أمام من سيؤدي محمد بن راشد قسم رئيس الوزراء ؟! و أين خليفة ؟!
خاص - شؤون إماراتية
أين خليفة ؟! بات هذا السؤال واحداً من أكثر الأسئلة شيوعاً وانتشاراً في الشارع الإماراتي وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، يبحث من خلاله السائلون عن إجابة سؤالهم حول مصير رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد، ولا توجد إجابات.
بات واضحاً أن الشيخ خليفة قد تعرض لعملية تغييب عن المشهد الإماراتي منذ أكثر من سنتين، وفي كل محفل من محافل الدولة يفرض السؤال نفسه، أين خليفة ؟! في اللقاءات الخارجية مع رؤساء الدول وفي استقبالهم، في المهرجانات والاحتفالات الوطنية، وأخيراً في مراسم تأدية القسم لوزراء الحكومة الإماراتية الجديدة برئاسة محمد بن راشد.
ففي الوقت الذي أدى فيه وزراء حكومة "المستقبل" - كما أسماها بن راشد - القسم أمام رئيس الوزراء محمد بن راشد، تفرض أسئلة نفسها على الجميع وباتت تحتاج إلى إجابة واضحة، فإلى جانب السؤال الرئيسي حول مصير رئيس الدولة، هناك سؤالان جوهريان: الأول هو لماذا لم تتم تأدية القسم أمام رئيس الدولة؟ والثاني هو: أمام من سيؤدي محمد بن راشد القسم بصفته رئيساً للوزراء ؟!
تقول المادة 57 من الدستور الإماراتي: "يؤدي رئيس مجلس الوزراء ونوابه والوزراء، قبل مباشرة أعباء مناصبهم أمام رئيس الاتحاد اليمين التالية: أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً للإمارات العربية المتحدة، وأن أحترم دستور الاتحاد وقوانينه، وأن اؤدي واجباتي بالأمانة وأن أرعى مصالح شعد الاتحاد رعاية كاملة، وأن أحافظ محافظة تامة على كيان الاتحاد وسلامة أراضيه".
لو كان رئيس الدولة حاضراً، لما اضطر الوزراء لأداء قسمهم أمام بن راشد بصفته نائب رئيس الدولة، لكن السؤال الذي يبقى بلا إجابة: أمام من سيؤدي محمد بن راشد قسم رئيس الوزراء ؟! وكيف يمكن أنا يتم تجاوز هذه المادة الدستورية التي تنص على أن القسم يجب أن تتم تأديته قبل مباشرة أعباء المنصب ؟! ألا تفقد الحكومة شرعيتها بعدم شرعية رئيسها دستورياً ؟!
كل ذلك يقودنا إلى التساؤل حول دور محمد بن زايد في هذا المشهد، فالعديد من التقارير الدولية تؤكد بشكل قاطع أن ولي عهد أبوظبي هو الحاكم الفعلي في الدولة، وهو صاحب الكلمة العليا في إدارة شؤون البلاد والتحكم بمصير أبنائها، بعد قيامه بمساعدة أشقائه بالتخلص من أخيه غير الشقيق رئيس الدولة خليفة بن زايد، وتنفيذ انقلاب كامل عليه والسيطرة على مقاليد الحكم.
التقارير تحدثت عن دور المستشار الأمني لمحمد بن زايد في هذه العملية، وهو محمد دحلان الذي بات معروفاً بـ "عراب" الثورات العربية المضادة والمتهم في قضية اغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عبر تسميمه، إذ تشير التقارير إلى أن دحلان قد أشار على بن زايد باستخدام ذات الأسلوب للإطاحة برئيس الدولة، والذي كان يقف في وجه أجندتهما الأمنية داخل البلاد وخارجها.
محمد بن زايد كان حاضراً في مراسم تأدية القسم الحكومي للوزراء إلى جانب شريكه في المؤامرة محمد بن راشد، وفضلاً عن التغييرات في الوزراء، أجرى الثنائي تعديلات في هرم الأجهزة الأمنية، فتمت الإطاحة بهزاع بن زايد وتعيين طحنون بن زايد بدلاً منه كمستشار للأمن الوطني، بالإضافة إلى تعيين خالد بن محمد بن زايد راعي حفلات التعذيب في السجون السرية رئيساً لجهاز أمن الدولة بدرجة وزير.
فهل كان موجوداً بصفته الحاكم الفعلي ورئيس دولة الإمارات ؟! وهل أدى بن راشد أمامه اليمين الدستورية ؟! كل ذلك يأتي في الوقت الذي يصر فيه المتحكمون في شؤون الدولة بأن كل ما يجري هو بناء على مراسيم رئاسية من الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، ولكن .. أين خليفة ؟!