أنور قرقاش .. خفضنا التواجد العسكري في اليمن تمهيداً لإعادة الانتشار

أنور قرقاش .. خفضنا التواجد العسكري في اليمن تمهيداً لإعادة الانتشار

نفى وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية "أنور قرقاش"، انسحاب بلاده من اليمن، في الوقت الذي أكد عملية إعادة الانتشار التي تنفذها قوات الإمارات.

وكتب الوزير قرقاش في مقال رأي في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية: “فقط لتوضيح الأمر، الإمارات وبقية التحالف لا تغادر اليمن”.

وأكد قرقاش: “سنعمل بشكل مختلف وحضورنا العسكري باق. وبما يتوافق مع القانون الدولي، سنواصل تقديم المشورة ومساعدة القوات اليمنية المحلية”.

وكانت الإمارات أعلنت بداية الشهر الجاري عن خفض في قواتها في مناطق عدة في اليمن ضمن خطة “إعادة انتشار” لأسباب “استراتيجية وتكتيكية”.

والإمارات عضو رئيسي في التحالف العسكري الذي تقوده المملكة السعودية في اليمن منذ آذار/مارس 2015، دعما لقوات الحكومة في مواجهة المتمردين الحوثيين المقرّبين من إيران.

وأكد قرقاش أنه يتوجب على المتمردين الحوثيين أن ينظروا إلى الخطوة الإماراتية على أنها “إجراء لبناء الثقة من أجل خلق زخم جديد لإنهاء الصراع”.

وقال قرقاش في المقال: “بينما تقوم الإمارات العربية المتحدة بتخفيض وإعادة نشر قواتها في اليمن، فإننا نقوم بذلك بنفس الطريقة التي بدأنا بها، بأعين مفتوحة”.

وتابع: “لم يكن هناك نصر سهل ولن يكون هناك سلام سهل”، ولكنه أكد “الوقت الآن هو لمضاعفة التركيز على العملية السياسية”.

ودعا المجتمع الدولي انتهاز الفرصة وعليه ردع أي طرف عن استغلال أو تقويض الفرصة، منع الحوثيين من عرقلة المساعدات الإنسانية والتسريع على تنازلات من كل الأطراف ودعم الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة للوساطة.

وقال قرقاش إن خروج الإمارات لن يؤدي إلى فراغ أمني، مشرا إلى أن جيش الحكومة اليمنية قام بتحمل العبء الأكبر في استعادة مناطق واسعة من البلاد. وستظل الوحدات المحلية تحت قيادة يمنية وبدعم من التحالف.

وقال إن هذه الوحدات هي التي كسرت سيطرة الحوثيين على اليمن وقاتلت لاستعادة عدن إلى جانب معظم الساحل على بحر العرب والبحر الأحمر. ويقول إن الحملة على ميناء الحديدة هي التي أقنعت الحوثيين على الدخول في مفاوضات برعاية الأمم المتحدة في استوكهولم التي أدت إلى اتفاق خفف من التصعيد كما يقول.

 

ويقول إن تدخل التحالف في اليمن أنجز عددا من الأهداف منها منع إيران من السيطرة على معبر مهم للملاحة. وتم تأمين الملاحة البحرية بين آسيا وأوروبا عبر باب المندب إلى قناة السويس. وقال إن العالم لا يريد تكرارا لما يجري في مضيق هرمز من تهديد للملاحة البحرية.

 

ويقول قرقاش أن التدخل السعودي- الإماراتي منع إيران من تكرار نموذجها المزعزع للإستقرار الذي شكلته في لبنان وهو حزب الله. ولكن الحوثيين الذين دربتهم إيران حصلوا من خلالها على الأسلحة المتقدمة مثل الطائرات المسيرة المحملة بالصواريخ والقنابل والصواريخ الباليستية. وكانت إيران تريد الإستفادة من سيطرة الحوثيين على اليمن.

 

وذكر قرقاش أن تدخل بلاده أسهم في تصفية خطر القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية وأخرجوا الجماعات المتشددة من ميناء المكلا. وأكد أن بلاده لم تغادر اليمن بل ستواصل دعم وتقديم التدريب لقوات الحكومة اليمنية. وسترد على أي هجمات ضد دول الجوار وحماية الممرات المائية. وقال إن بلاده دعمت اليمن بـ 5.5 مليار دولار منذ عام 2015.

 

ويشهد اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، نزاعا داميا منذ تموز/يوليو 2014 بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين الذي يسيطرون منذ نحو أربع سنوات على العاصمة صنعاء ومناطق اخرى.

 

وتسبّب هذا النزاع بمقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم عدد كبير من المدنيين، بحسب منظمات إنسانية مختلفة.

 

 

 

الكاتب