فايز السراج: ليبيا ليس لها حدود مشتركة مع الإمارات ودورها مقلق

فايز السراج: ليبيا ليس لها حدود مشتركة مع الإمارات ودورها مقلق

قال رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج إن ليبيا ليس لديها حدود مشتركة مع الإمارات، وإن هذا يثير تساؤل حكومته عن أهداف أبو ظبي في بلاده.

وتساءل السراج في لقاء مع قناة "الجزيرة" عن الأسباب التي تجعل الإمارات تقيم قاعدة عسكرية على الأراضي الليبية، وهو ما يثير التساؤل عن أهدافها في ليبيا، وعن سبب إصرارها على التدخل ودعمها لطرف يحارب الحكومة الشرعية، وفق قوله.

وتابع أن لدى حكومته تفاؤلا حذرا إزاء نتائج مؤتمر برلين نظرا لوجود تجارب سابقة، حيث لم تجد حكومة الوفاق شريكا يمكن الوثوق به للخروج من الأزمة.

لكن السراج أضاف أن الأمل معقود على أن تراجع الأطراف الداعمة للواء المتقاعد خليفة حفتر حساباتها فيما يخص القضية الليبية.

وأشار إلى أن أبوظبي والقاهرة تدعمان اللواء المتقاعد خليفة حفتر في هجومه على طرابلس، لأن لديهما أوهاما تتعلق بسيطرة الإخوان المسلمين على القوى السياسية فيها، مؤكدا أن مشاركته في المؤتمرات الدولية تأتي من منطلق القوة لا الضعف.

وشدد السراج على أن الدعم العسكري اللامحدود الذي يتلقاه حفتر من بعض الدول هو الذي أوصله إلى مرحلة الغرور والاعتقاد بأنه قادر على حسم الأمور عسكريا، ولا حاجة له إلى إبرام اتفاقيات سياسية.

في المقابل، قال السراج إن حكومته ليست ساذجة، وهي لا تتوقف عن الدفاع عن الشرعية وعن حقوق الليبيين في الوقت الذي تمارس فيه السياسة، وتمد يدها إلى جميع الجهود الدولية المبذولة للوصول إلى حل سياسي يضمن حقن دماء الليبيين، رغم قناعته -السراج- بأنه لا يوجد لديه شريك سياسي، مشيرا إلى انقلاب حفتر المتكرر على جميع الاتفاقيات التي أبرمت بدءا من الصخيرات وانتهاء بموسكو قبل أسبوع.

وأضاف أنه قد يتفهم مخاوف مصر -بحكم الجوار- من حدوث أي قلاقل في ليبيا، لكن وضع حد لهذه المخاوف يكون عبر الحوار والنقاش لا عبر دعم طرف يعادي الشرعية التي تعترف بها القاهرة، مؤكدا أنه تحدث مع  قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي مرارا بهذا الشأن وأبدى استعداده للجلوس مع المصريين وأن يبحث معهم جميع مخاوفهم ومصالحهم.

 وفيما يتعلق بالسبب الذي يدعو القاهرة وأبوظبي إلى دعم حفتر لا الحكومة الشرعية، قال السراج إن الأمر يعود إلى أوهام في أذهان المسؤولين بهذين البلدين، تتعلق بسيطرة تيار الإخوان المسلمين على القوى السياسية في طرابلس، مؤكدا أن هذا غير صحيح، وأنه أوضح للمسؤولين بكلا البلدين أن الأخوان موجودون بطرابلس وكل ليبيا، تماما مثلما هم موجودون في العديد من الدول العربية مثل الكويت والأردن وغيرهما، ولا يعني ذلك أن نقصفهم بالطائرات، وإنما نتحاور معهم.

وأشار إلى أن نتائج الانتخابات التي جرت بطرابلس عامي 2012 و2014 تظهر حقيقة الوزن الذي يتمتع به الإخوان، مشددا على أن معظم القوى الحكومية في طرابلس من خارج الإخوان.

وبشأن ملف النفط، قال رئيس حكومة الوفاق إن ليبيا ستواجه وضعا كارثيا إذا استمر حصار قوات حفتر لحقول النفط، معربا عن أمله في أن تضغط القوى الأجنبية على حفتر لإعادة فتح موانئ النفط قريبا.

وأعلن السراج رفضه مطالب حفتر بربط إعادة فتح الموانئ بإعادة توزيع إيرادات النفط، وقال إنه سيحترم دعوة مؤتمر برلين إلى وقف إطلاق النار وإجراء محادثات سياسية، لكنه لن يجلس مع حفتر مرة أخرى.

ويتكرر ظهور اسم الإمارات كأبرز داعمي حفتر، آخرها ما جاء في مجلة الفوربس الأمريكية على لسان مدير برنامج الأسلحة والأمن بمركز السياسة الدولية بالولايات المتحدة وليام هارتونغ، الذي تحدث عن طائرات مسيرة ومدرعات تايقر ومعدات عسكرية ونفقات كبيرة لأبوظبي من أجل إسقاط الأنظمة الديمقراطية.

هذا ورصدت عملية بركان الغضب المدة الماضية عبر برنامج تتبع حركة الملاحة الجوية، رحلات لطائرات شحن من نوع (أنتونوف إن – 124) من قاعدة الظفرة الجوية بأبوظبي في الإمارات إلى بنغازي عبر القاهرة، مرجحة أن جميعها يحمل عتادا عسكريا لحفتر.

وأوصى الأسبوع الماضي المجلس الأعلى للدولة المجلس الرئاسي بقطع العلاقات مع الإمارات واعتبارها في حالة عداء وحرب بوصفها شريكا لحفتر في العدوان عامة ومذبحة الكلية العسكرية بشكل خاص، مع الاحتفاظ بحق الرد على هذا الاعتداء بكافة الوسائل حسب ميثاق الأمم المتحدة.

الكاتب