تقرير: الإمارات تصعد تعاونها مع أعداء السعودية لإسقاط حكومة أردوغان

تقرير: الإمارات تصعد تعاونها مع أعداء السعودية لإسقاط حكومة أردوغان

فرضية أن تصبح تركيا "قوة عظمي" مؤهلة لتشكيل "اتحاد إسلامي" بحلول 2020، طرحت قبل سنوات وأثارت قلق أطراف إقليمية ودولية فاعلة، خاصة الإمارات التي تحارب الإسلام السياسي بشتى الطرق، وهو ما جعل تركيا هدفًا للمؤامرات الخارجية وأعمال الإرهاب، التي تحاول منعها من تحقيق ذلك، فضلًا عن الغضب المتصاعد من تلك الأطراف من مواقف تركيا السياسية في البلدان المشتعلة، وعلى رأسها "سوريا".

وعلى خلفية تشكيل المحور السني "السعودي - التركي - القطري" الداعم للمعارضة السورية، والرافض لبقاء الأسد، ظهرت أداة التفجيرات الممنهجة التي طالت العاصمة التركية أنقرة، حيث وقع الأربعاء الماضي، تفجير بسيارة مفخخة استهدف قافلة عسكرية، وأسفر عن مقتل 28 شخصًا، حملت السلطات التركية مسؤوليته لعناصر من المنظمة الإرهابية في تركيا (حزب العمال الكردستاني) (PKK)، وميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا (YPG).

وفي أعقاب الحادث، كتب المفكر السياسي الكويتي المعروف الدكتور عبد الله النفيسي، تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، أكد فيها أن "أطرافًا خارجية (منها خليجية) تمول الأكراد داخل تركيا، لإسقاط حكومة الرئيس أردوغان عبر إثارة القلاقل".

وتحدث مراقبون عن أن الإمارات هي المقصودة بالأطراف الخارجية الخليجية، حيث سبق أن اتهم "النفيسي" الإمارات بتأدية دور ضد التحالف العربي باليمن، رغم مشاركتها فيه، قائلًا: "إنها تنسّق مع المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيين"، كما اتهمها في مرات سابقة بـ"ازدواجية الموقف"، داعيًا دول التحالف، وعلى رأسها السعودية، بالحذر منها.

 

الخلافات (التركية - الإماراتية)

وقد ظهرت الخلافات بين الإمارات وتركيا للعلن عقب عزل الرئيس المصري المنتخب د. محمد مرسي، وتصدر قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي المشهد السياسي، واتهمت الإمارات، التي تناهض ثورات الربيع العربي رغم دعمها الأخير بقوة، الرئيس التركي أردوغان، بالتدخل في الشؤون الداخلية المصرية، وتخلل هذه الفترة اتهامات متبادلة بين البلدين.

وأكد مراقبون أن العداء الإماراتي لتركيا جاء بسبب وقوفها إلى جانب مطالب الشعوب العربية، التي خرجت تطالب بالحقوق والحريات، فيما تقف الإمارات بكل ما أوتيت من قوة سياسية ومالية وإعلامية بجانب القمع، إلا أن الحكومة التركية معرضة عن توجيه اتهام مباشر للإمارات بالوقوف خلف الأزمات التي تمر بها، وسط رغبة إماراتية قوية في تهميش الدور التركي المتعاظم يومًا بعد يوم في المنطقة.

 

وثائق تثبت دعم الإمارات لحزب العمال

كانت مصادر تركية مقربة من دوائر صنع القرار في أنقرة، قد كشف في تصريحات صحفية لها في نوفمبر من العام الماضي، أن مسؤولين أتراك وضعوا أيديهم مؤخرًا، على وثائق وأدلة تثبت تورط دولة الإمارات في تقديم الدعم سرًا لحزب العمال الكردستاني (PKK)، كما تشير الوثائق والأدلة إلى وجود يد لـ"أبوظبي" أيضًا في الاضطرابات التي شهدتها تركيا في الآونة الأخيرة.

وذلك رغم أن الإمارات تصنف حزب العمال على أنه "منظمة إرهابية"، حيث يتحمل الحزب ومقاتلوه مسؤولية الكثير من أعمال العنف في البلاد، كما يسود الاعتقاد بأن عمليات تفجيرية وقعت في تركيا كان الحزب يقف وراءها.

 

كشف مخطط مستشار أبو ظبي بتركيا

وكانت أجهزة المخابرات التركية قد كشفت عن مخطط يقوده محمد دحلان، المستشار الأمني لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، القيادي السابق في حركة فتح وصاحب العلاقات الوثيقة بالجانب الإسرائيلي، يهدف إلى تشويه صورة تركيا أمام المجتمع الدولي.

وبحسب التقارير الاستخباراتية، فإن "دحلان" كان يخطط لدس أشخاص يدعون أنهم من تنظيم داعش، ومن ثم يقدموا اعترافات أمام الإعلام على أساس أنهم حصلوا على السلاح والدعم من أنقرة، بهدف إضعاف الموقف التركي أمام إسرائيل بشكل خاص والعالم أجمع.

وأشارت التقارير إلى أن المعلومات الاستخباراتية تفيد بأن دحلان قد أعد فعلاً تسجيلات مرئية لعناصر يدعون أنهم من داعش، ويعترفون بأنهم على علاقة مع المخابرات التركية، ومن ثم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف إضعاف الموقف التركي أمام إسرائيل والمجتمع الدولي.

ورغم أن التقارير لم تطرق مباشرة إلى الدور الإماراتي في هذا المخطط، إلا أن مراقبين أكدوا أن تلك المخططات تسير بدعم مادي ومعنوي من محمد بن زايد، خصوصاً وأن محمد دحلان يتحرك بتنسيق كامل مع ولي عهد أبوظبي، وحليفهم السيسي قائد الانقلاب على الشرعية في مصر.

 

أجهزة مخابرات تستهدف خطط تركيا بسوريا

بدوره، استبعد رئيس وفد البرلمان التركي في اتحاد البرلمانات الدولي ياسين أقطاي، أن يكون التفجير الذي وقع الأربعاء الماضي في أنقرة، وما سبقه من تفجيرات، قد وقعت بدون دعم مخابراتي دولي، مشيرًا إلى أن هناك أجهزة مخابرات تستخدم حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة "داعش" كأدوات لتحقيق أهدافها.

وقال أقطاي- في حلقة الأربعاء الماضي من برنامج "بلا حدود" بالجزيرة- إن التفجير يستهدف كل ما تخطط له تركيا في الشأن السوري، مشيرًا إلى أن "الإرهاب لا يُفرّق بين المدنيين والعسكريين".

وحمل "أقطاي" بشدة على الموقف الأميركي المتراجع مما يحدث في سوريا، بعد أن كانت واشنطن من قبل تقر بسقوط شرعية بشار الأسد، معربًا عن تفاجئ أنقرة من الخذلان الأميركي لها بشأن سوريا، خصوصًا فيما يتعلق بالدعم الأميركي لقوات حماية الشعب الكردية، التي تعدها أنقرة "إرهابية". وأكد أن تركيا لا تريد احتلال سوريا، وإنما تريد فقط إقامة منطقة آمنة لحماية أمنها القومي، لافتًا إلى أن كل الاحتمالات قائمة أمام تركيا للحفاظ على ذلك.

وقال "أقطاي": إن تركيا ليست ضد الأكراد، فقد ضغطت من قبل على نظام الأسد عندما كانت العلاقات جيدة مع نظامه، لتحسين الظروف المعيشية للأكراد والاعتراف بهم. وأضاف أن قوات حماية الشعب الكردية لا تمثل الأكراد، وإنها ليست سوى بديل لنظام الأسد.

 

(شؤون خليجية)

الكاتب