أنور قرقاش يعلق على قرار الانسحاب الإماراتي من اليمن

أنور قرقاش يعلق على قرار الانسحاب الإماراتي من اليمن

برر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، انسحاب القوات الإماراتية من اليمن، بعد أيام على تبرير مشابه ساقه الأكاديمي الإماراتي المعروف عبد الخالق عبدالله، بأن الانسحاب يأتي لإفساح المجال للمشروع السياسي.

وفي تغريدات له على "تويتر"، قال قرقاش إن التحالف يستعد للمرحلة المقبلة بأدوات سياسية وعسكرية لتحقيق أهدافه الاستراتيجية، وإن التحالف في اليمن صلب وقوي.

وتابع بأن "الحروب الحديثة" معقدة، ضاربا مثالا بسوريا والعراق وأفغانستان، مؤكدا أن التحالف حقق مجموعة من أهدافه في اليمن وعلى رأسها "صد محاولات تغيير التوازنات الاستراتيجية في المنطقة وعودة الدولة وتحرير الأرض".

في وقت سابق، برر أستاذ العلوم السياسية عبد الخالق عبدالله، اتجاه الإمارات إلى سحب قواتها العسكرية من اليمن، بعد 4 سنوات على المشاركة في التحالف الذي يقاتل الحوثيين لـ"إعادة الشرعية" في مقال له على "سي أن أن".

وقال عبدالله إن القرار الذي لم يعلن عنه رسميا إلى الآن، وتسرب عبر مسؤول كبير للإعلام، من شأنه أن يخلق "أرضية خصبة ومناسبة لإحياء جهود السلام وإنهاء الحرب في اليمن".

وأشار إلى أنه يمكن "لهذا القرار إذا أحسن فهمه في طهران، أن يكون له مفعول ضخم في تخفيف حدة الاحتقان والتوتر الإقليمي الذي بلغ مستويات غير مسبوقة خلال 2019".

وأشار إلى أن "الكرة الآن في ملعب الخصم الحوثي والإيراني، وعليهما الرد على خطوة الإمارات بأحسن منها".

ولفت الأكاديمي الإماراتي إلى أن الحرب في اليمن طالت أكثر مما كان متوقعا، وأن انسحاب الإمارات يأتي متزامنا "مع تصاعد مفاجئ وكبير في مستوى التوتر بين إيران والمجتمع الدولي في منطقة الخليج بدون مشاركة فاعلة وفعالة".

وأكد عبد الخالق أن "قرار الإمارات قرار نهائي واتخذ بعد تفكير عميق وبالتنسيق التام مع قيادة التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن. لكن الانسحاب العسكري لن يكون سريعا بل سينفذ بشكل تدريجي وسيتم على عدة مراحل".

ولفت إلى أن العمليات على الأرض تراجعت بنسبة 80%، وهذا الانخفاض الكبير في المواجهات اليومية في ساحات القتال هو الدافع الأهم لخفض التواجد العسكري الإماراتي في اليمن، بحسب تعبيره.

وأكد أن الإمارات تعتقد أنها أدت واجبها القومي على أكمل وجه، وأكثر من غيرها، و"دفعت ثمن هذه المشاركة باهظا، وحتما أكثر من غيرها، بشريا وماديا ومعنويا وسياسيا".

وختم بأنه "لا أحد يستطيع بعد قرار سحب قواتها من اليمن، أن يضع اللوم على الإمارات بأنها مسؤولة عن إطالة الحرب في اليمن".

 

كان مسؤول إماراتي كبير، كشف لوكالة الصحافة الفرنسية، أن بلاده -العضو الرئيسي بالتحالف الذي تقوده السعودية في حرب اليمن- تقوم بعملية سحب لقواتها من هناك ضمن خطة "إعادة انتشار" لأسباب "استراتيجية وتكتيكية".

ونقلت الوكالة عنه قوله، إن الإمارات تعمل على الانتقال من "استراتيجية عسكرية" إلى خطة تقوم على تحقيق "السلام أولا".

ولاحقا، ذكرت "نيويورك تايمز" أن الإمارات تسحب قواتها من اليمن بوتيرة سريعة بعد تيقنها من أن الحرب الطاحنة التي حولت البلاد إلى كارثة إنسانية لا يمكن كسبها.

الكاتب