المعتقل محمد المنصوري يخرج من الحجز الانفرادي بعد قضاءه 11 شهراً في سجن الرزين

المعتقل محمد المنصوري يخرج من الحجز الانفرادي بعد قضاءه 11 شهراً في سجن الرزين

ورد لشؤون اماراتية بأن السلطات الإماراتية أخرجت المحامي المعتقل محمد المنصوري منذ أيام من الحجز الانفرادي في سجن الرزين سيء السمعة،  بعد أن قضى فيه 11 شهراً في ظروف مهينة وقاسية، حيث أن سجن الانفرادي لا يتجاوز مساحته الأربعة امتار بدون تهوية ولا تدخله الشمس.

محمد المنصوري من مواليد 16/07/1960م، في رأس الخيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو مستشار شرعي وقانوني، حاصل على درجة الدكتوراه في "القانون الدولي العام"، وهو عضو مجلس إدارة دعوة الإصلاح، وفي سجله العديد من الخبرات العملية والمهنية .

ويعتبر "محمد المنصوري"، أحد أبزر رجالات الوطن، وصل إلى العالمية في إبداعه وتألقه عبر المنظمات والهيئات الدولية، وكان طموحه للإصلاح في وطنه كبيراً، ودوره أكبر في دعوة الإصلاح، وهو من الموقعين والمؤيدين لعريضة (3 مارس) التي قدمها للحكومة الإماراتية نخبة رموز الوطن من المفكرين والخبراء والمسئولين الحكوميين والأكاديميين والأساتذة.

وقد اعتقل الدكتور محمد المنصوري يوليو/تموز2012م، وبقي في سجون سرية تحت التعذيب حتى ظهر يوم المحاكمة المشئومة والمسرحية القضائية التي حدثت بالمحكمة الاتحادية العليا يوم 02/07/2013م، حين أصدرت أحكامها الظالمة بحق العشرات من المواطنين الموقوفين بتُهمٍ باطلة ملفقة ترتبط بالانتماء لتنظيم سري يهدف لقلب نظام الحكم، ضمن القضية التي عُرفت إعلامياً باسم (الإمارات 94)، وكان نصيب "المنصوري" قرار قضائي بالسجن 10 سنوات مع 3 أخرى إضافية للمراقبة.

وليت الأمر اقتصر على هذا فحسب، بل تعدّى الانتهاك إلى أبعد وأحقر من ذلك بكثير، ففي محاولةٍ للضغط على الدكتور "المنصوري"، قام الأمن الإماراتي باعتقال ابنته "موزة المنصوري" ابنة 23 ربيعاً، بتهمةٍ ملفقةٍ زائفةٍ وهي محاولة دهس حارس المحكمة!

بينما غرّد شقيقها "حسن المنصوري" والابن الأكبر الدكتور عبر حسابه في تويتر بالانتهاكات التي حدثت بحق أخته، بعدما نفدت حيل أهلها في حماية ابنتهم مما يقوم به الأمن من تعدّي على الحرمات والبيوت واتهام النساء العفيفات، وانتهاك الحريات والحقوق، ولجئوا الحديث مع أهل البلد والأعيان للتدخل بعد هذا التعدي السافر من جهاز الأمن، لكن دون جدوى.

ويغرّد "حسن" بسؤال: (ألمْ يكفيهم أن يسجنوا أباها ويغيّبوه في السجون الانفرادية المجهولة حتى يأخذوا ابنته أيضاً ؟؟!!).

حتى صدر قرار المحكمة بالسجن 3 شهور للناشطة "موزة المنصوري" بتهمة محاولة الدهس لحارس المحكمة.

ردود الفعل:

كانت أولى ردود الفعل عندما سقط الدكتور المنصوري بسبب تدهور صحته إثر إضرابه المتواصل عن الطعام، بعد تعرضه وإخوانه بالمعتقل إلى أسوأ معاملة وانتهاكات متكررة لحقوقهم الإنسانية وتجريح كرامتهم وخدش حيائهم بتفتيش صارم إجباري في كل مناطق الجسم الحساسة دون أي سبب!!

ويكتب "حسن المنصوري" ناقلاً الرسالة عن والده المعتقل: (رغم هذا كله لم يحدث شيء، إلى أن بدأ الأهل والناس يكتبون في هذا الانتهاك، وخرج الأمر خارج جدران سجن الرزين، ثم زارنا وكيل النيابة "حمد الظاهري" وبرفقته نائب مدير السجن المقدم "سهيل"، فأخبرناه بالحادثة الحقيرة، فأقرَّ وكيل النيابة أن هذه ممارسة تعتبر تجاوزاً ووعد بالتحقيق مع المسئول صاحب الأوامر الدنيئة المهينة لكرامة النزلاء بالسجن، ولم يحدث شيءٌ بعدها!!).

 واستنكر مركز الإمارات للدراسات والإعلام الذي يرأسه المنصوري تلك الحادثة، وحمّل الأمن الإماراتي مسئولية كاملة عن صحة الدكتور في المعتقل.

ثم استنكر كل الناشطين والهيئات الحقوقية اعتقال "موزة" ابنة الدكتور المنصوري بتهمة ملفقة، واعتبروها معتقلة رأي، وأدانوا مشهد السلاسل والقيود على قدميها ويديها أمام المحكمة بشكلٍ يتنافى مع أخلاقنا وأعرافنا وقيمنا الإسلامية، وطالبوا بالإفراج الفوري عنها عبر حملات متواصلة ومناشدات لكل المؤسسات الإنسانية المحلية والدولية، ولكن دون استجابة تُذكر من السلطات الإماراتية حتى انتهت فترة محكوميتها.

وبعد خروج "موزة" من الاعتقال، غرد الناشطون عبر تويتر فرحاً بحريتها، منتظرين نصراً جديداً لحرية باقي معتقلي الرأي من أحرار الإمارات.

الكاتب