واشنطن بوست: أمريكان يتعرضون للتعذيب على يد أحد حلفاء أمريكا "الإمارات"

واشنطن بوست: أمريكان يتعرضون للتعذيب على يد أحد حلفاء أمريكا "الإمارات"

نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، تقريراً عن قضية المواطنين الأمريكيين من أصول ليبية، كمال الضراط ابنه محمد، واللذان تعرضا لعملية اختفاء قسري من أغسطس 2014 ويخضعان الآن للمحاكمة.

وسلط معد التقرير جاكسون ديهل الضوء على معاناة عائلة الضراط من خلال ما نقلته الإبنة أمل الضراط، مشيراً إلى أن العائلة الأمريكية تعرض أفرادها لتعذيب وحشي في دولة الإمارات، التي تعد حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة الأمريكية.

وكانت أمل الضراط قد نشرت رسالة مطولة شرحت فيها قصة اعتقال والدها و أخيها، في إطار الحملة الدولية التي تم إطلاقها عبر شبكات التواصل الاجتماعي للمطالبة بالإفراج الفوري عنهما، خصوصاً مع اقتراب موعد جلسة محاكمتهما في 29 فبراير، حيث يخضعان لمحاكمة غير قابلة للاستئناف وتوجد مخاوف من أن يصل الحكم عليهما إلى الإعدام، في ظل انعدام الشفافية والنزاهة في القضاء الإماراتي.

اضغط هنا .. دعوة لأحرار العالم لمساندة حملة الحرية للمعتقلين الليبيين كمال ومحمد الضراط

 ويقول ديهل في تقريره،  أمل الضراط، البالغة من العمر 28 عاماً من مواليد الولايات المتحدة، تلقت تعليمها في لندن و عملت حتى وقت قريب لدى شركة ديلويت للاستشارات في دبي،  زارتني الأسبوع الماضي لسرد قصة مروعة عن والدها وشقيقها اللذان يعتبران مواطنين أمريكيين كذلك، حيث تم اختطافهم من قبل قوات الأمن الإماراتي وتعرضوا للتعذيب منذ 18 شهراً، وتم إخضاعهم لتقديم  اعترافات كاذبة بدعم الارهاب.

ويكمل ديهل ، حكايتهم المحزنة باتت معروفة، حيث كان كمال الضراط وابنه محمد، وفقا للسلطات التابعة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، محتجزين بشكل غير عادل في أغسطس 2014، و بإنعزال تام عن العالم الخارجي لمدة ثلاثة أشهر في مكان مجهول، و تعرضا لتعذيب مكثف، يشمل الإغراق والصعق بالصدمات الكهربائية والضرب والشنق. 

تم حرمانهم من الاتصال بمحام ومن الزيارات العائلية العادية، ولم يكونوا على علم بالتهم الموجهة إليهم حتى نقلوا فجأة أمام المحكمة الشهر الماضي، حيق تم اتهامهم بموجب القانون الذي دخل حيز التنفيذ عقب إلقاء القبض عليهم، ويمكن أن يحكم عليهم بالسجن مدى الحياة أو الإعدام، دون إمكانية الاستئناف، عند استئناف محاكمتهم يوم 29 فبراير الجاري.

ويواصل ديهل في تقريره، كما أوضحت أمل، فقد تم استهداف والدها وشقيقها المعروفان بأنهما من رجال الأعمال الناجحين، بسبب أصولهما الليبية وبإدعاء مشاركتهما في جهود الإغاثة أثناء وبعد الربيع العربي عام 2011، وكان الضراط الكبير (كمال) قد طلب اللجوء السياسي إلى الولايات المتحدة هرباً من ديكتاتورية معمر القذافي، وعند بدء الثورة ضد نظام القذافي، اتجهت العائلة لمساعدة الأهالي في مدينتهم الأصلية "مصراته" والتي كانت مركزاً للقتال.

وأكد ديهل نقلاً عن "أمل"، "لقد عذبوا دون توقف"، وعندما سمح بزيارة والدها بعد ستة أشهر من الاعتقال، رأت إنحناء والدها مع آلام في الظهر، في حين أن شقيقها قد فقد السمع في إحدى أذنيه، مضيفة: "كنت أرى علامات التعذيب على رقبة والدي"، وقالت، "أبي، أخي - إنهم ليسوا نفس الأشخاص الذين كنت أعرفهم"، من شدة التعذيب.

يقول الكاتب ، بينما كنت أستمع إلى أمل، وأنا أتذكر أني استمعت إلى قصص مشابهة في السنوات القليلة الماضية - مثلها في ذلك مثل محمد سلطان، وهو مصري - أمريكي خريج من جامعة ولاية أوهايو،  وألقي القبض عليه في القاهرة في أعقاب انقلاب عام 2013 و وسجن لمدة 21 شهراً، تعرض خلالها لتعذيب شديد. كما تذكرت قصة مريم الخواجة، التي اعتقل والدها وشقيقتها ونشطاء حقوقين في البحرين بعد أحداث عام 2011، يشترك هؤلاء الناشطون في أنهم يمتلكون حلم التغيير الديمقراطي في بلدانهم - ولكن أنظمتهم  الرجعية  عززت النظام الاستبدادي القديم .

ويتابع ، يدعي هؤلاء الحكام أنهم يحاربون الإرهاب الإسلامي، ويخلطون الجماعات الإرهابية مع الحركات الإسلامية غير العنيفة مثل جماعة الإخوان المسلمين. ولكن هذه الأنظمة  تعتبر الإخوان أسوأ أعداءها  كونها تؤيد  الديمقراطية وتتطلع لإصلاح الأنظمة. 

وتابع ، وسط الغضب العارم من الطائفية والتطرف، فإن الديمقراطية هي أفضل أمل للعرب في الشرق الأوسط. ولكن غالباً ما يتم تجاهل الديمقراطية في واشنطن، حيث كل من إدارة أوباما وخصمه الجمهوري يدعمون ويتبون وحشية عبد الفتاح السيسي وأمثاله الذين يعذبون الناشطين ويقمعونهم بوحشية حتى ولو كانوا منمواطني الولايات المتحدة.

ويؤكد ديهل ، وزارة الخارجية الأمريكية لم تقل  لا كلمة واحدة علنا عن قضية كمال الضراط.، وعندما سألت الأسبوع الماضي، كان الرد الذي تلقيته بياناً محايداً، وزعمت أنها ناقشت تقارير "سوء المعاملة" هذه مع حكومة الإمارات، ولكن البيان لم يحتو على أي كلمة احتجاج أو حتى قلق.

ويشير ديهل ، يوسف العتيبة، سفير الإمارات النشيط والذي يصور بلاده حليفاً قوياً للولايات المتحدة ضد داعش، عندما سألته عن قضية الضراط، أجابني زاعماً عبر البريد الالكتروني  أن الرجال كانوا يتلقون "الإجراءات القانونية الواجبة. . . وفقا للمعايير الدولية للمحاكمة العادلة ".

واختتم الكاتب الأمريكي تقريره بالقول، لحسن حظ كمال الضراط، فإن نتائج تحقيق الأمم المتحدة قد تسبب حرجاً للنظام الإماراتي، ففي جلسة المحكمة الأخيرة في الأسبوع الماضي، وافق القاضي على السماح بإجراء تحقيق في اتهامات التعذيب، وتأمل الأسرة أن مزيداً من الاهتمام الدولي سيدفع النظام إلى إسقاط الدعوى، وإذا حدث ذلك فأنه سيكون استثناءً عظيماً.

الكاتب