توتر شديد بين بغداد وأبوظبي في أعقاب تصريحات عبد الله بن زايد، والحشد الشعبي يهدد

توتر شديد بين بغداد وأبوظبي في أعقاب تصريحات عبد الله بن زايد، والحشد الشعبي يهدد

ارتفعت حدة التوتر بين الحكومة الطائفية في بغداد وأبوظبي، في أعقاب تصريحات وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد ضد الميليشيات المدعومة من إيران مثل الحشد الشعبي وغيرها واصفاً إياها بالجماعات الإرهابية.

وكان عبد الله بن زايد قد اعتبر خلال مؤتمر صحفي عقده الجمعة على هامش المنتدى العربي الروسي في موسكو، أن اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا هو خطوة في الطريق السليم، لكنه شدد على ضرورة القضاء على مليشيات الحشد الشعبي وما يتبعها، "مثلما نريد أن نقضي على داعش وجبهة النصرة".

وأوضح بن زايد، أن إيران "تدعم الجماعات الإرهابية وتعكف على نشر التطرف الطائفي وعدم احترام سيادة الدول"، مبيناً أنه "لا يمكن أن يكون هناك أي تلكؤ من أي طرف حول الإرهاب، وللقضاء على الإرهاب لا بد أن نبحث كل ما يؤدي إلى الإرهاب ونقضي عليه، لا يمكن أن نفرق بين داعش والنصرة من جهة، والجماعات المدعومة من قبل إيران، سواء كانوا من كتائب أبو فضل العباس أو جماعة بدر أو الحشد الشعبي، فهم يفعلون ما يفعلون في سوريا والعراق".

وذكرت مصادر صحفية عراقية أن وزارة الخارجية العراقية قد استدعت السفير الإماراتي في بغداد، للاحتجاج على تصريحات وزير الخارجية عبد الله بن زايد، ولم تدل المصادر بمزيد من التفاصيل.

وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية العراقية أحمد جمال، في بيان مقتضب: "إن وزارة الخارجية العراقية قررت استدعاء السفير الإماراتي لدى بغداد لتسليمه مذكرة احتجاج رسمية بخصوص تصريحات وزير خارجيته المسيئة للحشد الشعبي".

بدورها ردت مليشيات الحشد الشعبي العراقية،  بهجوم عنيف على تصريحات  بن زايد، متوعدة مهددة بدخول الخليج بعد القضاء على "مرتزقة الإمارات" في سوريا والعراق.

وقال أوس الخفاجي الأمين العام لقوات "أبي الفضل العباس" التابعة لمليشيات الحشد الشعبي: "تصريحك جاء متأخراً، لأن أسيادك الأمريكان لم يستطيعوا أن يوقفونا، وكذلك إسرائيل التي تضع يدك في يدها".

وأضاف الخفاجي في مقطع فيديو نشر على موقع "يوتيوب": "هزمنا إسرائيل بحزب الله، وهزمنا تنظيم الدولة بحشدنا الشعبي".

وتابع الخفاجي: "يا عبد الله بن زايد، إذا أردت أن تذكر الحشد الشعبي كان عليك أن تقف على قدميك، إجلالا وإكبارا واحتراما، هذا العراق الذي أردتم إسقاطه وتمييعه وتقسيمه، قد ولد من جديد".

وأصر الأمين العام لمليشيات "أبي الفضل العباس"، على أن "الحشد الشعبي جاء نتيجة لأمر المرجعية ولن يرجع إلا بأمر المرجعية"، مستدركا بالقول: "أسقطناكم في سوريا والعراق وهزمنا فطائسكم".

واتهم الخفاجي، الإمارات بدعم الإرهاب.. وقال: "لن تنطلي خدعة أنكم تحاولون أن ترهبوا وتوقفوا هذا الإرهاب لأنه ابنكم". 

وتوعد قائد المليشيا بدخول الخليج، قائلاً: "أنتم منزعجون من الحشد الشعبي، زيدوا من انزعاجكم لأن بسطار (حذاء) الحشد يشرفكم، ويجب أن تضعوا في متاحف دبي والشارقة أنموذجا لبسطار الحشد الشعبي الذي سيدخل الخليج بأمر المرجعية بعد أن نقضي على مرتزقتكم".

وكان المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي، قد استنكر تصريحات وزير الخارجية الإماراتي بخصوص الحشد الشعبي، فيما اعتبر تلك التصريحات تدخلا بالشؤون الداخلية العراقية.

وقال المكتب في بيان صادر عنه، إن "الحشد الشعبي ومقاتليه المتطوعين الأبطال وقفوا مع قواتنا الأمنية الباسلة في وجه جرائم عصابات داعش الإرهابية، وحرروا المناطق التي احتلها الإرهاب، وأبعدوا خطرها عن دول الخليج"، مبينا أن "ذلك يتطلب من هذه الدول أن تساند العراق في هذه الحرب وأن تقف معه".

وشدد المكتب على "أننا نرفض مقارنة هذه الهيئة مع العصابات الإرهابية الإجرامية"، معتبرا أن "تصريحات وزير الخارجية الإماراتي بشأن الحشد إساءة للعراق وتدخل في شؤونه".

ولم تعلق الجهات الإماراتية الرسمية أو الإعلامية على هذه الأنباء حتى اللحظة، وكانت وسائل الإعلام الإماراتية الرسمية قد تجنبت الإشارة إلى تصريحات عبد الله بن زايد في إطار تغطيتها لاجتماعه مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، مكتفية بنقل تصاريح عامة.

ومن المعروف أن علاقات وثيقة تربط بين أبوظبي والحكومة الطائفية العراقية، حيث قدمت أبوظبي مساعدات مالية هائلة وأسلحة للميليشيات الشيعية بحجة محاربة الإرهاب وداعش، وهو الأمر الذي يثير تساؤلات كبيرة حول الدوافع وراء هذه التصريحات لبن زايد في الوقت الحالي.

يذكر أن قوات الحشد الشعبي تضم فصائل مسلحة شيعية كانت موجودة سابقاً، مثل "فيلق بدر"، و"عصائب أهل الحق"، و"سرايا السلام"، كما ضمت آلافاً من المتطوعين (الشيعة) خلال السنتين الماضيتين.

الكاتب