياة، بعد نشر تسجيل مصور يعترف فيه بأنه عضو في جهاز المخابرات البريطانية، وأنه كان يُجري بحثا عن الأنظمة العسكرية في الإمارات

وقال الأكاديمي البريطاني –بعد الإفراج عنه- إنه لم يكن أمامه خيار سوى الاعتراف بتهم تتعلق بالتجسس أثناء احتجازه في الإمارات لما يقرب من سبعة أشهر، مضيفا أنه أصيب بالصدمة عندما طلبت منه السلطات الإماراتية سرقة وثائق ومعلومات من وزارة الخارجية البريطانية

وبالنسبة للإمارات، فإن التمسك بالسرد القائل بأن "هيدجز قد تجسس على الإمارات كان يدور حول إنقاذ ماء الوجه"، وتطلب هذا منهم إطلاق سراح "هيدجز" بطريقة مكنت القيادة الإماراتية من الحفاظ على كرامتها، بدلا من أن تبدو دولة صغيرة خضعت في نهاية المطاف إلى قوة إمبراطورية سابقة

وبالتالي، قد تكون القيادة الإماراتية مستعدة لمواصلة تحدي لندن بطرق غير تقليدية في قضية الإخوان المسلمون في المستقبل، طالما أن بريطانيا تواصل استضافة المعارضين والإسلاميين من دول الخليج العربية، وطالما استمرت لندن في رفض قبول روايات أبوظبي عن الإسلام السياسي وقطر

ومع ذلك، إذا استمرت الإمارات في استخدام مجموعة متنوعة من الأساليب للضغط على بريطانيا بشأن هذه القضايا، فقد تتسبب في أضرار خطيرة في علاقتها بلندن

وقد تكون الآثار بعيدة المدى لهذه السياسة سلبية على المصالح والسمعة الوطنية لدولة الإمارات في لندن والعواصم الغربية الأخرى

 

الكاتب