في الإمارات .. تواصل بنيان الحجر و الهدم والانتهاك لحقوق البشر
من الواضح أن حكّام الإمارات عازمين على مواصلة تقديم صورة حضارية خادعة أمام العالم، من خلال تشييد المزيد من المباني الشاهقة الفارهة، في الوقت الذي يمارسون فيه كل أنواع الانتهاكات الحقوقية في حق المواطنين وأصحاب الفكر في الخفاء.
ففي الوقت الذي تتواصل فيه التقارير الدولية حول استمرار تراجع الإمارات في مجالات الشفافية والعدالة وحقوق الإنسان وحرية التعبير وغيرها، تخرج حكومة دبي لتعلن البدء بتشييد برج "التحفة"، والذي يراد له أن يضاهي برج خليفة الذي يعتبر أعلى ناطحة سحاب في العالم، وبرج إيفل أبرز معالم العاصمة الفرنسية باريس.
محمد بن راشد حاكم إمارة دبي ونائب رئيس الدولة اختار تصميماً قدمه مصمم إسباني معروف يدعى كالاترافا من بين ست تصاميم قدمتها شركات عالمية، وستتولى شركة "إعمار" الإماراتية تنفيذ البرج في منطقة خور دبي السياحية.
بن راشد قال: "البرج سيكون تحفة معمارية فريدة تضاهي برج خليفة في عظمته وشموخه، وبرج إيفل في باريس في شهرته العالمية وجاذبيته للسياح من أنحاء العالم".
أما محمد العبار رئيس شركة إعمار فقد أكد أن البرج الجديد سيحمل اسم "التحفة"، وتم التخطيط لبنائه في منطقة خور دبي كي يكون صرحاً ومعلماً ثقافياً وسياحياً تتمازج فيه فنون العمارة الإسلامية وفن التصميم الحديث بحيث يكون متفرداً في تصميمه وهندسته، مشيراً إلى أن العمل في بناء وتنفيذ البرج سينطلق في غضون أشهر وسيعلن عن ارتفاع البرج بعد إنجاز المشروع وافتتاحه رسمياً.
يأتي هذا الإعلان لإمارة دبي ليطرح العديد من التساؤلات وعلامات التعجب، فكما هو واضح من التصريحات بأن الهدف من إنشاء "التحفة" هو رسم صورة التطور والتحضر أمام أعين العالم الخارجي، إلا أن ذلك يأتي في الوقت الذي تشير فيه كل الدلائل إلى دخول الإمارات في فترة اقتصادية صعبة، بالهبوط المستمر لأسعار النفط، والتوجه إلى فرض ضرائب مختلفة لأول مرة على المواطنين، إلى جانب الأمر الأكثر أهمية المتمثل في اهتمام الحكومة الإماراتية ببناء الحجر ومواصلتها هدم البشر من خلال ممارساتها الأمنية التعسفية، وانتهاكاتها المستمرة بحق أبناء الإمارات.