تعزيز العلاقات الاستخبارية وتنسيق هجوم عسكري في ليبيا .. أهم محاور زيارة لافروف لأبوظبي
حظيت زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى دولة الإمارات باهتمام كبير من وسائل الإعلام العالمية، وأفردت مجلة "ديفينس نيوز" الأمريكية تقريراً خاصاً سلطت من خلاله الضوء على أهم القضايا التي تم مناقشتها خلال هذه الزيارة، وأبرزها الشأن الليبي وتعزيز العلاقات الأمنية بين الإمارات وروسيا.
وأكد المحلل السياسي تيودور كاراسيك المختص بالشؤون الخليجية، أن التعاون الاستخباري بين البلدين يأتي في نطاق تفاهمات رباعية تشمل كل من مصر والأردن إلى جانب الإمارات وروسيا، معتبراً أن تبادل المعلومات بين جميع الأطراف يعد جزءً مهماً في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
وأشار كاراسيك إلى وجود تحركات باتجاه شن هجوم في ليبيا ضد داعش، في أعقاب فشل تشكيل الحكومة الليبية، مشيراً إلى أن زيارة الجنرال خليفة حفتر إلى مصر تأتي في إطار هذا التحركات.
وذكر كاراسيك أن روسيا والإمارات ربما يرون أن الغرب يمتلك موقفاً غير حاسم بشأن خطط الهجوم منذ سعيه لوضع حكومة الوحدة التي تحظى بتفويض من الأمم المتحدة في طرابلس وهو ما لم يحدث، حيث مازالت تلك الحكومة بتونس، وأضاف أن روسيا والإمارات لا يريدون رؤية "داعش" في ليبيا يتمدد أكثر مما هو عليه الوضع الآن في ظل تمركز مقاتلي التنظيم داخل وحول مدينة سرت.
وأشار المختص بالشؤون الخليجية إلى أن هذه الدول الأربعة منذ ما لا يقل عن عام وهم يركزون بشكل كبير على ليبيا بدرجات متفاوتة، مؤكداً على أن الأسلحة الروسية تذهب إلى "حفتر" الذي يسافر باستمرار إلى دول في الخارج من بينها موسكو، مضيفاً أن الإمارات بجانب حلفاءها في هذا التحالف الصغير يسعون لضرب "داعش".
واختتم كارسيك حديثه بالتأكيد على أن الرباعي المكون من روسيا والإمارات ومصر والأردن، يسعون لوقف توسع "داعش" عبر مجموعة من الضربات الجوية والتحرك البري.
ويأتي هذا التحليل معاكساً لما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية سابقاً، والتي أكدت من خلاله أن أولوية أبوظبي تتمثل في محاربة الإخوان المسلمين أكثر من أي طرف آخر حتى لو كانت داعش، ويدل على ذلك الأحداث الجارية على الساحة السورية والتي يتم فيها استهداف التنظيمات الموالية للإخوان من قبل روسيا، مع تجاهل كبير للمناطق التي تسيطر عليها داعش، وذلك من خلال تنسيق كامل بين رباعي روسيا والإمارات ومصر والأردن.