حفتر يتقدم الى طرابلس مدعوماً بغطاء اماراتي
تتحرك قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر المدعوم من الإمارات، نحو العاصمة الليبية طرابلس، بآلاف الدبابات والمدرعات معظمها قدمتها أبوظبي لقواته خلال السنوات القليل الماضية.
وقال حفتر في كلمة مسجلة سبقت انطلاق العملية إن "ساعة الزحف المبين (لطرابلس) قد حانت"، بعد ساعات من السيطرة على منطقة "غريان الليبية".
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الموجود بطرابلس في محاولة لدفع عملية سلام دولية، إلى ضبط النفس.
وعندما سئل عن بيان حفتر، قال جوتيريش إن ليبيا بحاجة إلى حل سياسي وليس عسكريا.
وتمثل التطورات انتكاسة للأمم المتحدة والدول الغربية التي تحاول الوساطة بين السراج وحفتر، اللذين اجتمعا في أبوظبي الشهر الماضي لبحث اتفاق لتقاسم السلطة.
ومن المقرر عقد مؤتمر وطني هذا الشهر للاتفاق على خارطة طريق لإجراء انتخابات لوضع حد لعدم الاستقرار في ليبيا، وهي منتج للنفط ونقطة تجمع للاجئين والمهاجرين القادمين من منطقة الصحراء على أمل الوصول إلى أوروبا.
وقال مسؤولون ليبيون إن "انعقاد المؤتمر الوطني مهدد نتيجة للتحركات العسكرية" الجارية.
وذكر سكان أن مجموعات مسلحة من مدينة مصراتة في غرب ليبيا بدأت الزحف صوب طرابلس للدفاع عن العاصمة في مواجهة تقدم خليفة حفتر.
وأعلن أهالي وقيادات مدينة مصراتة الذين يصفون أنفسهم بـ"الثوار"، استعدادهم لوقف ما وصفوه بـ"الزحف المشؤوم"، في إشارة إلى القوات التابعة للواء المتقاعد.
وطالب هؤلاء في بيان لهم رئيس المجلس الرئاسي الليبي التابع لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، بـ"إعطاء أوامر العمليات الفورية ودون تأخير لكافة أمراء المناطق بالمنطقة الغربية لمواجهة تحركات المتمرد المستبد حفتر".
وأعلن المجلس الرئاسي الليبي "النفير العام". ووصف السراج، في بيان، التصريحات الصادرة عن بعض الأطراف بشأن تطهير المنطقة الغربية وتحرير طرابلس، بـ"المستفزة"، وذلك بالإشارة إلى تحركات حفتر.
إدانة دولية
وحاولت الدولة النأي بنفسها من مطاردة الاتهامات بالدخول في بيان لدول خمس ضمن فرنسا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة قال إنها تشعر بقلق بالغ بشأن القتال حول مدينة غريان الليبية وحثت جميع الأطراف على وقف التصعيد على الفور.
وقالت الحكومات الخمس في بيان أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن "في هذه اللحظة الحساسة من مرحلة التحول في ليبيا فإن اتخاذ الوضع العسكري والتهديد بعمل أحادي لن يؤدي إلا إلى المجازفة بجر ليبيا نحو الفوضى... نعتقد بقوة بأنه لا حل عسكريا للصراع في ليبيا".
بدورها أعربت بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا عن "قلقها العميق إزاء التحشيدات العسكرية الجارية في البلاد، والخطاب التصعيدي الذي قد يؤدي بشكل خطير إلى مواجهة لا يمكن السيطرة عليها".
وأعربت روسيا، الخميس، عن أملها بتسوية الأوضاع في ليبيا بالطرق السياسية، دون تطبيق السيناريو العسكري.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، رداً على سؤال حول آفاق حل النزاع في ليبيا عسكرياً: "نأمل في عدم تطبيق هذا السيناريو".
وأضافت زاخاروفا: "ننطلق من ضرورة تسوية الأزمة عبر الطرق السياسية الدبلوماسية، ونبذل جهوداً من أجل ذلك على مدار عدة سنوات".
تهديد مشترك
ولاحظ المحلل الليبي عماد بادي أن تقدم قوات حفتر يمكن "أن يعزز موقعه في المفاوضات في حال انعقد مؤتمر غدامس".
واستدرك بادي في حديث لفرانس برس، بالإشارة إلى "مزيد من التنسيق" بين الفصائل في غرب ليبيا، "والتي تنظر جميعها إلى حفتر كتهديد مشترك". وأضاف "هناك مؤشرات إلى تعبئة مشتركة ضده".
ورأى جلال حرشاوي الباحث في معهد كلينغنديل في لاهاي أن "خطر التدهور يتصاعد جراء المناورات الاستفزازية لجيش حفتر".
وقال "لن تكون السيطرة على طرابلس مهمة سهلة، لكن هذا الامر يبقى احتمالا" بالنسبة إلى حفتر المدعوم من قبل عدة دول إقليمية وفقاً لحرشاوي، في إشارة إلى دولة الإمارات، مصر، والسعودية حيث جرى استقباله من قبل الملك سلمان في نهاية آذار/مارس.