راعي "حفلات التعذيب" .. خالد بن محمد بن زايد رئيساً لجهاز أمن الدولة
تناقلت مصادر إعلامية إماراتية متعددة أنباء إصدار رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد مرسوماً اتحادياً، يقضي بتعيين خالد بن محمد بن زايد في منصب رئيس جهاز أمن الدولة الإماراتي، بدرجة وزير.
هذا المرسوم يأتي بعد يوم واحد من مرسوم صدر بالأمس أطاح بهزاع من زايد من مصبه كمستشار للأمن الوطني، وعيّن بدلاً منه طحنون بن زايد وبات يتبع بشكل مباشر لرئيس المجلس الأعلى للأمن الوطني.
وتترافق هذه التغييرات في الهرم الأمني الإماراتي مع التشكيلة الحكومية الجديدة، والتي أسماها رئيس الوزراء محمد بن راشد وزارة المستقبل واستحدث فيها وزارتي التسامح والسعادة، لكن السجل الأسود لرئيس أمن الدولة الجديد لا يبشر بمستقبل أفضل.
فالمعروف عن خالد بن محمد بن زايد مشاركته في العديد من "حفلات التعذيب" التي يقيمها جهاز أمن الدولة بحق المعتقلين السياسيين وأصحاب الرأي من المعارضين في السجون السرية، وهو الأمر الذي ينذر بالمزيد من الانتهاكات لأحرار الإمارات في سجونها.
وبات جهاز أمن الدولة الإماراتي معروفاً بسمعته السيئة في الأوساط الحقوقية محلياً ودولياً، إذا بات يعمد إلى تلفيق التهم جزافاً إلى كل أصحاب الرأي والفكر وكل من يعارض سياسة الحكومة، ويحكم سيطرته على الجهاز القضائي في الدولة لتمرير رغبات مسؤوليه، فباتت المحاكمات سياسية بامتياز وتفتقد لأدنى معايير الشفافية والنزاهة، وباتت سجون الإمارات العلنية تمتليء بأبناء الإمارات الشرفاء بعد الحكم عليهم بتهم ملفقة وأحكام جائرة.
أما السجون السرية لأمن الدولة فحكايتها أشد مرارة، إذ يمارس رجال أمن الدولة أبشع أنواع الانتهاكات والتعذيب الممنهج ضد من يتم اعتقالهم بشكل قسري، وبدون أي إذن من النيابة بعيداً عن سلطة القانون، بل أن سلطة البطش هي من يحكم في هذه الحالات، ويقضي العديد من خيرة أبناء الإمارات رجالاً ونساء فترات صعبة في أقبية هذه السجون السرية، دون معرفة أي معلومات عن مصيرهم الذي يبقى مجهولاً.
هذه الحالة المزرية التي فرضها جهاز أمن الدولة في الإمارات، من المتوقع أن تزداد سوءً مع وصول راعي "حفلات التعذيب" إلى رئاسة الجهاز، إذ يبدو بأن هذا التعيين إشارة واضحة للجميع بأن سياسة القبضة الأمنية الحديدية ستستمر وتشتد قسوتها في البلاد.
وتجدر الإشارة هنا إلى نقطة في غاية الأهمية، إذ يتم الإدعاء بأن هذه المراسيم صادرة عن رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد، في الوقت الذي بات واضحاً فيه للعيان أن الشيخ خليفة مغيب تماماً عن الساحة منذ أكثر من سنتين وسط شكوك كبيرة حول اغتياله والانقلاب على سلطته من قبل محمد بن زايد، الذي بات يعرف بأنه الحاكم الفعلي للإمارات، ومن الواضح أن هذه القرار بتعيين نجله في رئاسة أمن الدولة وغيره من القرارات، لا علاقة له من قريب أو بعيد برئيس الدولة الشيخ خليفة.