حكومة الوفاق الليبية تستعد لشكوى ضد الإمارات في المحاكم الدولية

حكومة الوفاق الليبية تستعد لشكوى ضد الإمارات في المحاكم الدولية

كشفت حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً، عن إعداد فريق خبراء قانوني ملفاً جنائياً؛ تمهيداً لتقديم دعاوى قضائية في المحاكم الدولية ضد دولة الإمارات، بسبب دعمها مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر عسكرياً.

وأكد مصطفى المجعي، المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق التي يرأسها فايز السراج، فيتصريحات له أوردها موقع "الخليج أونلاين"، أن فريق الخبراء القانونيين جمع معلومات وحقائق حول تقديم الإمارات أسلحة مضادة للطيران، لقوات حفتر.

وقال المجعي: "بعد تحرير مدينة غريان التي تعَد غرفة عمليات قوات حفتر، ومكان انطلاق عملياته، والمكان الاستراتيجي لها، عثرنا على أسلحة أمريكية بيعت للإمارات، وذلك يؤكد تورط هذه الدولة في قتال ليبيا".

وأضاف: "قررنا في حكومة الوفاق تصنيف الإمارات كدولة عدو للشعب الليبي، بسبب دعمها لمجرم الحرب حفتر بالسلاح والعتاد، والمستشارين العسكريين".

وبيَّن المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق أن بلاده ستتخذ عدة إجراءات ضد الإمارات (لم يحددها)، وتعيد حساباتها معها، "إذ ستعمل على وقف التبادل التجاري معها".

وعن مدينة غريان التي حرَّرتها قوات الحكومة من عناصر حفتر، بيَّن المجعي أن القوات الحكومية تمكنت من أَسر 150 مسلحاً، وقتل 79 آخرين، وتسليم جثثهم من خلال الهلال الأحمر الليبي إلى ذويهم.

وعن "مجزرة تاجوراء" التي ارتكبتها قوات اللواء حفتر، أمس الثلاثاء (2 يوليو 2019)، وخلفت 60 قتيلاً على الأقل وأكثر من 130 جريحاً، وصف الناطق الرسمي باسم حكومة الوفاق ما حدث بأنه "جريمة بشعة"، مؤكداً أن حكومته طلبت من الأمم المتحدة إجراء تحقيق دولي فيما حدث.

وشنَّت قوات حكومة الوفاق عملية خاطفة، الأربعاء الماضي، تمكنت خلالها من السيطرة على المدينة الجبلية الواقعة على بُعد 100 كيلومتر جنوب غربي العاصمة، والتي تعتبر مركز عمليات مهماً لحفتر وخط إمداد لقواته.

وكان آمر حماية غرفة العمليات الرئيسة التابعة لقوات حفتر في غريان، المقدم علي محمد الشيخي، كشف في أثناء استجواب قوات حكومة الوفاق له بعد وقوعه في قبضتها، أن عدداً من العسكريين الفرنسيين والإماراتيين شاركوا في إدارة العمليات العسكرية على طرابلس من داخل غرفة العمليات بالمدينة.

كذلك، أقر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، بدعم بلاده حفتر، الذي يقود حملة عسكرية ضد حكومة الوفاق المدعومة دولياً في طرابلس، زاعماً أنه "يواجه الإرهاب في ليبيا والجماعات المتطرفة التي تدعمها تركيا"، وفق ما نقله موقع "الجزيرة نت".

 

وتمكنت قوات حفتر من دخول 4 مدن رئيسة تمثل غلاف العاصمة، كما توغلت في الضواحي الجنوبية لطرابلس، لكنها تعرضت لانتكاسات وتراجعت في أكثر من محور.

وتعاني ليبيا، منذ 2011، صراعاً على الشرعية والسُّلطة، يتركز حالياً بين حكومة "الوفاق" وحفتر، الذي يقود الجيش في الشرق.

والثلاثاء، طالب رئيس لجنة العلاقات الخارجية، في الكونغرس الأمريكي روبرت مندينيز، بفتح تحقيق في صفقات السلاح بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الإمارات، وذلك على ضوء تقارير صحفية تحدثت عن إرسال أبو ظبي أسلحة أمريكية إلى ليبيا لصالح حفتر.

وقالت مجلة "ذا هيل" الأمريكية إن السيناتور الديمقراطي وجه رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، حذر فيها من "إمكانية أن تجبر واشنطن على وقف بيع السلاح للإمارات إذا ثبت فعليا إرسالها السلاح الأمريكي لمتمردين في ليبيا".

ومنذ 2014 تشير تقارير الأمم المتحدة أن الإمارات ومصر تسلحان "حفتر" لكن التفاصيل الآن أكثر وضوحاً.

ومنذ أغسطس/آب 2014، تدخلت الإمارات عسكريا معظم الوقت لمحاربة أعداء "حفتر" من الإسلاميين.

الكاتب