موقع فرنسي استقصائي: الفجوة بين محمد بن زايد وبن سلمان قد تتسع أكثر

موقع فرنسي استقصائي: الفجوة بين محمد بن زايد وبن سلمان قد تتسع أكثر

قال موقع “ميديا-بارت” الاستقصائي الفرنسي إنه في محاولة للاستيلاء على مدينة عدن التي تحولت إلى ساحة قتال، فتح الانفصاليون في الجنوب اليمني جبهة ثانية ومزقوا التحالف ضد الحوثيين، وذلك بالتزامن مع خلط واشنطن هي الأخرى للأوراق بإعلانها التفاوض مع المتمردين.

واعتبر الموقع الفرنسي أن ما يجري في عدن يعكس تصدع المعسكر المناهض للحوثيين ويضعف هذا التحالف السعودي ـ الإماراتي.

كما أن هذه الفوضى التي تسود الآن في هذه المدينة (العاصمة المؤقتة للبلاد) تزيد من هشاشة شرعية ‘‘الرئيس’’ عبد ربه منصورهادي، الذي لا تزال حكومته تتمتع باعتراف دولي، بينما يستفيد الحوثيون من الضعف والانقسام الحاصل في صفوف خصومهم، لتعزيز قبضتهم في المناطق التي يسيطرون عليها في الشمال اليمني، بما في ذلك العاصمة صنعاء.

كما رأى “ميديا-بارت” أن الفجوة التي ظهرت في الأشهر الأخيرة بين وليّي عهد الإمارات والسعودية محمد بن زايد ومحمد بن سلمان، اللذين يقودان الحرب في اليمن، قد تتسع أكثر. فالأول (ابن زايد) يرى أنه ليس من الممكن تحقيق الانتصار في هذه الحرب، بينما يعتزم الثاني (بن سلمان) مواصلتها مهما كانت التكلفة، وإن كان المسؤولون في الرياض وأبو ظبي يؤكدون حتى الآن أن التحالف بين الجانبين ثابت.

وبما أن المصالح الرئيسية لأبو ظبي والرياض في اليمن لا تتعارض، فمن الممكن إذن أن يتوصلا إلى اتفاق، يقول الموقع الفرنسي، موضحاً أن الإمارات تريد أن يستقل جنوب اليمن مرة أخرى لتجعل منه محمية في إطار إستراتيجية تهدف إلى ضمان وجود مباشر على الطرق البحرية للخليج إلى البحر الأحمر على طول الساحل اليمني.

وينقل “ميديا-بارت” عن فيكتوريا كاثرينا ساوير، الباحثة في مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية، قولها إنّ ‘‘لدى أبو ظبي هدفين رئيسين في اليمن: الأول هو التأثير على الموانئ اليمنية، والثاني هو الحد من تأثير حزب الإصلاح، ودعمها للانفصاليين في الجنوب اليمني يخدم هذين الهدفين”.

كما ترى القوى الانفصالية في حزب الإصلاح قوة شمالية وتخريبية، وهم بذلك يتشاركون مع أبو ظبي كرها قويا تجاهه، ولديهم نفس الاهتمام في الحد من نفوذه. علاوة على ذلك، فإن احتلال القوات الانفصالية الجنوبية للمزيد من الأراضي، يعني تمكن أبو ظبي من السيطرة على الموانئ الجنوبية.

في المقابل، فإنه ليس من مصلحة المملكة العربية السعودية أن ينقسم اليمن، لأن ذلك قد يعزز قوة جماعة الحوثي على حدودها. كما أن المجتمع الدولي لن يقبل هو الآخر بانفصال الجنوب، نظرا لخوفه من انتشار القوى المتطرفة في هذه المنطقة.

يوم الخميس الماضي، صرح مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، الذي كان يزور السعودية، بأن الولايات المتحدة تجري محادثات مع المتمردين الحوثيين ‘‘لمحاولة إيجاد حل تفاوضي للصراع مقبول من الطرفين’’، وهو تصريح رأى الموقع الفرنسي أنه يبرز جماعة الحوثي ويشكل نوعاً من الاعتراف بها، ما من شأنه إحراج ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ويؤكد بعض الباحثين، على غرار مسؤول منظمة أطباء بلا حدود، مارك شاكال، أن المفاوضات قد بدأت بالفعل بين الانفصاليين الجنوبيين وجماعة الحوثي، إذ يريد الطرفان تقسيم اليمن وتجنب المواجهة المباشرة.

ويضيف هذا الأخير: “لقد انفجر/تهاوى المعسكر المناهض للحوثيين، ولم نعد في ديناميكية ثنائية: تحالف ضد الحوثيين. بدأ شيء آخر، وهو الوقت الذي يمكن لأي طرف أن يكون ممثلاً على طاولة المفاوضات”.

فهل توصلت الولايات المتحدة لنفس الاستنتاجات؟ يتساءل ‘‘ميدياـ بارت

الكاتب