مصادر سودانية .. قيادات سودانية تلبي زيارة سرية للإمارات لترتيب الاوضاع الداخلية

مصادر سودانية .. قيادات سودانية تلبي زيارة سرية للإمارات لترتيب الاوضاع الداخلية

قالت مصادر سودانية، إن قيادات سياسية سودانية، وصلت الخميس، لأبوظبي بدعوة من الأخيرة، وذلك في زيارة سرية ضمن الأجندة الإماراتية، لترتيب الوضع في السودان.

ومن بين الشخصيات السودانية الموجودة في أبوظبي "مريم صادق المهدي"، ابنة "الصادق المهدي"، رئيس وزراء السودان السابق، ونائبته في رئاسة "حزب الأمة"، و"مالك عقار"، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان ـ شمال، ونائبه "ياسر عرمان"، وفقا لـ"القدس العربي".

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أكدت، قبل أيام، أن خمس قوى سودانية معارضة بينها عدد من الحركات المسلحة زارت أبوظبي مؤخرا لإجراء محادثات لإقناعها بالانضمام لحكومة يقودها العسكريون.

وذكرت الصحيفة أن "ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان زار الإمارات مؤخرا للاجتماع بمسؤولين هناك، ونقلت عنه قوله إنهم في الحركة غير راضين عن الدور الأمريكي داعيا واشنطن لعمل المزيد من أجل الانخراط مع "السودانيين الذين قادوا الثورة".

والأربعاء، أكدت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية أن السعودية والإمارات بدأتا تخوضان في الشأن الداخلي السوداني بدعمهما المجلس العسكري الانتقالي بهدف عرقلة الانتقال إلى الحكم المدني.

وأوضحت الصحيفة أن حزمة المساعدات المالية والسلعية الجديدة من الدولتين البالغة ثلاثة مليارات دولار خففت الضغط على الوضع الاقتصادي وعلى المجلس العسكري الانتقالي، لكنها أغضبت السودانيين المعادين لأي دعم أجنبي للحكومة العسكرية المؤقتة.

وأشارت إلى إن المساعدة من الدولتين الخليجيتين مهدت الطريق لمعركة ثانية بين الجيش والشعب، بعد المطالبة الشعبية بالتسليم الفوري لإدارة مدنية.

ونقلت الصحيفة عن سفيرة بريطانيا في الخرطوم "روزاليندا مارسدن" قولها إن أبوظبي والرياض أوضحتا خلال الأيام القليلة الماضية أنهما تدعمان المجلس العسكري الانتقالي.

وأعربت السفيرة عن اعتقادها أن هذا الدعم كان مدفوعا بشكل أساسي بالحاجة إلى ضمان بقاء القوات البرية السودانية بحرب اليمن، الأمر الذي سارع المجلس لضمان تأكيده.

وعلقت بأن جنود السودان أثبتوا أهمية حيوية للهجوم البري السعودي والإماراتي على المسلحين الحوثيين.

واعتبرت الصحيفة أن هناك ثلاث قوى تمنع الانتقال إلى حكم مدني في السودان، وهي السعودية والإمارات ومصر، موضحة أن مصر المجاورة ليست متورطة بحرب اليمن، لكن الرئيس عبدالفتاح السيسي، الضابط السابق بالجيش الذي تولى السلطة في انقلاب مدعوم شعبيا عام 2013- ساهم خلال اليومين الماضيين في محاولة لتمديد موعد نهائي من الاتحاد الأفريقي بتعليق عضوية السودان بالاتحاد من 15 يوما إلى ثلاثة أشهر.

 

من جهتها، أكدت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية وجود ضغط سعودي-مصري-إماراتي لبقاء السلطة بيد العسكر في السودان.

من جانبها، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن المحتجين في السودان وجهوا تحذيرا إلى السعودية والإمارات، بعنوان "لا تتدخلا" مشيرة إلى أن شعارا جديدا ظهر هذا الأسبوع في شعارات المحتجين وهو "لا نريد الدعم من السعودية حتى لو أكلنا الفول والفلافل".

ولم يكن الموقف السعودي والإماراتي واضحا صريحا على مدار يومي 11 و12 أبريل/نيسان، فور الإطاحة بالرئيس السوداني السابق "عمر البشير"، وما تلاه من احتجاجات ضد وزير الدفاع "عوض بن عوف" الذي اضطر لترك رئاسة المجلس العسكري.

لكنه مع الإعلان عن تولي "عبدالفتاح البرهان" رئاسة المجلس العسكري خلفا لـ"عوف"، أعلنت الرياض وأبوظبي دعمهما للأول ومجلسه وخطواته، السبت الماضي (13 أبريل/نيسان)، وذلك في أول موقف منذ الإطاحة بـ"البشير"، إذ وجه العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبدالعزيز" بتقديم حزمة مساعدات إنسانية إلى السودان تشمل أدوية ومشتقات بترولية وقمح، بعد ساعات من أداء "البرهان" اليمين الدستورية.

وفي اليوم ذاته، وجه رئيس الإمارات "خليفة بن زايد"، بالتواصل مع المجلس العسكري الانتقالي؛ لبحث مساعدة الشعب السوداني.

الخطوة الثانية من الدعم، كانت إجراء قادة السعودية والإمارات، الإثنين (15 أبريل/نيسان)، اتصالات هاتفية بـ"البرهان".

وكانت الخطوة الثالثة عندما وصل وفد سعودي وإماراتي رفيع المستوى، إلى الخرطوم، الثلاثاء (16 أبريل/نيسان)، في زيارة استغرقت يومين؛ حيث التقى "البرهان" الأربعاء (17 أبريل/نيسان)، والذي بدوره أشاد بالعلاقات "المتميزة" بين بلاده والدولتين الخليجيتين.

وتلت هذه الخطوات الثلاثة إعلان "البرهان" ومجلسه، فور توليه المنصب، استمرار قوات بلاده في التحالف العربي باليمن الذي تقوده السعودية والإمارات.

الدعم، والرد المتبادل، رفضه المعتصمون أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، عبر ترديد هتافات ورفع شعارات ولافتات ضد السعودية والإمارات، مذكرين بعداء الدولتين لثورات الربيع العربي، إضافة إلى دعمهما السابق اللامحدود لنظام "البشير".

والأحد الماضي، أعلنت الإمارات توقيع عقد مع المصرف المركزي السوداني لإيداع 250 مليون دولار في البنك الحكومي، كجزء من حزمة مساعدات تعهّدت بها أبوظبي والرياض لصالح السودان.

والسودان شريك رئيسي في التحالف العسكري الذي تقوده الرياض وأبوظبي ضدّ الحوثيين في اليمن، ويقاتل آلاف الجنود السودانيين في صفوف قوات هذا التحالف الذي بدأ عملياته في مارس/آذار 2015.

وفي 11 أبريل/نيسان الماضي، عزل الجيش السوداني "عمر البشير" من الرئاسة بعد 3 عقود من حكمه البلاد، على وقع احتجاجات شعبية متواصلة منذ نهاية العام الماضي.

وشكل مجلسا عسكريا لإدارة البلاد لفترة انتقالية مدتها عامين، تولى رئاسته "عبدالفتاح البرهان" فيما شغل منصب نائب الرئيس "محمد حمدان دقلو" المعروف بلقب "حميدتي".

 

الكاتب