تقرير: كيف أصبحت الإمارات بوابة اختراق العالم العربي وفرض أجندات تحاول تدميره؟

تقرير: كيف أصبحت الإمارات بوابة اختراق العالم العربي وفرض أجندات تحاول تدميره؟

تحولت الإمارات لتصبح بوابة اختراق العالم العربي، في كافة جوانبه السياسية والاقتصادية والإعلامية والسياسية، وظهر تأثيرها التدميري الواضح في دول الربيع العربي، وفي شبكاتها الإعلامية المتهمة بنقل أجندات شيعية وغربية تستهدف أمن العالم العربي، بالإضافة لدورها الاقتصادي كبوابة للمنتجات الإيرانية فترة العقوبات، ومن بعدها المنتجات الروسية، في الوقت الذي تهدد فيه روسيا أمن الخليج والعالم العربي.

برز الاختراق السياسي للعالم العربي عبر الإمارات، من خلال دورها في تدمير ثورات الربيع العربي بدعم الانقلاب العسكري في مصر، ودعم الثورة المضادة في ليبيا وتونس، ودورها المشبوه في اليمن، بالإضافة لتدخلها في القضية الفلسطينية عن طريق مستشار ولي عهد أبو ظبي محمد دحلان. أما الاختراق الإعلامي فيأتي من خلال مسعى مستشار ولي عهد أبو ظبي محمد دحلان، بالسيطرة على الإعلام في مصر والأردن وفلسطين، بالإضافة لدور الشبكات التابعة لها، والتي تبث من على أرضها، وأبرزها العربية وشبكة الـ mbc وسكاي نيوز، سمومها وأفكارها التشيعية.

في حين ظهر الاختراق الاجتماعي واضحًا، من خلال توجه مدينة دبي والسلطات الإماراتية بنشر قيم غريبة عن المجتمعات العربية، إما بالتطبيق الفعلي في الإمارات كتقنين الدعارة، والسماح بإنشاء معابد هندوسية، أو من خلال الرسائل التي تبثها وسائل الإعلام التابعة لها. بينما جاء الاختراق الاقتصادي وفق ما أعلنته روسيا من أن الإمارات أصبحت بوابة منتجاتها للعالم العربي.

 

الاختراق الاقتصادي

يعد آخر ما وصل إليه الاختراق الاقتصادي الإماراتي للعالم العربي، هو قيامها بدور الوسيط بين منتجات الدول المرفوضة عربيًا، وبين الدول العربية، حيث أعلن وزير الزراعة الروسي ألكسندر تكاتشوف، أن الإمارات أصبحت بوابة إعادة تصدير المنتجات الزراعية الروسية إلى باقي دول المنطقة.

وقال تكاتشوف، بحسب وكالات الأنباء الروسية، إن الإمارات يمكنها أيضًا أن تحل مكان تركيا في توريد الخضار والفواكه إلى روسيا، وخصوصًا المنتجات الحمضية. وأشار إلى أن روسيا يمكنها أن تورد من خلال الإمارات إلى باقي الدول العربية، من 500 ألف طن إلى ثلاثة ملايين طن من الحبوب.

وسبق تصريح وزير الزراعة الروسي تصريح لنائبه سيرغي ليفين، أكد فيه أن روسيا تنوي تصدير منتجاتها الزراعية إلى البلدان العربية عبر بوابة الإمارات. وأضاف ليفين، أمس الأحد، إن "الإمارات تعيد تصدير 80 % من المنتجات الموردة إليها، لذلك ننظر إلى دبي على أنها أهم اتجاه استراتيجي لعرض منتجاتنا في البلدان العربية".

ويتزامن الإعلان عن تحول الإمارات لبوابة للمنتجات الروسية، مع الخطر الذي يواجه أمن العالم العربي، والخليج، بسبب التدخل الروسي في المنطقة، وخاصة سوريا واليمن.

وسبق العلاقات الروسية بالإمارات، علاقات شبيهة بالسوق الإيراني، في ظل فرض حظر تجاري عليه منذ عام 1995، لتتحول الإمارات خلال هذه السنوات، للبوابة الاستراتيجية التي تخترق عن طريقها الأسواق العربية. حيث تستحوذ الإمارات على 80 % من التبادلات التجارية بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي، فيما تعد طهران رابع شريك تجاري للإمارات.

وقدر حجم التبادل التجاري بين إيران والإمارات، وفقًا لما ذكرته واكلة فرانس برس، بـ 17 مليار دولار نهاية عام 2014، ويتوقع نائب رئيس مجلس الأعمال الإيراني في دبي حسين حقيقي، أن يرتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى ما بين 15 - 20 % خلال السنة الأولى، التي تلي رفع العقوبات، أي في عام 2016.

وكان ناصر هاشم بور، نائب رئيس مجلس الأعمال الإيراني في دبي، قد قدر الاستثمارات الإيرانية في الإمارات أنها تحتل المرتبة الثانية بعد الأمريكية، وتتراوح بين 200 إلى 300 مليار دولار، حيث تمثل ثروة الجالية الإيرانية في الإمارات بما يتراوح بين 20 - 30 % من حجم ثروة الأصول المادية في الإمارات في عام 2012.

 

الاختراق السياسي

يبرز الاختراق السياسي الإماراتي للدول العربية بشكل واضح جدًا في محاربتها للربيع العربي، ودعمها للثورات المضادة، بداية من استضافتها المسؤولين الهاربين من دول الربيع العربي، وانتهاء بدعم الانقلابات العسكرية، وتمويل الانقسامات والحروب التي تضمن عدم نجاح الثورات العربية، بالإضافة للبحث عن مكان لها بين القضايا العربية المهمة بما يخدم أجندتها، كالقضية الفلسطينية.

ويعد الدور الأبرز هو دور الإمارات في مصر، والذي نجح في القضاء على ثورة 25 يناير، وإعادة الحكم العسكري في مصر، ودعمه بمليارات الدولارات لضمان نجاحه منذ الانقلاب وحتى الآن، كما أنها دعمت الثورة المضادة في تونس، ونجحت في إعادة الباجي السبسي أحد رموز نظام زين العابدين بن علي إلى سدة الحكم.  

كما كان دور الإمارات في ليبيا مؤثراً، وهو ما فضحته وسائل الإعلام البريطانية، ابتداء بتمويل الميليشيات المسلحة، وإرسال الأسلحة والجواسيس للعمل على إسقاط الربيع الليبي، والتدخل العسكري، بالإضافة للرشاوى التي دفعتها للمسؤولين الأمميين، وعلى رأسهم برنارد ليون المبعوث الأممي الأسبق لليبيا، ومحاولاتها جر الدول العربية لتدخل عسكري في ليبيا بما يخدم أجندتها.

برز كذلك دور الإمارات في القضية الفلسطينية، وسعيها لفرض القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، والعمل على وضعه بمنصب الرئاسة الفلسطينية، ومحاربتها ضد المصلحة الفلسطينية، من خلال محاربة المقاومة الفلسطينية.

 

الاختراق الإعلامي

برز اختراق الإمارات للإعلام العربي، من خلال شرائها وسيطرتها على أغلب وسائل الإعلام في الدول العربية، عن طريق شراء الولاءات، من خلال مستشار ولي عهد أبو ظبي محمد دحلان، كما حدث في مصر والأردن، أو من خلال البث من أرضها كما حدث مع شبكتي العربية وMBC.

وتعد التحركات الأخيرة لشبكة العربية من أبرز الدلائل لدى المراقبين على كونها قناة اختراق للعالم العربي، ففي الوقت الذي تعاني المملكة ودول الخليج من التهديدات الإيرانية، وأتباعها، وأبرزهم حزب الله اللبناني "الشيعي"، تعرض شبكة العربية فيلمًا تسجيليًا يحمل عنوان "حكاية حسن"، يمتدح في حسن نصر الله أحد أبرز الأذرع الإيرانية في المنطقة، وزعيم جماعة حزب الله اللبنانية.

وتسيطر الإمارات أيضًا على عدد كبير من المواقع العربية عن طريق دحلان، أبرزها قناة العربية، وشبكة سكاي نيوز، وجريدة السياسية اليومية الكويتية، وجريدة السفير اللبنانية، بالإضافة لجريدة العرب اليوم، وموقع AE24، وموقع خلف الكواليس الكويتي، وموقعي أمد الإعلام وفراس برس الفلسطينيين، بالإضافة لموقع الكوفية برس.

 

الاختراق الاجتماعي

استطاعت الإمارات أن تفرض صورة اجتماعية في محافظاتها المختلفة، خاصة دبي، تختلف تمامًا عن المجتمع، العربي وقيمه وعاداته وتقاليده، وتسعى لنقل ذلك التغيير من خلال مؤسساتها الإعلامية والرسمية للعالم العربي، وظهر ذلك واضحًا بانتشار وتقنين الدعارة، والحفلات والفعاليات الخارجة عن إطار قيم المجتمعات العربية داخل مدينة دبي، بالإضافة لقيامها بتأسيس معبد هندوسي على أرضها.

 

(شؤون خليجية)

الكاتب