الأخبار اللبنانية الإمارات تناور في قرارها الإنسحاب من اليمن

الأخبار اللبنانية الإمارات تناور في قرارها الإنسحاب من اليمن

قالت صحيفة الأخبار اللبنانية، المقربة من حزب الله، إن "دوائر القرار في صنعاء"، تعتبر أن ادعاءات أبو ظبي الانسحاب من الحرب في اليمن "ذر للرماد في العيون، وقنابل صوتية للتملص من تبعات الحرب".

ولفتت الصحيفة نقلا عن مصادرها أن الإمارات ستبقى في اليمن لـ"حماية عمقها الذي أصبح مهددا أكثر من أي وقت مضى، فضلا عن التحلل من المسؤولية الأخلاقية والسياسية والقانونية أمام المجتمع الدولي، في ظل الدعاوى المرفوعة بشأن انتهاكات لحقوق الإنسان والاغتيالات، والسجون السرية والإخفاء القسري والتعذيب باليمن".

وأشارت إلى أن خارطة الانتشار الإمارات على الأرض، لا تزال على حالها باستثناء الانسحاب من عدن، مشددة على أن "الأعمال العدائية عبر وكلائها وطلعات طيرانها زادت عن السابق".
ونقلت عن مراقبين قولهم إن الوعود الإماراتية بالانسحاب من اليمن، لن تصدق لثلاثة أسباب، "أولها الأطماع في الموانئ والجزر اليمنية، والأمر الثاني ممانعة الرياض خروج أبو ظبي من التحالف، أما السبب الثالث فهو الارتباط بالولايات المتحدة، التي لم تتخذ قرارا بوقف الحرب حتى الآن".
وأضافت الصحيفة، "الأمريكيون يفضلون التعاون مع الإماراتيين، لا سيما ما يتصل بتنظيم القاعدة، والطرفان متواجدان في قاعدتي بلحاف في محافظة شبوة والريان في محافظة حضرموت، واللتين تتمّ عبرهما إدارة المصادر البشرية وتسيير الطائرات المسيّرة وتنسيق عمليات التخادم مع القاعدة وكذلك، تتموضع كتيبة إماراتية في جزيرة ميون وسط باب المندب، لمهام متصلة بالأمن الملاحي، بالتنسيق مع البحرية الأميركية المتمركزة في المنطق".

ورأت أن الإمارات في سعيها لتثبيت وجودها العسكري والأمني وتعزيزه في اليمن، قامت بعدد من الإجراءات في الساحل الغربي والمحافظات الجنوبية، بشكل مباشر أو عبر وكلائها، الذين صعّدوا من لهجتهم تجاه "الشرعية" وبدأوا التهجم على السعودية، وتحميلها مسؤولية تردي الوضعين الأمني والاقتصادي في الجنوب.
ووفقا لـ"الأخبار" فمن تلك الإجراءات، "تجاوز وكلاء الإمارات في الساحل الغربي، مطلع الأسبوع الجاري، الوضعية القائمة منذ شهور في مديرية الدريهمي الساحلية، والمحاصرة منذ العام الماضي، بهجوم واسع عليها استهدف بحسب مصادر مطلعة قياس مدى جاهزية القوات المدافعة عنها. وهو ما ظهر أنه في أعلى مستوياته، بفعل إفشال الهجوم".
وأضافت: "بالتوازي مع ذلك، تعمل أبو ظبي على ضمّ جماعة أبو العباس السلفية التابعة لها إلى قوات طارق صالح، بعد أن قامت الجماعة المذكورة بتدريب نحو ألفي مقاتل في مناطق وجودها في المديريات الغربية من محافظة تعز. ويرى مراقبون عسكريون أن خطة الضمّ هذه تستهدف حشد كلّ الإمكانيات من أجل معركة الساحل الغربي".

وأشارت إلى احتشاد عناصر ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات، أمام مقرّ التحالف، حيث رفعوا شعارات مناوئة للسعودية، من بينها، يا سعودي يا كذاب إنت داعم للإرهاب، في ما اعتُبر انقلاباً ضمنياً على اتفاق الرياض. بحسب "الأخبار".

وكان محللون يمنيون أشاروا إلى ما ورد في تغريدة محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، بقوله ستبقى الإمارات في اليمن لدعم الأشقاء، معتبرين أن هذا الكلام هو ليس بالحقيقة انسحاب، كل ما هناك إعادة تموضع وتسليح وإنشاء ميليشيات جديدة خارج إطار السلطة اليمنية”.

ورأوا أن إعلان الانسحاب “يأتي في إطار المناورات المستمرة هروبا من المسؤولية أمام المجتمع الدولي، بسبب الملفات الثقيلة والانتهاكات الجسيمة على مستوى المعتقلين والاغتيالات”.

وأردفوا: “كل ذلك يضع الإمارات أمام مسؤولية أخلاقية.. هم يناورون سياسيا أمام المجتمع الدولي، وهناك ميليشيات تابعة لهم تعمل لهم بإشراف ضباط إماراتيين وضباط مرتزقة ويستلمون رواتبهم، فلا معنى للحديث عن انسحاب”.

وشددوا على أن “استراتيجية الإمارات هي البقاء في اليمن عبر الميليشيات التي يتم إعدادها، وسيعملون على التخفي وعدم الظهور أمام المجتمع الدولي، وسيواصلون زرع الاقتتال الداخلي ليكونوا في المشهد من بعيد، هم يلعبون جيدًا على مخاوف السعودية من أنهم سينسحبون، ما يدفع السعودية إلى تقديم تنازلات كبيرة”.

الكاتب