حق المواطنين في "قيادة الدولة"
المحرر السياسي - إيماسك
نشر الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة على صفحته في "تويتر" دعوته إلى أن يكون وزير في الحكومة الاتحادية من الشباب خلال عامين من تخرجه من الجامعة او تبقى له عامين وما يزال في دراسته.
يحسب للشيخ بن راشد أنه أولى الشباب اهتماماً بإنشاء مراكز إعداد القيادة وتنمية المواهب، وذلك يَصب في توفير متطلبات قيادية شابة في وقت تواجه فيه الدولة تحديات جمّه في مستقبل القيادات من المواطنين، حيث يبلغ نسبة الأجانب فيه 87% فالأخطار مُحدقة بمستقبل الدولة وقيادتها في ظل استمرار تقليد غير المواطنين المراكز القيادية في الدولة والحكومة، فيما سيطر الفارون من سقوط أنظمة الاستبداد العربي على جوار الحكام كمستشارين أو أخذوا المناصب الرفيعة في القضاء والأجهزة الأمنية والإعلام. في وقت تصل نسبة البطالة لدى الإماراتيين إلى 14% وزيادة نسبة المقترضين من البنوك إلى ما يقارب 66%.
بلاشك أن دعوة الشيخ محمد بن راشد تعتبر حافز لدى للشباب من أجل المثابرة في تنمية مهاراتهم القيادية، فمواقع العمل والقيادة الاستراتيجية في الدولة تحتاج إلى أن يملأها المواطنون، وتحتاج الدولة 64في المائة من الإماراتيين ليكونوا قادة، وفقاً لبحث أجرته "أكسفورد للاستشارات الاستراتيجية" ونشرت شهر يناير الفائت، فالغالبية العظمى من الإماراتيين بحاجة لأن يكونوا قادة، فيما تبلغ الحاجة للمواطنين القياديين في بقية دول العالم 8 في المائة فقط، ومقارنة بالإمارات فيبدو أن تحدي المسقبل ليس سهلا.
يقول الخبراء والمختصون ان القيادة تبرز من الصغر من الأنشطة الطلابية في المراحل الدراسية وفي الجامعات، من تلك الأماكن ينشئ القادة في البلاد، وتظهر ملامح المستقبل، لكن في المقابل نجد الاستبداد الأمني الذي يقتل هذه المهارات من الصغر، فيحظر فعاليات المدارس الا بموافقة أمنية ويجند طلاب المدارس كمخبرين عن الطلاب الفاعلين ومن يتفاعل معهم من المعلمين، ويتم التركيز فقط على التربية الأمنية التي تقتل الحس القيادي وتدمر الثقة بالنفس، واذا أراد الشاب ان يتفاعل مع اي جمعية نفع عام (منظمات المجتمع المدني) يتعرض للاستدعاء للتحقيق والتهديد، بالإضافة إلى حملات التخويف التي تقوم بها مراكز الدراسات التابعة لجهاز الأمن فلا يتوقع أن تظهر قيادات مجتمعية ذات قيمة للمجتمع إذا لم تبدأ ممارستهم من الحاضنات التعليمية والتربوية في البلاد.
علاوة على ذلك تبدو تجربة القادة الشباب في الدولة، مخيفة، لبقية الشباب المواطنين الذين تتملكهم روح "القيادة"، فكثير من هؤلاء الشباب هم الآن في السجون السياسية يتعرضون للتعذيب والإخفاء القسري والأحكام السياسية، فتجربة القيادة للمجتمع تظهر منفصلة عن كل ما تحاول الحكومة ترويجه من رغبة في تخطي عقبة المخاوف بانعدام جيل إماراتي قيادي.
ما نريد قوله إن دعوة الشيخ محمد بن راشد خطوة مهمة، لفتح ملف أكبر بكثير من الدعوة ذاتها، وهي "القيادة للإماراتيين"، فلابد من إيجاد رؤية واضحة تقوم على أساس تنمية المهارات القيادية من الصغر الى جانب توفير بيئة مشجعة للقيادة من مجتمع مدني حر وحماية حقوق التعبير وحرية التجمع وإعادة الثقة في نفوس الشباب، وتمكين الشباب تمكين حقيقي في مختلف المراحل وإصلاح ما يمكن إصلاحه لمستقبل الدولة ولهؤلاء القيادات الجديدة.