مظاهرات في طرابلس ضد لقاء حفتر بالسراج في الإمارات

مظاهرات في طرابلس ضد لقاء حفتر بالسراج في الإمارات

خرجت مظاهرات في العاصمة الليبية طرابلس، السبت، ضد اللقاء الذي جمع رئيس حكومة الوفاق، فايز السراج، باللواء المتقاعد خليفة حفتر، في الإمارات.

وشهد ميدان الشهداء في طرابلس، مظاهرة ضد اجتماع "أبوظبي" بين السراج وحفتر، مطالبة بعدم السماح لعودة حكم العسكر مرة أخرى، وضرورة الإسراع في الاستفتاء والانتخابات والتداول السلمي على السلطة، وسط رفع المتظاهرين صور السراج وحفتر وولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، والمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، وعليها علامة "X" باللون الأحمر.

ورغم مشاركة العشرات في المظاهرة التي لم تتصد لها أي قوة أمنية في طرابلس، إلا أنه لم تعلن أي مؤسسة أو حزب أو كيان سياسي أنه يقف وراء هذه المظاهرات أو يؤيدها، لكن المتظاهرين اتفقوا على ضرورة مدنية الدولة، وأن يخضع الجيش للمؤسسة المدنية، والضغط على البعثة الأممية لعدم استغلال الملتقى الجامع لإخراج مخرجات تؤيد رجوع حكم عسكري في البلاد، وفق قولهم.

وندد المظاهرة بالدور الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة الداعم للواء المتقاعد حفتر، واصفة إياه برجل الإمارات في ليبيا.

واتهم المتظاهرون رئيس البعثة الأممية لدى ليبيا، غسان سلامة، بالانحياز إلى اللواء المتقاعد حفتر، والتحرك لحل الأزمة الليبية، وفق ما تريده دولة الإمارات.

وكان حزب الوطن في ليبيا اعتبر ما دار في العاصمة الإماراتية أبوظبي من اجتماع بين اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ورئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، هو "دخول في مرحلة أخرى من المماطلة وإطالة أمد الأزمة، ومحاولة فرض عسكرة الدولة في قالب جزئي مكشوف".

وقال الحزب في بيان له، إن "الطريق الصحيح لإنهاء الأزمة المفتعلة، هو إكمال المرحلة المتبقية من العملية الانتقالية، بالاستفتاء على مشروع الدستور، رافضا إنتاج مرحلة انتقالية أخرى".

بينما طالب حزب تحالف القوى الوطنية، البعثة الأممية في ليبيا، "باطلاع كـل الليبيين على ما يتداول من أخبار حول الاقتراب من الوصول لاتفاق يُنهي المراحل الانتقالية، ويُوحد مؤسسات الدولة المنقسمة، وتفاصيل هذا الاتفاق، ومرجعيته، وعلاقته بخطة المبعوث الأممي، وبالملتقى الوطني الليبي الشامل، الذي نطالب بعقده في أقرب وقت ممكن".

وكان رئيس المجلس الليبي الأعلى للدولة خالد المشري شن هجوما حادا على كل من الإمارات ومصر لدورهما في الأزمة السياسية في البلاد.


وخلال خطاب له في مقر الكونغرس الأمريكي الثلاثاء، طالب المشري الولايات المتحدة بالمساعدة في ما وصفه بـ"الحد من التدخلات الدولية في الشأن الليبي".

واعتبر المشري أن لدى دولة الإمارات ومصر "مصلحة في تعطيل الحياة الديمقراطية في ليبيا"، مشددا في ذات الوقت على أهمية مساعدة ليبيا في إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية "على أساس دستوري لضمان حل الأزمة وتحقيق الاستقرار في البلاد".

و يرى محللون أن دولة الإمارات تلعب دورا له تبعات كارثية  داخل الساحة الليبية، فمنذ إطاحة ثورة 17 فبراير بنظام العقيد الراحل معمر القذافي وهي تسعى جاهدة لإجهاض الثورة وإقصاء الإسلاميين، من خلال دعمها لقوى الثورة المضادة بالسلاح.

وتسبب التدخل الإماراتي -وفق مراقبين ومحللين- بفوضى عارمة داخل البلاد وانقسام سياسي داخل مؤسسات الدولة وتمزيق النسيج الاجتماعي وتدهور الاقتصاد.

الكاتب