صحيفة أمريكية .. الإمارات والسعودية محركتا الفوضى وعدم الاستقرار في الخليج

صحيفة أمريكية .. الإمارات والسعودية محركتا الفوضى وعدم الاستقرار في الخليج

أكدت صحيفة "ناشينال إنتيرست" الأمريكية إن إدارة ترامب تدعم "الاستبداد "الذي تقوده كل من السعودية والإمارات المتهمتين بانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان، و أن السعودية والإمارات أكثر القوى زعزعة للاستقرار في منطقة الخليج، وأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جعلت منهما أساساً لاستراتيجيتها المعادية لإيران.

ورأى الباحث في معهد كاتو، والمساعد الخاص السابق للرئيس رونالد ريغان، دوغ باندو، في مقال له بعدد الصحيفة  الصادر  الثلاثاء أن إدارة ترامب باتت تدعم ملكيتين مطلقتين استبداديتين، بالإشارة إلى السعودية والإمارات.

وقال دوغ باندو: "والأسوأ من ذلك أن السعوديين والإماراتيين يثبتون أنهم أكثر القوى اضطراباً وزعزعةً للاستقرار في الخليج العربي. والأمر الأكثر كارثية أنهم تدخلوا في عام 2015 في اليمن، ممَّا حول الصراع الداخلي الدائم لتلك الدولة إلى جبهة أخرى في الصراع الطائفي الخطير في المنطقة".

وبين باندو أن القوات السعودية والإماراتية ارتكبت في اليمن جرائم، من خلال قصفها المستشفيات والأسواق والجنازات والمباني السكنية، وقتل عشرات الآلاف من المدنيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإمارات أقامت معتقلات واستخدمت التعذيب حضرها ضباط أمريكيون، رغم ما يقال إنهم لم يشاركوا في هذا التصرف.

ونشرت منظمة أمنستي قصصا مفصلة عن الإعتقالات التي تمت تحت تهديد السلاح والتعذيب بالصعقات الكهربائية واستخدام الإيهام بالغرق والإذلال الجنسي والحجز الإنفرادي والحجز في ظروف بائسة وغياب الطعام والشراب عن المعتقلين.

و بحسب الصحيفة فإنه في الوقت نفسه دعم التحالف الذي تقوده الإمارات العربية المتحدة والسعودية أعداء الولايات المتحدة، فتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية هو من اقوى الفروع التابعة للقاعدة التي أسقطت البرجين في نيويورك.

وتشير الصحيفة إلى أن قول التحالف السعودي الإماراتي إنهم يدعمون شكلياً حكومة عبد ربه منصور هادي إلا أنهم قاموا بتجنيد وتسليح الجماعات الجهادية بما فيها القاعدة، فيما تستخدم الرياض وأبو ظبي أعضاء من جماعات الجنجويد السودانية في الحرب ضد الحوثيين. وهذه الجماعات متهمة بجرائم حرب في دار فور.

ونقل الكاتب عن قصص وثقتها منظمة العفو الدولية حول الاحتجاز تحت تهديد السلاح والتعذيب بالصدمات الكهربائية، والإيهام بالغرق والتعليق في السقف والإهانة الجنسية، والحبس الانفرادي لفترات طويلة والظروف القاسية وعدم كفاية الطعام والماء، داخل السجون الإماراتية.

واستطرد باندو بالقول: "التحالف السعودي الإماراتي كان يساعد أعداء أمريكا، وتحديداً تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يعد أكثر فروع القاعدة خطراً، كما شتتت الحرب على اليمن الجهود، بما فيها مساعي الحوثيين، لمواجهة تنظيم القاعدة في اليمن".

وأردف بالقول: "منظمة العفو تقول إن حليفتي واشنطن، السعودية والإمارات، تتصرفان بتهور في اليمن وتقومان بدعم جماعات متطرفة هناك".

ويذكر أن الإمارات باتت القناة الرئيسية التي تورد المركبات وأنظمة المدافع والبنادق والمسدسات والمدافع الرشاشة، لمليشيات متهمة بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات خطيرة،  بشكل غير قانوني، حسب منظمة العفو الدولية.

وأضاف: "الأمر لم يتوقف على هذه الأنواع من الأسلحة، فمنظمة العفو الدولية أكدت أن هناك دبابات أمريكية وأوروبية تستخدمها المليشيات التي تدعمها الإمارات، وهذه التحويلات للسلاح هي انتهاك للقانون الأمريكي والأوروبي".

وينقل الكاتب عن باتريك ويلكين من منظمة العفو الدولية قوله، إن الإمارات تشتري أسلحة بمليارات الدولارات من الدول الغربية وغيرها فقط من أجل تسليمها للمليشيات في اليمن والمعروف عنها أنها ترتكب جرائم حرب.

وأشارت الصحيفة إلى تحقيق نشرته وكالة أنباء أسوشيتدبرس العام الماضي عن قيام التحالف بعقد صفقات سرية مع مقاتلي القاعدة ودفعت لهم من أجل مغادرة المدن والبلدات الرئيسية وسمحت للآخرين الإنسحاب بأسلحتهم ومعداتهم ورزم من النقود التي سرقوها من البنك الرئيسي في المدينة.

وأكثر من هذا قام التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات بتجنيد جماعات القاعدة أو من أعضائها السابقين نظراً لأنهم تميزوا في القتال، فيما تعاونت الإمارات مع كتيبة أبو العباس المصنفة في أمريكا كمنظمة إرهابية، حيث قال أبو العباس “لا يزال التحالف يدعمني” رغم أن كتيبته شنت هجوماً حررت فيه مقاتلين ينتمون إلى تنظيم القاعدة من منشأة محلية.

كما يقود القيادي السلفي هادي رزوق المقرب من هادي وشوهد أكثر من مرة مع قادة في القاعدة.

وذكرت وكالة أنباء “أسوشيتدبرس” إن جماعة رزوق هي واحدة من الجماعات التي تقوم بتجنيد مقاتلي القاعدة في مدينة تعز.

وبتهم التقرير  الإمارات العربية المتحدة  بأنها أصبحت المسار المهم لنقل العربات المصفحة وقنابل الهاون والبنادق والمسدسات والرشاشات وبطريقة غير قانونية للميليشيات التي لا تخضع للمحاسبة والمتهمة بجرائم حرب وانتهاكات خطيرة أخرى”.

وفي “واحدة من الحالات قام وسيط قبلي بالتوسط بين الإماراتيين والقاعدة وحتى قدم للمتطرفين عشاء وداع”.

وقال الكاتب "إن العلاقة هذه يجب أن لا تفاجئ أي شخص، فقد أنفقت الرياض مليارات الدولارات لدعم الأصوليين الوهابيين حول العالم بما فيها اليمن".

 وأشار الكاتب لتقرير “أمنستي انترناشونال” الذي تحدثت فيه عن حلفاء واشنطن في الرياض وأبوظبي الذين يقومون بدعم وبطريقة متهورة الجماعات الراديكالية في اليمن.

وقالت المنظمة الدولية “أصبحت الإمارات العربية المتحدة المسار المهم لنقل العربات المصفحة وقنابل الهاون والبنادق والمسدسات والرشاشات وبطريقة غير قانونية للميليشيات التي لا تخضع للمحاسبة والمتهمة بجرائم حرب وانتهاكات خطيرة أخرى”.

ولم يكن الموضوع متعلقاً بنقل الذخيرة وكما اكتشفت أمنستي انترناشونال فقد تم نقل الأسلحة والعربات للجماعات التي تدعمها الإمارات، وقد خرقت هذه العمليات قوانين نقل السلاح الأمريكية والأوروبية.

وقال باتريك ويلكين من أمنستي إنترناشونال “حصلت قوات الإمارات على أسلحة بمليارات الدولارات من الدول الغربية وغيرها لكي تقوم بنقلها للميليشيات في اليمن التي لا تتبع أحداً وترتكب جرائم حرب”.

كما كشف تحقيق لشبكة أنباء “سي أن أن”عن وصول الصواريخ المضادة للدبابات إلى ميليشيات على علاقة مع القاعدة في خرق واضح لقوانين بيع السلاح الأمريكي.

وقال الكاتب إن هذا التصرف غير جيد ويضر باليمنيين. ويعلق الكاتب إن تحويل الأسلحة بطريقة غير شرعية أمر غير جيد لأمريكا.

وكما ورد في تقرير أسوسيتدبرس “فقد سمحت التسويات والتحالفات للقاعدة لكي تنجو والإنتظار لمعركة أخرى، وهو ما يزيد من مخاطر تقوية واحدا من أقوى الفروع للقاعدة التي نفذت هجمات 9/11” وتضيف الوكالة إن “المشاركين الرئيسيين في التحالفات قالوا إن أمريكا كانت تعرف بها”.

الكاتب