ميلشيات تابعة للإمارات في أبين تمنع الحكومة من تقدمها

ميلشيات تابعة للإمارات في أبين تمنع الحكومة من تقدمها

يستمر التحشيد العسكري من قبل قوات حلفاء الإمارات في ما يُعرف بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” الانفصالي في أبين، لمنع تقدم القوات الحكومية صوب مدينة عدن.

وذكرت صحيفة “العربي الجديد”، الصادرة من لندن أنّ قوات “الحزام الأمني” أرسلت تعزيزات كبيرة خلال الـ48 ساعة الماضية إلى أبين، بعد وصول قوات من “الحماية الرئاسية” الموالية للشرعية إلى مدينة شقرة الساحلية، التابعة للمحافظة.

ويأتي التحشيد العسكري في أبين على الرغم من جهود تهدئة تبذلها السعودية، التي تتولى قيادة التحالف في عدن، منذ أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، حيث تجري الرياض تواصلاً مع القوات الحكومية والانفصاليين لاحتواء التصعيد.

وفي أول تصريح له بشأن التصعيد، اتهم المتحدث باسم “المجلس الانتقالي” نزار هيثم، الحكومة بـ”محاولات” للخروج عن نص اتفاق الرياض، من خلال “عملية التحشيد المستمرة في الجنوب”.

وأعلن المجلس أنه “يؤكد تمسكه بحقه في الدفاع عن أرضه، وعلى قدرته في التصدي وردع أي قوة تحاول تجاوز خطوط التماس الحالية، ويدعوها للانسحاب فوراً”.

وكان من المقرر وفقاً لـ”اتفاق الرياض” المبرم في نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، أن تتم انسحابات على الجانبين، إلا أن التصعيد في أبين يأتي انعكاساً لطريق شبه مسدود أمام التنفيذ في ما يتعلق بالترتيبات العسكرية والأمنية التي ينص عليها الاتفاق.

يذكر أنّ أبين تمثل البوابة الشرقية لعدن، وتسيطر في أغلب مناطقها التشكيلات الموالية لـ”الانتقالي”، في مقابل سيطرة الحكومة في باقي المناطق القريبة من محافظة شبوة.

وعلى صعيد متصل، دعا وزير في الحكومة اليمنية، السعودية إلى “تحديد خياراتها” في مدينة عدن، مشيراً إلى عملية التحشيد العسكري التي يقوم بها الانفصاليون التابعون لأبوظبي.

وقال وزير النقل اليمني صالح الجبواني، في تغريدة على حسابه بـ”تويتر”، إنّ ما وصفه بـ”مجلس المرتزقة المتمردين في عدن” يقوم بعملية تعبئة لقواته ويدفع بها إلى مدينة زنجبار، مركز محافظة أبين الواقعة إلى الشرق من عدن.

وأضاف الجبواني أنّ المجلس “يتصرف كدولة في عدن، وهو ما لم يعمله أيام الوجود الإماراتي”، معتبراً أن ذلك “يثير أكثر من تساؤل حول دور الجيش السعودي في عدن، ولماذا أتى إن لم يكن لنصرة الشرعية”.

 

وذكر الجبواني أن “على السعودية تحديد خياراتها بوضوح قبل أن تغرق في رمال عدن المتحركة”، إشارة إلى مسؤولية الرياض بعد تسلمها قيادة التحالف في عدن، منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ويواجه اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة والانفصاليين عقبات في طريق التنفيذ، بعد شهر على توقيعه، إذ كان من المقرر أن تجري عملية انسحابات لقوات “الانتقالي” من عدن، وتشكيل حكومة يشارك فيها المجلس، وهو ما لم يحدث حتى اليوم.

يأتي ذلك بعد فاجعة سياسية شهدتها مدينة تعز اليمنية، بمقتل قائد اللواء 35 مدرع العميد عدنان الحمادي، وتلقي بظلالها على المدينة الأكثر تأثراً بالحرب الدائرة منذ سنوات، وسط سيل من التساؤلات تثيرها الحادثة حول الجهة المسؤولة عن الاغتيال، وما يمكن أن يؤول إليه الوضع في المحافظة، على صعيد صراع النفوذ بين التشكيلات العسكرية الموالية للشرعية، والذي وصل في بعض الأحيان إلى اشتباكات مسلحة خلال العامين الماضيين.

وعلى الرغم من الرواية المتداولة التي تتحدث عن مقتل العميد الحمادي برصاص شقيقه الأصغر جلال، إلا أن مصادر محلية شككت بحديث في الرواية، وأكدت أن الغموض لا يزال يكتنف الملابسات، وسط أنباء عن القبض على مشتبهين بالوقوف وراء العملية.

ويعد الحمادي قائد أول قوة عسكرية نظامية في تعز وقفت في طريق مليشيات جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحلفائها خلال العام 2015، وصمدت قواته في لحظات عصيبة من الحرب الشرسة في المدينة وريفها، الأمر الذي جعل من اغتياله فاجعة بالنسبة لأعداد غير قليلة من اليمنيين ومن أبناء تعز خصوصاً، يرون الحمادي رمزاً عسكرياً للقائد الذي رفض التماهي مع الانقلابين، وساهمت قواته بفعالية في جبهات متفرقة بالمدينة.

وخلال العامين الأخيرين على الأقل، انقسمت تعز والقوى العسكرية الخاضعة للشرعية إلى مركزين عسكريين، أحدهما يمثله الحمادي من خلال اللواء 35 مدرع، ومثل الشخصية التي تجمع حولها العديد من القوى، بما فيها التنظيم الوحدي الناصري، وحتى جزءا من السلفيين، في حين أن المركز العسكري الآخر يتمثل بمجمل القادة العسكريين المحسوبين على حزب الإصلاح والقوى المتحالفة معها وقائد اللواء 22 ميكا العميد صادق سرحان.

الكاتب