سيف العجلة: من المعلم الأفضل في الدولة إلى معتقل رأي في زنزانة!

سيف العجلة: من المعلم الأفضل في الدولة إلى معتقل رأي في زنزانة!

هو مواطن إماراتي بسيط، تربوي خبير، مثقف متواضع، مبادر للخير والدفاع عن الآخرين، اسمه "سيف محمد علي العجلة آل علي"، أو "سيف العجلة" كما يُعرف في الوسط الإعلامي بالإمارات، وهو موسوعة بشرية بحقّ، نظرًا لعلمه وحكمته ونهمه للقراءة والمطالعة وشغفه بالكتابة، فأسلوبه شيق، وأدبه رفيع.

بدأت أولى مؤهلاته حين كان أحد رواد مشروع زايد لتحفيظ القرآن الكريم في بداية الثمانينات، وهو خريج أول دُفعة ليسانس آداب قسم التاريخ في جامعة الإمارات، ونال الدكتوراه في السلوك القيادي من جامعة ويلز-كارديف- بالمملكة المتحدة عام 2000م.
شغل عدة مناصب منها:
*رئيس تحرير مجلة المعلم (1987/1993م) لقلمه المتميز.
*مدير عام صندوق الزواج (2006/2008م).
*مدير عام بيت الشارقة الخيري (2009/2011م).
*خبير التدريب في وزارة التربية والتعليم، ومشرف إدارة تنمية الموارد البشرية فيها (استقال منها لاحقاً).
*عضو جمعية المعلمين.
*كان رئيسًا للاتحاد الوطني لطلبة الإمارات في بريطانيا.
*مشرف على برنامج تطوير الأداء القيادي لمدراء المدارس في الدولة.
*مدرب رئيسي في برنامج التدريب القيادي لمديري الطيران في الدولة.
*عضو الجمعية العربية لتنمية الموارد البشرية.
*عضو لجنة تحكيم البحوث التربوية في جائزة الشيخ خليفة.
*عضو لجنة تحكيم البحوث في مؤسسة الشيخ راشد بن حميد.
*عضو لجنة تحكيم جائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز.
حاصل على جوائز عديدة أبرزها:
*جائزة خليفة بن زايد للمعلم 1999م (أفضل معلم).
*جائزة الشيخ راشد للتفوق العلمي 2000م.
*جائزة رواد التميز 2008م فئة عضو لجنة تحكيم.
وهو صاحب مقولة: أفضل أن أموت واقفًا على أن أحيا راكعًا !.

قضيته:

لم يختلف حاله عن غيره من دعاة الإصلاح في البلاد، فكان ناصحاً بالحق مبادراً بالخير، ومن أوائل الموقعين على "عريضة الإصلاح" المقدمة للحكومة بتوصياتِ نخبةٍ من رموز الفكر والعلم والتربية والإدارة والاقتصاد والدين في الدولة، تلك العريضة التي قوبِلَتْ بشتَّى أنواع العنف والقمع من أمن الدولة، فكان ضحيتها العشرات من معتقلي الرأي في أكبر قضية في تاريخ البلاد المعروفة بـقضية (الإمارات 94).
ففي 24 يوليو/تموز 2012م، ألقت الشرطة الإماراتية القبض على الدكتور "سيف العجلة" ضمن حملتها الواسعة التي طالت كل الموقعين على "عريضة مارس" واقتادته إلى مكان غير معروف، وبقي ضحية الاختفاء القسري قرابة عامٍ كامل، حين تمَّ عرضه على المحكمة الاتحادية العليا في 2 يوليو/تموز 2013م، ليُحكَمَ عليه بالسجن 10 سنوات، مع المراقبة 3 سنوات من تاريخ الإفراج عنه، وذلك ضمن 56 إماراتياً تم الحكم عليهم حضورياً، و15 آخرين حوكموا غيابياً بالسجن 15 سنة، فتحول من المعلم الأفضل في الدولة إلى معتقل رأي في زنزانة، بفضل شريعة الغاب التي يحكم بها شيوخ الإمارات يتقدمهم محمد بن زايد.

ردود الفعل:

تعالت الأصوات المنددة بتلك الأزمة الحقوقية الأليمة، التي عصفت بالإمارات ونسفت كل معالم حقوق الإنسان فيها، وأبدت كل المؤسسات والهيئات الحقوقية والإنسانية استياءها الشديد من البطش الأمني الذي مارسته السلطات الإماراتية لقمع النشطاء والمعارضين.
وأبرز ردود الفعل التي ظهرت لأجل الدكتور "العجلة"، كانت من الكاتب المصري "محمد ثابت" الذي أجرى جوارًا معه 2007م، والذي قال في مدوّنته بعنوان: (سيف العجلة إنسان في سجون بن زايد)، أنّ: بعد كل هذا التاريخ المضيء، يتم سجن الرجل! ويعاني أوضاعاً سيئة تتعلق بمجرد زيارة ورؤية أبنائه له، وذلك وضع بالغ المرارة من فترة مضنية من حياة الأمة، يُكرَّم فيها الفسَدَة عديمو الإنتاج والخُلق، ويُسجن المجيدون في العمل الصالحون في الأخلاق.
ويضيف "ثابت": وأمّا التهمة، فهي أقرب إلى سخرية الراحل "نجيب محفوظ" من أنظمة الحكم الفاسدة في بلادنا، فالتهمة هي نفسها عنوان مجموعة قصصية لـ"محفوظ": "التنظيم السري"، أو ما يمكن تفهُّمه بصعوبة على أنه محاولة إنشاء تنظيم سري في الدولة!
ثم ختم مقالته بالدعاء: اللهم فرّج عنه وعن الأخيار أمثاله، وأقدر المخلصين من الأمة على البناء؛ ومن ثم مواجهة الأعداء، من الأمة الإسلامية أو المحتلين الجبناء!.

وجاءت ردة فعل ابنة الدكتور "العجلة" على صورة أبياتٍ تهديها إلى والدها الحرّ في سجون الظلام، فقالت:

أبتاه صوتك بلسم الأدواءِ ،، يُحيي الفؤاد بنبرة العظماء
إن حال دون لقائنا ظلمٌ فما ،، غابتْ ملامح وجهِك الوضّاءِ
ألقاكَ فجرًا ساحرًا بعد الدُّجَى ،، تتلو الكتابَ بأعذبِ الأصداءِ
ألقاكَ بدرًا لامعًا فوق المدَى ،، تَهدي خُطايَ لرِفْعةٍ وضياءِ
ألقاكَ في رمضاءِ محنتِنا ندًى ،، ظلًّا وواحةَ منحةٍ وعطاءِ
ما زلتَ رغم البعدِ قلبًا ناصحًا ،، ما زلتَ في قلبي ونبضِ دمائي
سجنوكَ جسمًا فانطلقتَ محلّقًا ،، روحًا تجوب مَفاوِزَ الشرفاءِ
إن كبّلوكَ بظلمهم فقُيودُهم ،، تفنَى وتبقى أنت في العلياءِ
قد أغمضوا عينيْكَ عمّا حولهم ،، لم يسمعوكَ تقولُ لي بإِباءِ
النورُ في قلبي وبين جوانحي ،، فعلامَ أخشى السيرَ في الظلماءِ
أهديكَ يا أبتِ حنينَ قصائدي ،، أهديكَ كلَّ مشاعري ودعائي
فاصبرْ فهَا إني أراكَ على خُطى ،، خيرِ الورى في همّةٍ ووفاءِ
سُحبُ الظلامِ كثيرةٌ لكنّما ،، شمسُ الدعاةِ تُنير ألفَ سماءِ

...
رابط فيديو عن الدكتور فيه صور شهاداته وصوره مع الشيخ زايد والشيخ القاسمي حاكم الشارقة :

اسم الفيديو = رجلٌ لم تصنعه المناصب ،، الحر سيف العجلة https://www.youtube.com/watch?v=CMbisKoTryI

 

الكاتب