صحيفة اسرائيلية: الإمارات هي سبب الحروب الأهلية وعدم الاستقرار في الوطن العربي

صحيفة اسرائيلية: الإمارات هي سبب الحروب الأهلية وعدم الاستقرار في الوطن العربي

تحت عنوان: "عدم الاستقرار في الشرق الأوسط"، قالت صحيفة "هاآرتس" العبرية، إن "السنوات الماضية شهدت الكثير من الاحتجاجات والثورات، ولا يبدو أن العقد المقبل يبشر بالهدوء في العالم العربي".

وأضافت: "في العام الماضي، أطاحت الاحتجاجات الجماهيرية بحكام السودان والجزائر ولبنان والعراق، ومن بين هذه الاحتجاجات أدت واحدة فقط والتي جرت في السودان إلى عملية تغيير حقيقي للنظام".

وتابعت: "ما هو واضح الآن هو أن المحتجين بالعالم العربي قد تعلموا عدم الاستسلام؛ حتى عندما يوافق أحد القادة على الاستقالة، فإنهم يستمرون في مواصلة الضغط؛ لحين التوصل إلى تغيير متفق عليه، يؤدي إلى نظام سياسي أكثر شفافية".

وأشارت إلى أن "الاحتجاجات في الجزائر ولبنان والعراق طالبت بتعيين قائد ليس له علاقة بالنظام القديم، لكن الحكومات في تلك الدول استبدلت عضو من النخبة الحاكمة بأخر، وفي مصر قمع الجنرال الحاكم السيسي بوحشية، الاحتجاجات ضده في سبتمبر من العام الماضي".

وأضافت الصحيفة: "في السودان قتل الكثير من المحتجين لكن هذا لم يمنع الآخرين من مواصلة الحراك حتى تتم عملية تغيير النظام، وفي العراق قتل أيضًا المئات من المحتجين وجرح الآلاف إلا أن هذا لم يضعف عزم المتظاهرين، وهو التصميم الذي يشير إلى أن الشعوب لم يعد لديها ما تخسره إزاء الأنظمة القمعية الحاكمة".

ولفتت إلى أنه "في المقابل بذلت كل من السعودية والإمارات جهودًا من أجل كبح الإنجازات الثورية التي تحققت في العقد الأخير، وفشلت في تحقيق ذلك في تونس، لكنها أتت بالجنرال السيسي  في مصر والحروب الأهلية القاتلة في ليبيا واليمن"، مضيفة: "الحرب في اليمن أضرت بشكل خطير بصورة الرياض، وكشفت عن الجانب المظلم لحكام أبو ظبي".

وذكرت أن "تغيير الموقف الجماهيري وإصرار الشعوب على نيل مطامحها كان واضحا أيضًا في لبنان والعراق، حيث يطالب المتظاهرون بهيكل سياسي واجتماعي يركز على الجانب الوطني بدلاً من الجانب العرقي أو الديني". 

وقالت "هاآرتس"، إن "مواصلة النضال ضد الأنظمة القمعية ستشكل الشرق الأوسط على مدار العقد القادم؛ فلا تزال الاحتجاجات الناجحة كما هي الحال في السودان وتلك التي وصلت إلى طريق مسدود مثل الجزائر ولبنان والعراق، لا تزال معرضة لخطر رد الفعل المضاد من المؤسسات العسكرية بتلك الدول، مما قد يؤدي إلى قمع شديد وحتى الوصول إلى الحرب الأهلية".\

واعتبرت الصحيفة، أن "الدرس المستفاد من ثورات العقد الماضي هو أن موجات الاحتجاجات ليست مسألة بضعة أيام أو شهور أو حتى عام واحد، إنها عملية طويلة ومستمرة قد تستغرق أحيانا عشرات السنوات، وعام 2011 كانت مجرد البداية لحقبة عالمية جديدة من المقاومة ضد الأنظمة الديكتاتورية والمستبدة".

ومضت قائلة: "عدم الاستقرار سيظل هو الشيء الوحيد المستمر في منطقتنا، ولتغيير هذا الأمر، سيتعين على المحتجين والحكومات الاتفاق على نظام اقتصادي وسياسي واجتماعي؛ لضمان حصول الجميع على نصيبه في الحياه، لكن لسوء الحظ ، يبدو أن هذه مهمة شبه مستحيلة في الشرق الأوسط"

الكاتب