قتلى وجرحى في اشتباكات عدن بين القوات المدعومة اماراتياً وقوات الحماية الرئاسية

قتلى وجرحى في اشتباكات عدن بين القوات المدعومة اماراتياً وقوات الحماية الرئاسية

ارتفع عدد قتلى وجرحى الاشتباكات المتواصلة في العاصمة اليمنية المؤقتة "عدن"؛ بين قوات الحماية الرئاسية التابعة للحكومة، ومليشيات الحزام الأمني المدعومة إماراتياً، إلى 13 شخصاً، بينهم 5 من عائلة واحدة، و75 إصابة.

وتداول نشطاء يمنيون مقاطع فيديو عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، تظهر حجم الاشتباكات العنيفة، وأصوات إطلاق النار، وانتشاراً كثيفاً للمسلحين في شوارع المدينة.

وفي أول يوم للاشتباكات قُتل 5 مسلحين، قبل أن تتصاعد حدة الاشتباكات أمس، وتتسع رقعتها اليوم الجمعة.

وذكرت وسائل إعلام أن القوات الحكومية سيطرت على مديرية كريتر بعد مواجهات مع قوات المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات.

وقال شهود عيان إنّ الاشتباكات المسلحة امتدت في عدن إلى حي ريمي بمديرية المنصورة، قرب منزل وزير الداخلية أحمد الميسري، وفق وكالة "الأناضول".

وأفاد مصدر حكومي بـ"إغلاق مطار عدن إثر وصول المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية ومجاميع مسلحة تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي إلى محيطه". 

وبيّن أن رقعة المواجهات بين الجانبين توسعت إلى منطقة العريش، في المدخل الشرقي لمدينة عدن، حيث يقع المطار

وتحدثت مصادر محلية عن أن "رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن، عيدروس الزبيدي، وصل إلى عدن أمس الخميس، قادماً من العاصمة الإماراتية أبوظبي".

وأردفت المصادر أن "الزبيدي عاد من الإمارات التي كان يتواجد فيها منذ أكثر من أسبوعين، تزامناً مع اندلاع المعارك وتوتر الأوضاع الأمنية في عدن".

ولفتت إلى أن الزبيدي التقى في أبوظبي، الثلاثاء الماضي، بالمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، ونائبه مُعين شريم، وناقش معهما التطورات في عدن.

بدورها، دعت الداخلية اليمنية المدنيين إلى التزام منازلهم والابتعاد عن مواقع المواجهات الدائرة في عدن.

من جهته أجرى وزير الدفاع اليمني، الفريق الركن محمد المقدشي، الخميس، اتصالات هاتفية مع قادة المناطق العسكرية الأولى والثانية في حضرموت، والرابعة في عدن، وقائدي محور عتق في شبوة وتعز، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ".

وحث الوزير على أهمية التزام الوحدات العسكرية في مختلف المناطق والمحاور بالمحافظات المحررة بـ"الاستعداد لتنفيذ المهام الموكلة، والحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة".

الحكومة اليمنية حمّلت، في بيان لها الخميس، المجلس الانتقالي الجنوبي مسؤولية التصعيد المسلح بعدن، مؤكدة "رفضها للتصرفات اللا مسؤولة من جانب المجلس الانتقالي"، والتي قالت إنها "وصلت إلى حد استخدام السلاح الثقيل ومحاولة اقتحام مؤسسات الدولة ومعسكرات الجيش". 

وأكّد "أنها والجيش والأمن -وانطلاقاً من مسؤولياتهم الوطنية- ملتزمون بالحفاظ على مؤسسات الدولة وسلامة المواطنين". 

وطالبت الحكومة مجدداً "قيادة التحالف ممثلة في السعودية والإمارات بممارسة ضغوطات عاجلة وقوية على المجلس الانتقالي تمنع أي تحركات عسكرية في المدينة". 

ويأتي التصعيد مع تحذيرات أطلقها هاني بن بريك، رجل الإمارات في اليمن، من بقاء الحكومة الشرعية في عدن؛ باعتباره "خطراً لن يقبل به الجنوبيون"، ودعا إلى الزحف نحو القصر الرئاسي.

ويشهد اليمن نزاعاً دامياً، منذ يوليو 2014، وزادت حدته عقب تدخل التحالف السعودي الإماراتي، في مارس 2015، لدعم القوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً، ضد مليشيا الحوثي التي تسيطر على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى.

الجدير ذكره أنّ شمال اليمن اندمج مع جنوبه في دولة الوحدة عام 1990، غير أن خلافات بين قيادات الائتلاف الحاكم وشكاوى قوى جنوبية من "التهميش" و"الإقصاء" أدت إلى إعلان الحرب الأهلية، التي استمرت قرابة شهرين في 1994، وعلى وقعها ما تزال قوى جنوبية تطالب بالانفصال مجدداً وتطلق على نفسها "الحراك الجنوبي"، وهي مدعومة بشكل كبير من قبل أبوظبي.

الكاتب