اليوسف يحذر من فخ غربي ويؤكد أن أحوال الخليج من سيء لأسوء

اليوسف يحذر من فخ غربي ويؤكد أن أحوال الخليج من سيء لأسوء

وصف المفكر الإماراتي وأستاذ الاقتصاد بجامعة الإمارات يوسف اليوسف واقع الخليج العربي بأنه بات أسوء مما كان عليه في بدايات الربيع العربي، وأن الأخطار المحيطة باتت أكبر، حيث يسعى الغرب لتوريط الخليج في المستنقع السوري.

اليوسف نشر سلسلة من التغريدات عبر حسابه الرسمي على تويتر قال فيها: "واهم الذي يعتقد ان الغرب يريد من الخليجيين التدخل لأنقاذ الثورة السورية وهم لم يستطيعوا بعد ان يؤمنوا خاصرتهم في اليمن .. انه يمهد لأجهاضها".
وأضاف: "ان هذ التدخل يقصد به انشاء جبهة سنية واسعة تحارب داعش وفي الوقت نفسه ستتكون كيانات صغيرة احدها للأسد والثاني للأكراد وثالث للعرب السنة، هذا يعني مزيد من التفتيت لمنطقة الهلال الخصيب ويعني غياب كيانات قوية رادعة لأيران إضافة الى ان اليمن ستكون بؤرة استنزاف من غير حسم".
وأكمل اليوسف: "اذا اردتم فهم إصرار الغرب على تحجيم داعش تذكروا ان هناك تقارير تشير بان مخزون النفط العراقي قد يكون أكبر من المخزون السعودي، هذا يعني اذا صحت هذه التقديرات ان توسع داعش لتغطي كل من العراق وسوريا يمثل خطرا أكبر من خطر سيطرة صدام على الكويت وايران سينكمش دورها كذلك، ومن المؤسف حقا ان حسابات حكوماتنا الخليجية لازالت حسابات قديمة تحكمها مصالح ضيقة وتغيب عنها الرؤية الاستراتيجية التي تحفظ المنطقة العربية، فما لم نستطع الحفاظ على المنطقة ونسعى لتحقيق تكاملها وتصالح شعوبها فاننا حقيقة سنظل ساحة حرب ونهب وقتل للدول الأقليمة والعاليمة كما هوحاصل".
ووجه اليوسف رسالة إلى العرب أجمع قائلاً: "على أبناء المحيط العربي بكل اطيافهم أن يدركوا بان الفساد والتخلف والفقر والأستبداد هي أمراض ولكن علاجها لايمكن ان يكون في مزيد من التجزئة، التخبط الذي نعيشه اليوم يكمن في ان الحكومات لاتستمد ارادتها من شعوبها وبالتالي فهي تفتعل كل الأزمات لتبعد الأنظارعن هذه الأشكالية بدل علاجها".
وفي استكمال لحديثته في ذات السياق، أشار اليوسف إلى مقال كتبه في بدايات الربيع العربي قائلاً: "في بداية الربيع العربي كتبت مقالة بعنوان " الحكومات الخليجية بين الأصلاح والرحيل " واليوم يبدو انها لازالت بعيدة عن الأصلاح واقرب الى الرحيل، فالورقة اتصفت بالقوة وحماس اللحظة ولكنني لو كتبتها اليوم لما كتبتها بصورة مختلفة لأن الواقع اليوم هو أسوأ بكثير مما كان عليه والأخطار أكبر".

نص المقال الذي نشره اليوسف في إبريل 2011:

 

الحكومات الخليجية بين الأصلاح والرحيل ...

                  حتى ولو بعد حين !

المشاهد ان الحكومات الخليجية تعاني من حالة انكار لما يدور في العالم العربي وان كانت حالة الأنكارهذه تختلف من دولة الى اخرى ، فهي اقل في الكويت وعمان والبحرين منها في الأمارات والسعودية ، ولذلك فقد رأينا ان نتوقف هذا الشهر عند الخيارات التي امام هذه الحكومات عسى أن يكون في حديثنا تنبيه لغافل أو توعية لجاهل او تشجيع لعاقل ، أو تضامنا مع مظلوم . فليس لدنيا شك بأن التاريخ سيسجل عام 2011 بعام ثورات العرب الحقيقية التي صنعتها ارادة الشعوب ولم تفبركها القوى الأجنبية لأنتقال السلطة منها الى ايدي وكلاء محليين تنوعت مسمياتهم ، مع عدم تجاهلنا للمخاطر الكثيرة التي لازالت تعترض طريق هذه الثورات ، لذلك فاننا نقترح ان يعتبر عام 2011 عام الأستقلال الفعلي للعرب واملنا هو ان تحدث التحولات المنشودة في كل الدول العربية باقل كلفة ممكنة . ان ما حدث في تونس الشابي وأرض الكنانة وما يحدث ساعة كتابة هذه السطور في أرض عمر المختار وفي اليمن السعيد وفي ارض الشام ، لهي أحداث تؤكد بأن شعوب المنطقة تريد الحرية ومن خلالها تتطلع الى أن تصنع تاريخها وان تكون جزء من الركب البشري الذي حرمت من السير معه بسبب الأستبداد وما افرزه من أمراض كادت أن تودي بهذه الأمة وتجعلها بؤرة للعنف والفساد والفقر والهجرة وغيرها من الأمراض ، وهي صورة متناقضة مع رسالة الخيرية التي كلف الله بها هذه الأمة ، كما انها لاتنسجم مع ماضيها المشرق عندما كانت قريبة من اصول دينها وتعاليمه الحنيفه . وقد أكدت لنا احداث تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين وعمان ، ان ما يمكن تمسيته بالسونامي السياسي العربي لن يبقي ولن يذر ، ولن يتوقف حتى يصل مداه ، حتى وان اعترضت طريقه بعض المعوقات التي قد يفتعلها بعض قصيري النظر كبن علي وحسني والعقيد الليبي والرئيس اليمني والرئيس السوري الذين اكدوا لنا ان جميعا حقيقة لاغبار عليها ، وهي أن راس الداء الذي تعاني منه هذه الأمة هي انها تحكم من قبل عصابات مجرمة ودموية وسرطانية لاهم لها الا كراسيها ولاعلاج لأغلبها كما يبدو الا بالأستئصال كما تستأصل الخلايا السرطانية الخبيثة من الجسم .

ذلك بما كسبت أيدكم

لذلك فاننا نقول للحكومات الخليجية اذا كان لازال فيها رجال فيهم شيء من الرشد وبعد النظر ، أن هذا التيار الجارف الذي يجتاح المنطقة هو حصاد ما فعلتموه انتم وبقية الحكام العرب ، حيث انكم تماديتم في التسلط والأستبداد ، وعبثتم بثروات هذه الشعوب في شتى وجوه الأسراف التي نفضل أن لانفصل فيها وأنتم أدرى بها منا ، وتحالفتم مع الأعداء اعتقادا منكم انهم سيمثلون وقاية لكم من مطالب شعوبكم الشرعية ، وفرطتم في قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية ، حتى أن بعضكم اصبح يتباهى بالقبلات مع قادة اسرائيل ، وبعضكم استقبلهم في بلدانه واقام معهم المشروعات الأقتصادية ، وبعضكم الآخر كان يزورهم في أرض عربية مغتصبه ليستقوي بهم ويجعلهم جسورا يعبر عليها الى أمريكا ، بينما اهلنا في فلسطين يعيشون في سجن وقتل وتشريد وتدمير وتعدي على الأعراض والممتلكات ، واطفالهم يبكون من آلام الجوع والمرض . لقد اعتقدتم بسذاجتكم واستقوائكم بالأجنبي أنكم وحلفاؤكم قد احكمتم قبضتكم على مقدرات هذه الشعوب ، وانكم قد زرعتم اعوانكم واتباعكم على الظلم في كل مكان ، معتقدين انكم لن يعارضكم احد بعد اليوم ، ولكن قدرة الله كانت فوق مخططتاكم ، وهاانتم ترون شباب عزلا يتلقون الرصاص بصدروهم العارية ، ويسقطون الطغاة المرضى الواحد بعد الآخر ، وفي هذه المشاهد عبرة لمن له ذرة من بصر وبصيرة . اما اذا كنتم ، كما يثبت سجلكم السياسي السابق ، تراهنون على أن ابناء الخليج هم شعوب لاتتوق الى الحرية ، وانما هم مجاميع من البشر تريد ان تاكل وتنام ويكفيها أن تضرب لها خيام العطايا والمكارم ، بينما تستمرون أنتم في احتكار قراراتها وثرواتها وبقية مقدراتها وتمارسون عليها وصاية لاحق لكم فيها ، وتعتقلون هذا ، وترهبون هذا ، وتوقفون آخر عن العمل ، فاننا نقول لكم انكم واهنون وبعيدون عن هذه الشعوب ، وستفاجاون بما ليس في حسبانكم حتى ولو بعد فترة من الزمن ، وأملنا أن لاتدفعوا بشعوب المنطقة الى الحافة فقد رأيتم في البحرين وعمان عينة مما يمكن أن يحدث والكيس من اعتبر بغيره . لذلك فاننا نعتقد ان امامكم خيارين لاثالث لهما .

المماطلة ثم الرحيل

أولهما المبادرة بالأصلاح وسنعود لهذا الخيار لاحقا ، والثاني المماطلة كما تفعلون حاليا وهي التي ستكون قاصمة لظهوركم لأن هذه المماطلة والألتفاف على حقوق هذه الشعوب ستزيد هذه الشعوب اصرارعلى هذه الحقوق وستزيد نقتمتها عليكم للتأخر في الأقرار بها ، وستتراجع ثقتها فيكم ولن يبقى معكم الا المرتزقة ، والجهلة ، والجبناء ، وعندئذ سيرتفع سقف مطالبها ، وبعد ذلك ستأخذكم العزة بالأثم كما فعل غيركم وستصعدون بدوركم ، وعندئذ ستدخل هذه المنطقة في صراعات محلية بأبعاد خليجية وعالمية ، وستلعنكم الأجيال الحالية والقادمة على كل قطرة دم تسيل في هذه المنطقة بعد ذلك . ونؤكد لكم ومن قراءة بسيطة للتاريخ ، أن هذه الصراعات التي ستتحملون مسؤولية اطلاق شرارتها الأولى ، ستكونون كذلك أول ضحايها ، كما سيكون حال القذافي في الأشهر القادمة ، لأنه تجاهل النواميس الكونية ، وتأله على شعبه وتعاون مع اعداء الأمة ، وسيهوي بمشيئة الله ، ونسال الله أن لايأتي الشهر القادم الا وهو قد سقط وبدا الشعب الليبي في مسيرة البناء ، ونحن على يقين من سقوطه مهما تشبث بحبل من اسرئيل ، وحبل من ابليس ، وحبل من مرتزقته وجهلته ، او ما يعرفون بكتائب القذافي ، وحبل من بعض العصابات الأخرى التي تحكم الشعوب العربية كالنظامين السوري والجزائري ، فقد اثبت هذا الأرعن انه كذاب أشر لامنافس له في هذه الصفة الا ناتيناهو ، رئيس وزراء اسرائيل ، فاين هذا الأرعن من عمر المختار ، ذلك الرجل العفيف والشجاع ، الذي يفتخر بصدقة وشجاعته القاصي والداني ، ويشهد له بالمروءة حتى الأعداء الذين حاربوه ، كما وان هذا العقيد القاتل قد اثبت انه اكثر اجراما من هتلر حيث انه دفع بشباب في العشرينات وهم في ريعان شبابهم ، ليقتلوا اخوانهم واهليهم ، ذلك لأنهم قد غسلت ادمغتهم وشحنوا بحب الطاغية فقتلوا كالوحوش الكاسرة وخربوا بيوتهم بايديهم ، ولم تسلم من هذا الدمار مساجد يذكر فيها اسم الله ، ذلك لأنهم جعلوا طاعة الطاغية فوق طاعة الله ورسوله ، وفوق الولاء لغالبية أبناء المجتمع ، وهذا لعمري هو أسوأ ما تتصف به الكليات العسكرية والأمنية للدول العربية التي تجعل الحاكم الذي قد يكون ظالما وفاسدا صنوان للوطن ، فيضيع بذلك ولاء هذا الشباب ويتحولون الى ثلة من القتلة أو الكلاب المسعورة فيخلطون بين الوطن وبين هذا الحاكم المستبد والمتشبث بالكرسي ، واذا انفصل الأثنان يقدمون الحاكم على الوطن ، كما رأينا في سلوكيات كتائب القذافي المغرر بهم ، لابارك الله في من غسل ادمغتهم وضيع شبابهم ، ولا بارك الله في كليات عسكرية تقدم الولاء للطغاة على الولاء لله ورسوله وابناء المجتمع ، وهذا هو وللأسف حال الكليات العسكرية في أرض الجزيرة اليوم ، التي تدربت على أيدي أنظمة مبارك وبن علي وامثالهم ، لذلك فاننا نناشد كل غيور وصاحب مروءة في هذه الأمة ان يرفع صوته عاليا من اجل ان يكون شعار هذه الأمة هو الولاء لله ورسوله أولا ، ثم يأتي تباعا لذلك الوطن ، اما الحاكم فطاعة الشعب وطاعة الجنود له فينبقي أن تكون مربوطة بطاعته لله ولرسوله ، فاذا كان هذا الحاكم مطيعا لله ولرسوله وحافظا لأمانته ، ومعبرا عن ارادة شعبه فكان به ، أما اذا كان متسلطا وناهبا لثروات مجتمعة وعميلا للأجنبي فلا طاعة له ، بل ان طاعته تكون جريمة . وفي هذا السياق نرجو من الحكومات الخليجية ان لاتسمعنا الأسطوانة القديمة الممجوجة عن خصوصيات منطقتنا واختلافها عن غيرها من المناطق ، وأنها حكومات تحافظ على الأمن ، وأنها تحقق الأنجازات وراء الأنجازات ، وان المعارضين لها ما هم الا ارهابيين يريدون خراب البلاد والعباد ، واحداث الأنقلابات ، وغيرها من الهلوسات والأكاذيب التي كان آخرها تلك المسرحيات الهزلية التي اخرجها النظام السوري والتي ظهر فيها اشخاص ملثمين يطلقون الرصاص من سيارات فارهة ، و آخرين يطلقون الرصاص من وراء الأشجار ، وكأن هذا النظام وازلامه لايزالون يعيشون في عصر ستالين ولينين ، علما أن هذا النظام السوري الذي يرأسه الآن شخص قام والده في الثمانينيات بقتل أكثر من 25 ألف في مدينة حماه وحدها ودمر المساجد وانتهك الأعراض وامتلأت سجونه من أخيار المجتمع السوري ، انه نظام يدعي الثورية ويغير دستور البلاد في يوم واحد ليمهد ليتورث بشار الحكم من أبيه ولم نسمع حتى الآن من يدافع عن هذا النظام علنا على الأقل الأ نظام طهران لأنهما نظامين من نفس الطينة الخبيثة . اننا نحذركم من الولوج في نفق هذه الأكاذيب وامثالها لأنها ستجعل الناس تسخر منكم كما سخرت من القذافي الذي توعد أن ينكل بشعبه " زنجة ..زنجة " " ، ونحن بدورنا نسأل الله أن يخرج روحه من جسده " زنجة .. زنجة " ، كما يحصل حاليا للمجرم شارون ، الذي ظل سنوات بين الحياة والموت ، ولانستبعد ان تكون هذه استجابة لدعوات اخواننا الفلسطينيين الذين اذاقهم هذا المجرم الويلات . وهكذا اذا لم تعتبروا من غيركم فسيقل احترام هذه الشعوب لكم حتى تصبحون في نظرها شلة من ألأنانيين والظلمة كالقذافي ، خاصة وان ثورات الشباب العربي ، اثبتت أن ابناء المجتمع أكثر حرصا على وحفظا لأمن وممتلكات المجتمع من حكوماتهم البائسة التي امتهنت الظلم والنهب والكذب والأستخفاف بحرمات هذه الشعوب ، وقد راينا أمثلة على ما نقول من انظمة بن علي ومبارك والقذافي والأسد وصالح وبلطجيتهم ، كما يقول اهلنا في أرض الكنانة ، ويبدو أن اجهزتكم الأمنية لم تعتبر مما حصل لزبانية مبارك وبن علي الذين تعلموا منهم خسائس المهنة التي تتمثل في ترويع وارهاب الأبرياء ، بينما كل شرائع السماء والأرض تؤكد على عدم شرعية ترويع الأنسان أو انتهاك حقوقه الا من خلال اجراءات قانونية تطبق على الجميع ، لذلك نذكركم ونذكر اجهزتكم الأمنية بان الظلم ظلمات وانكم واجهزتكم لن تعجزوا الله ، وان لاتنخدعوا بأمهال الله لكم على ظلمكم ، لأن ذلك قد يكون استدراجا لكم يتبعه اخذ الله لكم اخذ عزيز مقتدر مصداقا لقوله تعالى : " ولاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظلمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه ألأبصار" (ابراهيم : 42) ، وتذكروا أنه اذا دارت عليكم الدوائر كما تدور الآن على مبارك وعصابته فسيتم تفتيش بيوتكم والتحفظ على كمبيوتراتكم ، بالضبط كما تفعل أجهزة أمنكم هذه الأيام مع أبناء جلدتكم في الأمارات والسعودية خاصة ، وهذا ما حصل لأخوين من الأمارات في الشهر الماضي وهما الدكتور ناصر بن غيث والأستاذ أحمد منصور، وستكشف ارصدتكم في الداخل والخارج من نفس القوى التي تعتمدون عليها الآن ، وستجدون أنفسكم في اقفاص الأتهام ، ووراء قضبان المحاكم ، أو في غياهب السجون كما يحصل اليوم لكثير من اصدقائكم الذين كنتم تفرحون وتمرحون معهم في أرقى فنادق العالم وتنفقون عليهم وعلى امثالهم ثروات شعوبكم ، ونعني بذلك بن علي وحسني مبارك ومن سيتبعهم الى مزبلة التاريخ ، هؤلاء الذين لم يحلم أحد منكم يوما ان نظمهم الفاسدة والتسلطية ستزول في ومضة عين ، واذا بهم يسقطون في اسابيع بأرادة عزيز مقتدر، ويجرجرون الى نفس السجون التي كانوا يلقون فيها بألأبرياء ، فهل من معتبر ؟ اننا يا اخواننا لانصف لكم ولأجهزتكم ألأمنية كابوسا نتمناه لكم لاقدر الله ، ولا نحن بصدد تهديدكم فليس هذا هو ما علمنا اياه قائدنا وقدوتنا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام ، وليس ذلك خوفا منكم أو من أجهزتكم لأننا منذ أن عرفنا الخوف من الله لم نعد نخاف غيره ، وقد عشقت أوراحنا الحرية التي وهبنا الله اياها ولن نفرط فيها قيد أنملة ، فانتم واجهزتكم الأمنية التي بدات تطلق شرارة الفتنة بتصرفات هوجاء تتضارب مع شرائع السماء والأرض ، وتخل باعراف هذه المجتمعات ، سواء أدركت أم لم تدرك ذلك ، لاتستطيعون أن تؤذوا بعوضة الا بأذن الله ، وسيخرج هؤلا الأخوة الذين اعتقلوا بصورة تعسفية ومن غير حق وهم اعظم مكانة عند الله وعند عباده ان شاء الله ، اما انتم وانظمتكم فسيكون هذا السلوك نكتة سوداء تضيفونها الى سجلكم لدى هذه الشعوب ، كما وان هذه الممارسات لن توقف قافلة المطالبين بألأصلاحات كما تتوهمون بل أنها ستزيدهم اصرار وثباتا مصداقا لقوله تعالى : "الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل.فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم "(آل عمران: 173-174) . نعم نحن اذن لانهدد ولا نتوعد ، ولكننا نذكركم حرصا على مجتمعاتنا ، بما فيها أنتم حتى لو كنتم لاتصدقون ذلك ، نذكركم بعبر التاريخ التي طالما نسيها المستبدون أمثالكم وهم منغمسون في ترف السلطة ، محاطين بالمنتفعين وانصاف المتعلمين ، مغترين بكثرة الأسلحة والذخائر والأتباع المنافقين ، وغافلين عن سنن الله الكونية ، ومتجاهلين أن الله اذا أراد شيئا قال له كن فيكون ، كما واننا نؤكد لكم اننا نقف مع كل ابناء المنطقة كناصر بن غيث وأحمد منصور وغيرهم من الذين تعرضوا ويتعرضون للأذى لا لجرم الا لأنهم أرادوا قول الحق في زمن كثر فيه اتباع الهوى وألأنتصار للنفس وقل الناصح الأمين . ونحن لاندعي لأحد الكمال ولكننا نطالب بأن يكون هناك عدل ، وان لايؤخذ أبناء هذا الوطن أو المقيمين فيه من بيتوهم كالمجرمين لأنهم عبروا عن رأيهم وطالبوا بالأصلاح ، فهم لم يستخدموا العنف ولم يخربوا مرفقا من مرافق المجتمع ، بل انهم قالوا الكلمة الصريحه التي تحفظها لهم كل الشرائع والقوانين . وحتى لو افترضنا انهم ارتكبوا جرما ما فهناك قنوات قانونية يجب أن تتم متابعتهم من خلالها حتى تحفظ كرامة المواطن وتستمر مهابة الدولة ومصداقيتها ، هذه المهابة التي لم تبقي ممارسات أمنكم منها شيء وللأسف . انكم يا اخواننا تقودون هذه المجتمعات الى أن تصبح غابة ينكل فيها القوي بالضعيف ،وهذا سيدفع بدوره الضعيف الى استخدام ما لديه من سبل للحفاظ على حقوقه وكرامته وهذا مسار لانتمناه لهذه المجتمعات . اننا لا نرغب في أن تأتي مرحلة يشعر فيها الفرد في هذه المجتمعات أنه لابد أن يأخذ حقه بيده لأن السلطة عجزت عن ذلك أو انها اصبحت هي مصدر الأذى . لذلك فاننا نتمنى على الحكومات الخليجية أن لاتخير شعوبها بين القبول بالأستبداد او التعرض للأرهاب كما فعل الكلب المسعور في ليبيا لأن هذه وصفة لطوفان من العنف لن يسلم منه احد ، ويؤسفنا أن نقول ان ممارسات الأنظمة واجهزتها الأمنية في هذه المنطقة بدات تدفع الناس الى هذه الوجهه ، وتبقى المسؤولية الأدبية والقانونية هي على الحكام أولا واخيرا ، لأن الأنظمة الأمنية هي أذرع لسياساتهم ويفترض أن تخضع لهم ، كما تشهد بذلك المحاكم التي اقيمت لميلوسيفتش الصربي وصدام وما يجري لحسني مبارك وما سيجري بمشيئة الله للقذافي و لصالح وللأسد ومن سار على دربهم . .
واستحضر في سياق تأملي لحيثيات ما حصل للأخوة الذين تم اعتقالهم في الأمارات الشهر الماضي ما قاله عمرو التميمي :  
 
 لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها
                            ولكن أخلاق الرجال تضيق
 
ولعمري كيف تضيق صدور بعض الأخوة المسؤولين في دولنا بكلمة يقولها زيد أو عمر من الناس على أرض وطنه وفي اغلب الأحيان معبرا عن ما يرى فيه خير لمجتمعه ، فهذا رجل يذهب الى علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه فيقول له : أن فلان يسبك يا أمير المؤمنين ، ولكن علي رضي الله عنه وارضاه بشجاعته واصالته وايمانه لم يفكر في ان هذا الرجل مس شخصه أو هيبة الدولة ، وانما رد على متحدثه بالقول : " سبه كما سبني " ، ولكن الرجل لم يكتفي بذلك فقال لعلي رضي الله عنه ان الرجل كذلك يتوعدك بالقتل ، فقال علي رضي الله عنه : " لا اقتل من لم يقتلني " ، هكذا هي اخلاق القيادة ، فما الذي اودى بابن علي ، ومبارك وامثالهم ، الا الغرور، وتصيد اخطاء الناس ، واساءة الظن بهم ، والحكم على نياتهم ، وقطع أرزاقهم ، وترويعهم في بيوتهم وبين افراد اسرهم ، وممارسة كافة صور التنكيل بهم ، كل ذلك لتكميم افواههم وتحويلهم الى قطعان تاكل وتنام ، وهذا سلوك لانرضاه ولا نتمناه لأبناء الوطن الوطن كما واننا لانقبله من أخواننا المسوؤلين في هذه المنطقة ، ونقول لهم انصتوا لما يقوله الناس فان كان فيه خير فاجتهدوا للعمل به لأن الحكمة ، كما علمنا رسولنا ، عليه افضل الصلاة والتسليم ، هي ضالة المؤمن انى وجدها فهو احق بها ، واذا كان الكلام غير ذلك فاهماله افضل من اظهاره ونبشه . نقول ذلك لأن المسؤول في الوظيفة الحكومية يتقلد المنصب ويستخدم ثروة المجتمع لخدمة أبناء المجتمع ، وبالتالي فعليه ان يقبل وبصدر رحب انتقادات من يفترض فيه انه يخدمه ، واذا لم يعجبه ذلك فليذهب الى بيته ولن ينتقده أحد . وقد تعرض للنقد عمر بن الخطاب وغيره من خيار هذه الأمة ، الذين شهد لهم القاصي والداني بالورع والأمانة والكفاءة ، ولكنهم لم يصدروا قوانين تجرم من ينتقدهم لأنهم كانوا واثقين من انفسهم ومتكلين على الله سبحانه وتعالى ، وهذا أمر ينبغي أن تستشعره قيادات هذه الدول وان تصلح اوضاعها بدل ان تكمم أفواه شعوبها ، خاصة اذا تذكرنا ان شعوب المنطقة اليوم لها مطالب شرعية يجب التعامل معها وليس اهمالها او اسكات المطالبين بها . فالشعوب الخليجية تريد أن تكون شريكة مع الحكومات في المنطقة في القرار وفي الثروة وفي كل شيء وهذا حق لها ، واذا كانت الحكومات الخليجية لاتدرك هذا الأمر فعليها ان تعود الى النصوص الشرعية المتعلقة باختيار القيادات وبالتعامل مع المال العام في المجتمع المسلم ، ويمكنها كذلك ان تعود الى الشرائع الأرضية المعمول بها في الدول المتقدمة ، وستجد ان هذه الشعوب على حق وانها هي ، اي الحكومات الخليجية مقصرة في حق هذه الشعوب ، هذا اذا ارادت ان تعرف الحق ، أما اذا ارادت ان تتبنى شرع السادات وحسني مبارك وبن علي المتمثل في قوانين الطواريء ، و"قوانين العيب " وقوانين " هيبة الدولة " أو" رجال الدولة " ، فاننا نؤكد لهذه القيادات انها ستدخل نفقا مظلما قد لايختلف كثيرا عن النفق الذي دخله أصحاب هذه الأوهام والمغالاطات ، لأن مكانة الدولة والقيادة تأتي من احترام ابناء المجتمع وخدمتهم والسهر على توفير حاجاتهم بدل السهر في ترويعهم والتحقيق معهم . هذه بعض الخواطر حول انعكاسات التمادي في السياسات الحالية ، وعدم ألأستماع الى صوت العقل والحكمة وألأقرار بحقوق الشعوب وأملنا هو أن لايكون هذا هو المسار الذي تختاره هذه الحكومات  . فاذا ادركت الحكومات ان من حق الشعب ان يعبر عن رأيه بالوسائل السلمية سواء كان ذلك بالكلمة او المظاهرة للمطالبة بحقوقه ، تبقى بعد ذلك مسألة اسلوب التعبير وشدته واذا كان فيه تسفيه وهي امور قابله للأخذ والعطاء ، ونحن وان كنا نؤكد على أهمية الكلمة الصادقة والهادفة والصريحة ، الا اننا في الوقت نفسه لانرضى ان نسفه ببعضنا البعض أو نسب بعضنا بعضا لأن هذا ألأسلوب يفقد النقد مضمونه ويوجد البغضاء بين الناس ، لذلك فاننا نناشد أبناء هذه المجتمعات أن يبتعدوا عن اساليب الأساءة الشخصية كما واننا نناشد اخواننا المسؤولين كذلك ان لايجعلوا من هفوة هنا أو هفوة هناك مبرر لتجاوز حقوق الناس والتنكيل بهم لأن هذا ألأسلوب سيزيد العلاقة بين الحاكم والمحكوم توترا وسيضعف من مصداقية هذا المسؤول وهو امر لايتمناه أحد لأننا نريد ان نبين لا أن ندمر ، ولنتذكر ان بعض المسؤولين في الغرب يرمى بالبيض الفاسد فينظف ملابسه ويستمر في القيام بمهمته لأنه قرر ان ان يكون خادما للمواطن وليس جلادا له . بل اننا نعتقد انه كلما طالت فترة الأستبداد التي يحرم فيها الناس من ممارسة النقد البناء يجعلهم اكثر شدة عندما تتاح لهم الحرية لاحقا ، وبالتالي فان اساليب النقد البناء ليست معلبات تشترى من الأسواق وانما هي مهارات تكتسب بالممارسة في اطار منظومة معرفية وقيمية وفي اطار جو الحرية وهذا ما افتقدته شعوب المنطقة لفترة طويلة بسبب استبداد الأنظمة .    
اما اخواننا وأهلنا الكرام في الأمارات  الذين فوجئنا بعدم أي انكار من قبلهم لما تعرض ويتعرض له ابناءهم لأنهم طالبوا بحقوق المجتمع فاننا نذكرهم بما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الساكت عن الحق شيطان أخرس فاجهزة الدولة في ألأمارات تعسفت اليوم في حق بن غيث واحمد منصور والشحي وعاملتهم كالمجرمين قبل أن تحاكمهم محاكمة عادلة ولم تجد من ينصحها ويردها عن هذا الخطا ، بل أننا سمعنا وللأسف من يؤيدها ويكيل لهؤلاء المعتقلين شتى أنواع السباب شعرا ونثرا من غير معرفة حيثيات القضية ، وهذا أمر يتنافى مع المروءة التي يتصف بها أبناء هذه الأرض ،كما انه سلوك يصادم ما علمنا اياه رسولنا الكريم بأن ألأنسان المؤمن اذا رأى من أخيه ظلما تجاه غيره ، فان من واجبه أن يرد هذا الأخ عن ظلمه سواء كان هذا الأخ حاكما أو وزيرا أو خفيرا ، أو انسانا عاديا ، لا أن يعينه على مزيد من هذا الظلم . فالقذفي ألأرعن بدا هكذا يتخطف الناس من بيوتهم من غير حق ، ثم انتقل بعد ذلك الى وضع المشانق في ساحات الجامعات ، واخيرا بدا يقتل شعبه بالصواريخ والطائرات . من هنا تأتي أهمية انكار المجتمع للتعدي على حق أي فرد فيه ضعيف كان أم قوي حتى لاينحدر هذا المجتمع الى الهاوية وقد امرنا الله بهذه المدافعة والمناصحة والتصدي للمنكر لأنها تمنع حصول الفساد باشكاله مصداقا لقوله تعالى : " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين" (البقرة : 251) .
اما من لم يجد لديه الجرأة أو الفهم او الأطلاع على القضية ليقول الحق فليأخذ بنصيحة رسوله ويصمت لأن ذلك يبعده عن الوقوع في أثم التجني على الآخرين .
 
ندعوكم الى المبادرة بالأصلاح

أما اذا اردتم المسار الصحيح الذي فيه حفظ لما تبقى من احترام لكم وتحقيق طموحات شعوبكم ، وهذا ما نتمناه لكم وللمنطقة ، فان عليكم البدء بالأعتراف بحقوق شعوبكم وبكونها شريكة لكم في السراء والضراء ، واتباع ذلك باعلان سياسات اصلاحية جذرية وواضحة ومبرمجة ، تبدا باصلاحات دستورية تجعل شعوب المنطقة هي مصدر السيادة وتحول نظمكم السياسية الى ملكيات دستورية بدل من الملكيات المطلقة الحالية ، وبعد ذلك يتم الأعداد لقيام برلمانات منتخبة ويمكن ان تكون هذه البرلمانات على نمط البرلمان البحريني بغرفتين ، واحدة معينة والأخرى منتخبة ، بشرط أن تكون الرقابة المالية والتشريعية من اختصاصات الغرفة المنتخبة وحدها . وحتى الصيغة الكويتية التي تعتبر مرتكزة على دستور متطور نسبيا لم تثبت نجاحها بسبب تدخل الأسرة الحاكمة في الأجهزة التفيذية مما افسد التجربة ولم يسمح لها بالتطور، لذلك فلابد ان تصبح هذه الأسر الحاكمة كالأسرة البريطانية وغيرها من الملكيات الدستورية تملك ولاتحكم ، أي أن دورها يكون رمزيا ولكنها ستعيش منسجمة مع ارادة شعوبها وستترك لنفسها  بصمات مشرفة على مستقبل هذه المنطقة لن تنساها لها الأجيال . ولامانع كذلك من ان تكون الأصلاحات المنشودة تدريجية بالمعنى المعقول ، ولكنها لابد ان تكون موقته ، أي ان بعدها الزمني واضح ومراحلها محددة ، ولابد أن يكون هدفها النهائي هو ايجاد هذه الملكيات الدستورية باسرع وقت مكن ، لأن أي شيء دون ذلك لن يؤدي الى تطور هذه الدول سياسيا ، وبالتالي لن يؤدي الى استقرارها أو ازدهارها ، وانما سيكون تكرار للأخفاقات الماضية مع تزايد معدلات عدم الأستقراربسبب التغيرات الحاصلة في المنطقة ، والتوقعات المرتفعة والمتزايدة للشعوب .

الموقف تجاه أيران 

هذه الأصلاحات التي نطالب بها الحكومات الخليجية ، هي اصلاحات لاتمليها فقط الأوضاع الداخلية في هذه الدول ، وانما هي ضرورة لردع جميع الأطماع الأقليمية خاصة تلك القادمة من ايران واسرائيل ، فأيران لن توقف اطماعها ولن تتردد في التدخل في شؤون دول المجلس طالما انها تتعامل مع حكومات هزيلة  لاتستمد شرعيتها من شعوبها ، وهي حكومات تعاني من تبعية مقيتة للخارج ، كما وانها حكومات تعبث بثروات شعوبها . لذلك فاننا نقول لهذه الحكومات : اذا اردتم ردع ايران وايجاد علاقات ندية تتصف بالأحترام المتبادل معها فان نقطة البداية هي تقوية الجبهة الداخلية في كل دولة خليجية بالأصلاحات الفعلية ، وبتحقيق العدالة الأجتماعية والقبول بما تختاره شعوب المنطقة ، وبالحفاظ على ثروات هذه الشعوب من كل صور النهب والهدر ، لا بأسكات الأصوات ولاباطلاق الرصاص ولابمداهمة البيوت والأعتقالات ، لأن هذه السياسات الأخيرة هي التي اضعفت هذه الدول وستستمر في اضعافها . هذا الأعتماد المتزايد على شعوب المنطقة سيجعل هذه الحكومات اقل تبعية واستقواء بالخارج وهذا يرفع من مصداقيتها في مواجهة ايران وغيرها . بعد ذلك او بصورة متوازية مع الأصلاحات السابقة يجب العمل على تحقيق الوحدة الخليجية بابعادها المختلفة ، وذلك بانتخاب مجلس تشريعي خليجي من قبل أبناء المنطقة ، وبتنفيذ بنود الأتفاقية الأقتصادية الخليجية ، وبتفعيل درع الجزيرة ، وبايجاد درجة من التكامل الأقتصادي والتنسيق الدفاعي مع بقية الدول العربية اضافة الى تركيا . عندئذ ستجد الدول الخليجية ان ايران بدات تغير حساباتها وستكون أكثر انصاتا لمطالب دول المجلس ، وأقل جرأة في التدخل في شؤونها ، واكثر احتراما لها ولشعوبها ، وأكثر حرصا على الحفاظ على المصالح معها . ولن تكون هناك مشكلة اقليات تخل بامن الأوطان وتتحالف مع الأعداء بكافة اشكالهم ، ذلك ان ألأصلاحات التي شرحناها سابقا ستؤدي الى دول عصرية يتساوى فيها المواطنون في ظل القانون وسيكون الأمن والتنمية للجميع وبجهد الجميع ، وبالتالي اذا حاولت اية فئة في هذه الدول الخليجية ان تتحالف مع دول اقليمية أو عالمية بصورة تخل بأمن هذه الدول فانها ستخضع للعقوبات التي تتعلق بخيانة الأوطان ، وهذه عقوبات مطبقة في كل دول العالم ، لأنه ليس من المقبول ان يضع المواطن في هذه الدول الخليجية قبعتين على راسه ، واحده سياسية واجتماعية يمارسها في الداخل ، واخرى عقائدية يتصل بها مع الخارج ليخل بامن وطنه ، وهذا طبعا لايعني ان نجرد الناس من معتقداتهم مهما اختلفنا معهم ، وليس من المنطق ان نحرمهم من أي حق من حقوق المواطنة ، ولكن من حقنا ان نرفض منهم اي تعاون مع الخارج يخل بأمن ومصالح المجتمعات الخليجية التي يعتبرون انفسهم مواطنين فيها ، ونحن نعتقد ان ورقة الطائفية ينبغي ان تعالج طبقا للرؤية السابقة ، فالأخوة الشيعة في منطقة الخليج هم أبناء هذه المجتمعات ويجب ان يحصلوا على حقوقهم كاملة في هذه الدول في ظل الرؤية الأصلاحية السابقة ، وبعد ذلك لايجوز للأخوة الشيعة ان يكون لهم تعاون مع اية جهة خارجية يخل بعقدهم الأجتماعي مع ابناء وطنهم ، والا فنحن امام اشكالية كبيرة وهي ازدواجية الولاء وهي خطرة حقا . وفي هذا السياق ينبغي على دول المجلس ان تتحدث بوضوح عن ما يحدث للسنة في ايران من عرب وبلوش واكراد وتركمان وهم يشكلون ما لا يقل عن 45 % من سكان ايران ولكن الفرس الشيعة يحرمونهم من أدنى حقوقهم فطهران ليس فيها مسجدا واحدا للسنة وبينما هناك من يمثل اليهود في البرلمان الأيراني يحرم اهل السنة من هذا التمثيل ، كما وان الدولة تمارس ضدهم  شتى أنواع التعذيب والمطاردة والسجن ، وبعد ذلك تخرج علينا القيادات الشيعية ألأيرانية المعممة لتخبرنا كيف نتعامل مع الأخوة الشيعة في بلداننا ، كل ذلك لأن الحكومات الخليجية فيها قيادات هزيلة وغير شرعية ، ولو أن هذه القيادات كانت تستمد قوتها من شعوبها لما سمحت لهذه القيادات ألأيرانية أو غيرها بالتدخل في شؤونها الداخلية ، وهذا ما يدفعنا الى التأكيد على الأصلاحات المذكورة سابقا حتى تكون قررات دولنا مستقلة ولاتتبع الا بوصلة واحدة وهي مصالح شعوب المنطقة والا فاننا سنشاهد في السنوات القادمة كثير من التفتيت والتجزئة لهذه المنطقة . وايران يجب ان تدرك انها اذا كانت تريد ان تشظي المنطقة وتجزئها فهي مرشحة كذلك للتجزئة بسبب ظلم الشيعة الفرس لبقية الأقليات التي يحق لها المطالبية بالأنفصال والعيش بحرية وكرامة في كيانات جديدة ، لذلك فان على ايران ان تستوعب المثل المتدوال وهو ان " الذي بيته من زجاج لايرمي الناس بالحجر" . وكلمة أخيرة نهمس بها في آذان ابناء الخليج الذين يطالبون بالتعايش السلمي مع ايران نقول لهم ان الأطماع ألأيرانية في المنطقة معروفة وموثقة تاريخيا وبالتالي نتمنى عليكم ان تتوقفوا عن محاولة امساك العصا من وسطها وان تكثفوا ضغوطكم على الحكومات الخليجية لتأخذ بكل اسباب القوة التي تحدثنا عنها سابقا وبعد ذلك اي بعد تصحيح موازين القوى يمكن ان تطرحوا كل القضايا العالقة بين دول المنطقة وايران .اما بالنسبة لأيران فان المطلوب منكم ان تصارحوها بأنكم ما عدتم تصدقون ما ترفعه من شعارات زائفه تخفي واراءها شعوبية وطائفية مقيته وان تضعوا امامها مجموعة من معايير الأداء التي لابد ان تقيموا بها صحة ادعاءاتها  من اهمها ان تغير دستورها الطائفي وتعترف فيه بالسنة الذين يصل عددهم الى اكثر من 45 % من سكان أيران ، وان تبدي استعدادها للأنسحاب من الجزر الأماراتية أو التحاكم الى محكمة العدل الدولية أو اية هيئة اخرى محترمها للبت في هذه القضية ، وان تكف عن تكرار ادعاءاتها الكاذبة حول هوية البحرين التي حكمها آل خليفة ومن معهم من القبائل العربية منذعام 1783  وقدتأكدت هذه الهوية العربية بما يشبه الأستفتاء الذي قام به مندوب ممثل الأمم المتحدة عام 1970 جوشياردي وقدقررت الشرائح البحرينية انها تريد ألأستقلال معترفة بهوية البحرين وبحكومتها وقد وافقت ايران على هذا القراروحفظت هذه الوثيقة في سجلات الأمم المتحدة ولكن المعممون في أيران يتحدثون بلغة القوة ولا يريدون ألأعتراف بالقوانين أو بحقائق التاريخ ،واخيرا اطلبوا من الحكومة ألأيرانية ان توقف وصايتها للأقليات الشيعية في المنطقة اذا كانت جادة في التقارب مع دول المنطقة . هكذا بمزيج من تقوية جبهة الدول الخليجية وبتعرية النفقاق ألأيراني يمكن لأبناء الخليج والجزيرة العربية ان يحافظوا على مستقبلهم ومستقبل ابنائهم .  
الكاتب