تقرير لـ(DW) عن دور الإمارات والسعودية وايران في مواجهة الربيع العربي

تقرير لـ(DW) عن دور الإمارات والسعودية وايران في مواجهة الربيع العربي

ناقش تقرير لموقع إذاعة صوت ألمانيا DW " دور كل من السعودية والإمارات وإيران في مواجهة الموجة الثانية من الربيع العربي والتي انطلقت في كل من العراق والسودان ولبنان والجزائر ، مع استمرار تنافس هذه الدول على المنطقة وتدخلها السياسي والعسكري في اليمن وغيرها من دول المنطقة.

وفي تحليل نشره بموقع الإذاعة، وصف محرر شؤون الشرق الأوسط في موقع الإذاعة راينر زوليش" هذه الدول الثلاث بأنها رأس حربة الثورة المضادة، كما سلط  الضوء على أهمية التنبه إلى السبب الذي أدى بموجة الربيع العربي الأولى إلى الفشل بأشكال مختلفة من الفوضى والعنف والحرب وهو "إرادة البقاء السياسي للنخب الحاكمة والقوى التي تحميها"، وعلى رأس تلك القوى ثلاثي الثورة المضادة.

ففي دولة صغيرة كالبحرين يحكم نظام ملكي سني في بلد غالبية سكانه من الشيعة، وتم وقف الانتفاضة في 2011 بقمع القوات المسلحة السعودية، لأن تطور ديمقراطية حقيقية في البحرين يمثل قيمة نموذجية لكافة منطقة الخليج، كما أن قيام دولة شيعية يفصل السعودية عن تأثيرها السني ويقرب البحرين من خصم الرياض التاريخي (طهران).

وعلى المنوال ذاته، يروق لإيران منذ مدة طويلة التموقع "كقوة حماية للشيعة" وتوطد تحت هذه الذريعة تأثيرها في العالم العربي، لاسيما على حساب السعوديين، ولذا وجهت حليفها، حزب الله اللبناني، مبكرا بالتوجه إلى سوريا لدعم "نظام بشار الأسد"، كما تموقعت بوضوح ضد الانتفاضات الشعبية في لبنان والعراق.

ففي لبنان دفعت إيران عدة مرات حزب الله للتظاهر للإبقاء على الجالية الشيعية بعيدة قدر الإمكان عن الاحتجاجات، وفي العراق تقاتل قوى تابعة لإيران  باستعمال عمليات القنص أو السكاكين، كي لا تنهض شرائح واسعة من غالبية السكان الشيعة للمشاركة بالاحتجاجات.

وبدا تلاقي المصلحة بين خصوم الإقليم ماثلا بقوة في الحالة المصرية، بحسب "زوليش"، إذ قادت الانتفاضة الشعبية في 2012 إلى انتخابات حرة ـ أدت من جانبها إلى قيام حكومة للإخوان المسلمين، وهم حلفاء قطر وتركيا اللذين تصنفهما السعودية والإمارات وبدرجة أقل إيران كمنافسين خطيرين على السلطة والتأثير في المنطقة.

 ويضيف المحلل الألماني: "مجتمع مدني زاهر ومصر ناجحة يطغى عليها الإخوان المسلمون تحت تأثير تركي وقطري ستكون انتكاسة قوية لموقع سلطتهما (السعودية والإمارات) وبالتالي تعاونوا بشكل وثيق مع العسكر المصري كمشاكسين داخليين للإخوان المسلمين: وقامت حركة احتجاجية "تمرد" نهضت بشجاعة ضد الحكومة السابقة بزعامة محمد مرسي وفي الحقيقة فتحت الطريق لاسيما لاستيلاء جديد على السلطة من طرف الجيش، وتم تمويلها بسرية من أموال من أبوظبي".

ويتابع: "موجة القمع اللاحقة والمستمرة إلى اليوم في مصر قادت ليس فقط الكثير من الإخوان المسلمين، بل الكثير من القوى الديمقراطية إلى الصمت أو الجلوس وراء القضبان. والرياض وأبوظبي مسؤولتان عن ذلك".

وأمام هذه الخلفية، يرى المحلل الألماني أن حركات الاحتجاج الجديدة في بلدان مثل العراق ولبنان والجزائر والسودان تعبر عن شجاعة من يخاطرون جزئيا بحياتهم عن القيم التي يدافع عنها الكثيرون اليوم في أوروبا: الحرية والعدالة وكرامة الإنسان و"هي قيم تُداس منذ عقود بالأقدام في جميع البلدان العربية تقريبا" حسب قوله.

واختتم "زوليش" تحليله بالتأكيد على أن بقاء البلدان العربية بلا حياة حرة وكريمة لمواطنيها يعني أن الضغط الاجتماعي الهائل سيتسبب باستمرار في احتجاجات جديدة، وهو ما ستواجهه قوى الأنظمة المتعنتة والميليشيات والقوى الإقليمية، التي يتعلق الأمر بصلب سلطتها الذاتية، ولو أدى ذلك لإراقة دماء إضافية لتلك التي سالت في الربيع العربي الأول.

الكاتب