تكشف الدور الإماراتي لإشاعة الفوضى في تونس على يد دحلان

تكشف الدور الإماراتي لإشاعة الفوضى في تونس على يد دحلان

كشفت تقارير صحفية تونسية خيوط المؤامرة الإماراتية في تخطيط و تمويل الثورة المضادة لثورة الياسمين التونسية، وبتنفيذ من مستشار محمد بن زايد الأمني، الفلسطيني الهارب محمد دحلان.

وأشارات التقارير إلى أن الاحتجاجات القائمة حالياً في الشارع التونسي، والتي بدأت من مدينة "القصرين" قبل أن تمتد إلى مدن أخرى، جاءت بطرق سلمية من أجل تحقيق أحد المطالب الأساسية للثورة التونسية وهو مطلب توفير فرص العمل، وهو الذي لم يتم تحقيقه حتى الآن، بسبب انشغال الدولة وتركيزها على الجوانب الأمنية.

وأثار تواجد عدد من رموز نظام زين العابدين بن علي في الساحة حفيظة الشارع التونسي، منهم لطفي بن جدو وزير الداخلية السابق المعروف بـ"حبيب العادلي تونس"، وشخص آخر يدعى "بن لطفي" أحد المقربين من وزير الداخلية الحالي.

وتؤكد التقارير التونسية أنه وبعد خروج الاحتجاجات السلمية بـ"القصرين" والتى لم يشوبها أى أعمال عنف، خرج "دحلان" من الإمارات مسرعًا نحو تونس، و بعد اجتماع مغلق مع "بن لطفى"،ظهرت عمليات النهب والحرق ووصف المسئولين والساسة للشباب بالمخربين والإرهابيين، بل إن مصادر تؤكد أن "بن لطفى" هو صاحب فكرة حظر التجول فى البلاد ليلاً والذى خرج صباح الجمعة.
الشباب التونسي عبر صفحات التواصل الاجتماعي قالوا أننا نعلم لماذا تواجد "دحلان" فى البلاد، ورجال بن على الذين يتوافدون علينا ويخرجون على الفضائيات يتحدثون بإسمنا لا يهمنا دعمهم ولا دعم أى أحد، فنهضة بلادنا قمنا بثورة وضحينا بالغالى والنفيس من أجلها، ولن نلتفت إلى أى شئ آخر يثنينا عن ثورتنا أو يقف حائل لتدخل قادة الانقلابات فى الوطن العربى أو فى الغرب، وسنقتص لمطالبنا ومن ناهبى حقوقنا بـ"الحق". 

شبكة "تونس الآن" نشرت في تقرير لها الجمعة نقلاً عن مصادر خاصة، إن دحلان أتى لتونس عندما تأكد أن أحزاباً قريبة من الإمارات قد هزمت سياسياً بغاية تنفيذ خطتها لإزاحة النهضة من المشهد التونسي، وبعد التأكد من فشل الخطة وأن النهضة أصبحت جزءً رئيسياً من البناء السياسي التونسي، أتى دحلان لتنفيذ الخطة الجديدة، القائمة على تدمير هذا البناء السياسي، والقضاء على التجربة التونسية وإشاعة الفوضى وإلحاقها بالدول والثورات الفاشلة.

وأوضحت الشبكة أنها كشفت في وقت سابق عن مخطط دولة الإمارات و محاولاتها المتكررة لزعزعة الاستقرار داخل تونس و سعيها الدائم إلى إنهاء التجربة التونسية الوليدة، والتحول الديمقراطي في البلاد وإعادتها إلى الحكم الديكتاتوري عن طريق عملائها من سياسيين و إعلاميين داخلياً و خارجياً، وأيضاً إرهابيين.

ولفتت الشبكة إلى أن الجهة الداعمة مادياً لهذا المخطط، فهي (جمعية المجموعة العربية للتنمية والتمكين الوطني) التابعة للإمارات، ويترأسها حاليا الفلسطيني محمد يحيى شامية وهو من أتباع محمد دحلان ، متهمة “دحلان ونائب قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان، بتنظيم حملة لا هوادة فيها ضد الإسلاميين في الإمارات و خارجها.

يأتى ذلك فى الوقت الذى أكدت في مصادر مقربة من النظام التونسى الحالى بقيادة "السبسى"، أن عرضًا إماراتيًا قد عُرض عليه منذ أسابيع شرط استبعاد التيار الثورى والإسلامى فى البلاد، وهو بالفعل ما رفضة "السبسى" لعدم مقدرته على تلك العملية التى قد تطيح به شخصيًا من الحكم، وهو الرفض الذى جعل بن زايد يرصد الكثير من الأموال لتوظيفها فى تونس وجعل الاحتجاجات فوضى لا تتوقف.

يأتي ذلك بالتزامن مع تصريحات للرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، وصف فيها السياسة الإماراتية بالوقاحة والجهل والفساد، مؤكداً أنه إذا لم تكف الزمرة الإماراتية الحاكمة عن سياستها المتبعة الآن بالتدخل في شؤون الأمة، فأنهم يشكلون الخطر الأكبر على مستقبل الأمة ككل.

و أكد المرزوقي بأن حكام دولة الإمارات يقومون بلعب دور "العراب" في الثورات العربية المضادة، مستغلين المال السياسي لتنفيذ أجنداتهم الخاصة في الدول العربية، بما يخدم مصالحهم الخاصة ومصالح أخرى خفية.

وأضاف المرزوقي أن حكام الإمارات قرروا ضرب كل الثورات العربية بتفويض من جهة خارجية دون أن يحددها، وفي سبيل ذلك دفعوا أموالاً طائلة لشراء ذمم العديد من الصحفيين والإعلاميين، كما أنهم اشتروا أحزاباً سياسية ومولوا قيام أحزاب جديدة لتمرير أجندتهم الخاصة.

الكاتب